مظاهر اهتمام الإسلام في الماء

مظاهر اهتمام الإسلام في الماء

اهتمام الإسلام بالبيئة

عند دراسة الأسس والمبادئ التي وضعها الإسلام لضبط أسلوب الإنسان في التعامل مع موارد البيئة المختلفة، سنلاحظ أنّ تلك الأسس والمبادئ التي أمر بها الإسلام بشأن البيئة وطرق المحافظة على عناصرها الطبيعية من التلوث قد شملت كل ما تطرَّق إليه علماء الغرب، لأنّ المفاهيم والقواعد الإسلامية هي من أهم الأسس المستخدمة والمتبعة للحفاظ على الموارد البيئية وبشكلٍ خاص الحفاظ على البيئة المائية بحد ذاتها، لذلك من المهم أن نستعرض أهم مظاهر اهتمام الإسلام بالماء.

مظاهر اهتمام الإسلام في الماء

التذكير بأهمية البحار والأنهار للحياة

وضع الله عزّ وجل تحت سيطرة الإنسان مياه البحيرات والأنهار والبحار للانتفاع بها؛ لأنّ فيها العديد من الخيرات والثروات، وقد أكدَّ الله عزّ وجل في العديد من الآيات القرآنية على أهمية هذه النعمة، كما دعا الإنسان إلى الحفاظ عليها والانتفاع بها دون أي هدر، وفيما يتعلق بالأنهار فإنّ الخالق وضح الفائدة التي يجنيها الإنسان على الأرض في مياه الأنهار كما ورد في قوله تعالى : قال تعالى: ﴿أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا﴾ [النمل: 61].

الحفاظ على الماء وحمايته من التلوث

حث الله عزّ وجلّ على الحفاظ على الماء وحمايته من خطر التلوث وكل ما يخفي أو يغير معالمه وطبيعته وصلاحيته، حتى يبقى الماء نظيفاً وصافياً كما أنزله الله تعالى للإنسان، لذلك توضح العديد من الآيات القرآنية أنّ الماء المنزل من السماء له طبيعة خاصة لأنّه ينهمر وينزل بصفاء ونقاء، حيث قال تعالى: (وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا) [المرسلات: 27]، حيث يكون فيه النماء والبركة والمحافظة على نفوس الناس من الاعتلال والإصابة بالأمراض التي تدمر الصحة وتجعله غير قادرٍ على ممارسة حياته بشكلٍ طبيعي.

عدم الإسراف في استخدام الماء

أباح الله عزّ وجلّ للإنسان أن يتمتع بكل ما هو موجود على سطح الكرة الأرضية بالحلال، كما أباح له التمتع بالأكل والشرب والملابس والتزين ولكنه قيَّد ذلك التمتع بمجموعة من الضوابط والقيود الشرعية أهمها عدم الإسراف في استخدام الشيء كما قال تعالى : ﴿وَكُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفينَ﴾ [الأعراف: 31]، لذلك يُعتبر الإسراف في الموارد المائية وهدرها دون فائدة من أكثر القضايا البيئية خطورة.