الذاكرة والنسيان

الذاكرة والنسيان
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الذاكرة والنسيان

تساعد الذاكرة الأشخاص على تكوين أنفسهم وشخصياتهم، فمن دونها قد يواجه الشخص صعوبة في التعلّم، وصعوبة في تكوين العلاقات، وكذلك صعوبة في العمل في الحياة اليومية، كما أنّ الذاكرة تساعد الدماغ على ترميز، وتخزين، واسترجاع المعلومات في ثلاثة أشكال أساسية، حيث يتعامل الأشخاص مع المحفّزات بداية عن طريق الذاكرة الحسّية (بالإنجليزية: Sensory memory)؛ فيتمّ تخزين المعلومة في الدماغ لمدة أقل من ثانية واحدة، ثم بعد ذلك تُنقل المعلومة إلى الذاكرة قصيرة المدى، والتي تُسمّى أيضاً بالذاكرة العاملة (بالإنجليزية: Short-term memory)، مما يسمح للأشخاص بدراسة الأشياء والاحتفاظ بالمعلومات الأساسية في الذهن، وأخيراً يخزّن الأشخاص الأحداث الماضية في الذاكرة طويلة المدى (بالإنجليزية: Long term memory).[1]

أمّا النسيان فهو فشل دائم في محاولة التذكّر، حيث ينتج عن تغيّرات في الدماغ، وقد تكون هذه التغيّرات طبيعية بسبب التقدّم في العمر، أو أنّ النسيان قد يكون عَرَضاً لمرض آخر أو حالة أخرى، فعند حدوث النسيان يجد الأشخاص صعوبة في محاولة تذكر الأحداث أو استرجاع المعلومات، بالإضافة إلى صعوبة في التعلّم أو في تكوين ذكريات جديدة، وتجدر الإشارة إلى أنّ فقدان الذاكرة الطبيعي لا يؤثر في الأنشطة اليومية، أمّا فقدان الذاكرة الذي يزداد سوءاً مع الوقت ويؤثر في الحياة قد يكون مؤشراً لوجود مشكلة معيّنة؛ مثل: الإصابة بمرض ألزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer disease).[2][3]

كيفية تقوية الذاكرة

من المهم معرفة الوقت اللازم لطلب المساعدة في حال حدوث فقدان للذاكرة؛ إذ يُنصح بمراجعة الطبيب في حال مواجهة مشاكل مستمرة أو متفاقمة في الذاكرة، ويُذكر أنّ هناك العديد من الطرق البسيطة التي يؤدي القيام بها إلى تقوية الذاكرة ودعمها، ومن هذه الطرق البسيطة نذكر ما يلي:[4]

  • ممارسة التمارين الرياضية باستمرار: وذلك لأنّ التمارين الرياضية تؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ؛ مما قد يؤدي إلى تحسين الذاكرة، حيث يُوصَى بممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين الرياضية المتوسطة الشدّة أسبوعياً لمعظم الأشخاص الأصحّاء؛ مثل: رياضة المشي، أو القيام بممارسة التمارين الرياضية الشديدة كالركض مثلاً لمدة 75 دقيقة في الأسبوع، كما تجدر الإشارة إلى أنّه من الأفضل توزيع اللقيام بالتمارين الرياضية على الأسبوع، أمّا في حال عدم امتلاك الوقت الكافي لممارسة الرياضة؛ فإنّه يُنصح بالمشي لمدة عشر دقائق خلال اليوم الواحد.
  • المحافظة على النشاط العقلي: فكما يؤدّي النشاط البدني إلى الحفاظ على رشاقة الجسم، فإنّ التحفيز العقلي أيضاً يؤدي إلى المحافظة على العقل في الحالة السليمة، كما أنّه قد يؤدي إلى منع حدوث فقدان للذاكرة، ومن أجل الحفاظ على نشاط العقل؛ فمن الممكن القيام بحلّ ألغاز الكلمات المتقاطعة، أو القيام بتعلّم العزف على آلة موسيقية معينة، أو التطوّع في منظّمات محليّة أو مدرسية.
  • الاختلاط الاجتماعي بانتظام: حيث إنّ التفاعل الاجتماعي يساعد على تجنّب حدوث مشاكل الاكتئاب والضغط النفسي، إذ إنّ الاكتئاب والضغط النفسي قد يُساهمان في حدوث فقدان الذاكرة، ومن أجل ذلك يُنصح بالبقاء مع الأفراد المقرّبين والأصدقاء وغيرهم، وتجنّب البقاء وحيداً.
  • الحفاظ على الانتظام: يُعدّ الأشخاص الذين يعيشون في منازل مشوّشة الترتيب أكثر عرضة للنسيان بشكل عام، لذلك يجب القيام بتدوين المهام، والمواعيد، والأحداث الأخرى في دفتر ملاحظات خاص، أو في تقويم يدوي، أو إلكتروني، كما يُنصح برفع الصوت أثناء تدوين الملاحظات من أجل إبقائها في الذاكرة، ومن ثم الاحتفاظ بالملاحظات والتشييك على المهام التي تم إنجازها، بالإضافة إلى أهمية تخصيص أماكن محددة للممتلكات الأساسيات، مثل: المحفظة، والمفاتيح، والنظارات، كما يُنصح بمحاولة تقليل التشتيت والتشويش؛ وبالتالي لا يُنصح بالقيام بالكثير من المهام في وقت واحد.
  • النوم بشكل جيّد: حيث يلعب النوم دوراً مهماً في تعزيز الذكريات، إذ يُسهّل عملية استرجاعها بشكل سريع، ومن أجل ذلك يجب أن يكون الحصول على النوم الكافي من الأولويات، إذ تجدر الإشارة إلى أنّ معظم الأشخاص يحتاجون من 7-9 ساعات من النوم في اليوم الواحد.
  • اتّباع نظام غذائي صحي: يُعتبر اتباع نظام غذائي صحي أمراً مفيداً من أجل صحة الدماغ، تماماً كفائدته لصحة القلب، ولهذا فإنّه يُنصح بتناول الفواكهة والخضراوات والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى أهمية اختيار مصادر للبروتينات قليلة الدسم مثل: الأسماك، والفاصولياء والدواجن الخالية من الجلد.
  • تخصيص وقت للتأمل: للتأمّل (بالإنجليزية: Meditation) فوائد عديدة، قد تصل إلى حدّ دعمه لصحة الدماغ؛ حيث تقول الأبحاث أنّ التأمّل قد يؤدي إلى زيادة المادة الرمادية (بالإنجليزية: Grey matter) في الدماغ، كما أنّها تؤدي إلى تحسين عمل الذاكرة المكانيّة.[5]
  • الحفاظ على وزن صحي: تُعتبر السمنة عامل خطورة لانخفاض المعرفة والإدراك، ومن أجل ذلك فإنّ الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body mass index) ضمن المعدل الطبيعي قد يساعد على تجنّب الكثير من المشاكل التي قد تنتج عن السمنة، بما في ذلك المشاكل التي تتعلق بالذاكرة، مثل؛ الذاكرة الضعيفة.[5]
  • تناول أحماض الأوميغا 3 الدهنية: إذ يُنصح بتناول زيت السمك والسلمون من أجل حماية مهارات التفكير، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ دور أحماض الأوميغا 3 الدهنية (بالإنجليزية: Omega-3) عند الأشخاص الذين لا يمتلكون مشاكل في الذاكرة والتفكير ليس واضحاً بعد.[6]

أسباب النسيان

من العوامل والأسباب التي يؤدي حدوثها إلى مشكلة النسيان، نذكر ما يلي:[7]

  • تناول بعض أنواع الأدوية، مثل؛ أدوية الاكتئاب وأدوية القلق.
  • تناول الكحول، أو التدخين.
  • الحرمان من النوم.
  • الاكتئاب والضغط النفسي.
  • الإصابة بالسكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke).
  • التعرض لإصابات في الرأس.
  • الإصابة بالخَرَف (بالإنجليزية: Dementia).
  • وجود ورم في الدماغ.[8]
  • الإصابة باستسقاء الدماغ (بالإنجليزية: Hydrocephalus)؛ والذي يتمثل بتجمّع للسوائل في الدماغ.[8]

المراجع

  1. ↑ "How Memory Works", www.psychologytoday.com, Retrieved 23-April-2019. Edited.
  2. ↑ "What is forgetfulness?", www.healthgrades.com, Retrieved 23-April-2019. Edited.
  3. ↑ "What do I need to know about memory loss?", www.drugs.com, Retrieved 23-April-2019. Edited.
  4. ↑ "Memory loss: 7 tips to improve your memory", www.mayoclinic.org, Retrieved 23-April-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "14 Natural Ways to Improve Your Memory", www.healthline.com, Retrieved 23-April-2019. Edited.
  6. ↑ "Do omega-3s protect your thinking skills?", www.health.harvard.edu, Retrieved 23-April-2019. Edited.
  7. ↑ "Memory Loss", www.webmd.com, Retrieved 23-April-2019. Edited.
  8. ^ أ ب "Causes", medlineplus.gov, Retrieved 23-April-2019. Edited.