مظاهر الحياة العقلية عند العرب في الجاهلية

مظاهر الحياة العقلية عند العرب في الجاهلية

عرب الجاهلية

عرب الجاهلية هم الشعوب التي كانت تعيش في فترة ما قبل الإسلام، حيثُ كانوا يعبدون الأصنام والأوثان ومن أسماء أصنامهم اللّات والعزّى ومناة، بالإضافة إلى أنَّ بعضهم كان يعبد الشمس والقمر والنجوم، لكنهم كانوا يتصفون بالكثير من الأخلاق الجيدة والتي حافظ عليها الإسلام بعد انتشاره مثل الكرم، والشجاعة، وصلة الرحم وغيرها، لكنهم كانوا يفعلون أموراً سيئة جاء الإسلام ليهذبها مثل بعض الصفات غير المحمودة مثل شرب الخمر، والزنا، ولعب القمار، والعصبية القبلية، بالإضافة إلى انتهاك حقوق المرأة، ووأد البنات.

سُمي العصر الجاهلي بهذا الاسم كنايةً عن جهل العرب بالدين وبعدهم عن الله سبحانه وتعالى وليس القصد جهلهم بالعلم بل على العكس كان لديهم تنوع فكري إبداعي وحضاري، بالإضافة إلى معرفتهم الواسعة والكبيرة.

مظاهر الحياة العقلية عند عرب الجاهلية

تميز الجاهليون بالعقلية المتفتحة والمميزة، حيثُ برعوا في العديد من المجالات فبرعوا في اللغة، والشعر، والخطابة، والعلم، وسنتحدث في هذا المقال عن هذه المجالات وتميزهم فيها:

اللغة

تميز الجاهليون بإتقانهم للغة العربية الفصحى، وبرعوا في الأدب والنثر، وضُرب بهم المثل بالبلاغة وفصاحة اللسان، وخيرُ دليل على ذلك ما وصلنا منهم من الخطب والوصايا والأمثال، بالإضافة إلى تميزهم باستخدام ألفاظٍ ومفردات واضحة ومعبرة، وبرعوا كذلك في تصوير البيئة المحيطة بهم فوصفوها بعباراتٍ جميلة وواضحة اللفظ والمعنى، أمّا الكتابة فكانوا يكتبون الحروف بدون النقاط.

الشعر

نظم الشعراء في العصر الجاهلي الشعر وأبدعوا فيه فكانوا يصفون كلّ ما حولهم من الجماد والنبات والحيوان، واستخدم الشعر كذلك للمدح والإعجاب ورثاء الميت، ولأغراض الهجاء والفخر والمدح والغزل، بالإضافة إلى الوقوف على الأطلال، وقد تميز شعرهم ببساطته، وصدق المشاعر فيه، بالإضافة إلى الخيال والإطالة، ومن أشهر شعراء العصر الجاهلي امرؤ القيس وطرفة بن العبد.

الخطابة

يعتبر فن الخطابة أحد الفنون النثرية، والذي تُعدّ فيه صفة الإقناع صفةً أساسية وشرط من شروط صحتها ولا يجب أن تغيب عنه، وقد انتشرت الخطابة في العصر الجاهلي بسبب قلة انتشار الكتابة، كما أنّها تتميز بعددٍ من الخصائص المختلفة عن غيرها من الفنون ومنها الحماسة، وقصر العبارات، وتنوع الموضوعات، وفصاحة الألفاظ، وبلاغة العبارات، وتتميز كذلك باحتوائها على الأمثال والحكم بالإضافة إلى استخدام أسلوب السجع فيها، كما كانت مهمة الخطابة وغايتها في ذلك العصر هي التفاخر بالنفس، أو النُصح، أو الإرشاد، ومن أشهر الخطباء في العصر الجاهلي قيس بن ساعدة بالإضافة إلى لبيد بن ربيعة.