طرق وأساليب تعليم مهارات السلوك التكيفي

طرق وأساليب تعليم مهارات السلوك التكيفي
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

السلوك التكيفي

السلوك التكيفي adaptive behavior، والذي يُعرف على أنه مدى استجابة الفرد المصاب بالإعاقة العقلية للمتطلبات الاجتماعية، سواء كان ذلك بالنجاح أو الفشل مقارنةً مع أبناء سِنّه، ووفق التقييم فإنّ الفرد يعد معوقاً عقلياً في حال فشله في أداء المتطلبات الاجتماعية المطلوبة منه. كما قدّمت الجمعية الأمريكية تعريفاً للسلوك التكيفي بأنّه سلوكٌ له فعالية كبرى في تلبية المتطلبات المفروضة من قبل الطبيعة والمجتمع على الفرد، فيعتبر السلوك التكيفي ممثلاً للقدرة الفردية على ممارسة السلوك الاستقلالي الذي يحد من اعتماده على الغير.

كما عرفّت العلوم النفسية السلوك التكيفي على أنّه القدرة التي يستطيع بها الفرد على الاستجابة لكل ما يحيط به من مؤثرات بالاعتماد على الصحة النفسية والمعنى النفسي، إذ إنّ سوء التكيف النفسي يشير إلى وجود خلل شخصي في الانسجام مع الذات وما يحيط بها من عوامل اجتماعية واقتصادية، بذلك فإنّ الاضطرابات النفسية والأمراض النفسية دليلٌ قطعي على عدم قدرة الفرد على التكيف والتجاوب مع البيئة.

طرأ على مفهوم السلوك التكيفي في الآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً، حيث اتسعت رقعة انتشاره إثر عدم وفرة نسب الذكاء التي تعتبر حكماً أساسياً في تشخيص الإعاقة العقلية، وانتقل التشخيص الشامل والدقيق لمستوى الأداء الوظيفي للفرد إلى تطلبّه إلحاحاً على استخدام مقياس للسلوك التكيفي، بالإضافة إلى نسبة ذكاء الفرد، إذ يشمل على الاهتمام بمدى معرفة الفرد وقدراته على التفاعل الاجتماعي وقدراته ومهاراته اليومية.

مهارات السلوك التكيفي

يشمل السلوك التكيفي سلسلة من الأبعاد التي تعتبر مقبولة اجتماعياً، وتتفاوت في ظهورها بين الأطفال المتخلفين عقلياً ومن أهمها:

  • المهارات الاستقلالية، وهي تلك المهارات التي يمارسها الفرد في حياته اليومية، وتتضمن مهارات استخدام أدوات المائدة، والمرحاض، والنظافة الشخصية، والعناية بالملابس.
  • المهارات الحركية، وهي المهارات المرتكزة على الحواس الخمس كالإبصار، والسمع، والتحكم بحركة اليدين، ومهارات توازن الجسم.
  • مهارات التعامل بالنقود، ووتتضمن التعامل بالنقود، وتنظيم الميزانية، والقيام المهام الشرائية التي توكل له.
  • المهارات اللغوية، وتتضمن الكتابة والتعبير اللفظي، واستخدام الكلمات لتركيب الجمل، والتعليمات المعقدة، والقراءة.
  • مهارات الأرقام والوقت والتي تتضمن إجادة معرفة الوقت والساعة والأرقام.
  • مهارات التوجيه الذاتي والمثابرة، وممارسة النشاطات المستحبة في أوقات الفراغ.
  • مهارات النشاط المهني، كدرجة التعقيد في العمل، القدرة على إنجاز العمل كما هو مطلوب.
  • مهارات تحمل المسؤولية، والقدرة على الاحتفاظ بالممتلكات الشخصية والمسؤوليات العامة.
  • مهارات التنشئة الاجتماعية، وتتضمن التعرف على الآخرين والتفاعل مهم، والنضج الاجتماعي، والتعاون.

طرق وأساليب تعليم مهارات السلوك التكيفي

بناءً على ما أوردناه سابقاً فقد بات من الضروري معرفة أساليب وطرق تدريب الطفل المتخلف عقلياً منذ نعومة أظافره على المهارات الرئيسية التي تخدم النمو الجسمي والحسي والحركي لديه، وبالتالي إكسابه مهارات متقدمة تساعده على الاتزان والتحكم في الأطراف والعديد من المهارات، ويشترط على المربي المختص في ذلك ضرورة تبني العملية التعليمية ونظريات حول التعلم؛ لاعتمادها كقاعدة رئيسية يرجع إليها في اختيار الاستراتيجية التعليمية المتبعة، ومن أهم الطرق والأساليب في تعليم مهارات السلوك التكيفي:

  • توظيف النظرية الشرية الكلاسيكية: وتعّد هذه النظرية من أبسط الطرق في تعليم الأطفال، سواء كانوا عاديين أو متخلفين عقلياً نظراً لعدم احتياجها لعمليات عقلية معقدة، إذ تكتفي بوجود مثيرات معينة حول الطفل تؤثر في استجابته، وتعتمد هذه النظرية بطبيعتها على تحليل الاستجابات وتعديلها وخاصةً تلك القابلة للقياس، ومن الأساليب المستخدمة في هذه النظرية: أسلوب الإشراط المضاد، وهو عبارة عن تمرين الطفل وتعليمه على إظهار الاستجابة المتعارضة، لذلك فالاستجابة الشرطية المرغوب في تعديلها بالاعتماد على ما أبدته من ردة فعل وفقاً لمثير شرطي أو غير شرطي تعرف باستجابة غير شرطية متعارضة.
  • توظيف نظرية الإشراط الإجرائي: وتعمل هذه النظرية على تحليل التخلف العقلي الذي يعاني منه الفرد، وتتعامل معه وكأنّه ظاهرة تحتاج إلى التعلم والخبرة أي أنّ هناك فرقٌ كبيرٌ في الأداء بين الطفل العادي والمصاب عقلياً، ويعزى السبب في ذلك إلى تدني القدرات على التعلم والخبرة، ويلجأ المربي في هذه النظرية إلى استخدام أسلوب التعزيز والعقاب، وهو أحد الأنماط السلوكية التي تلعب دوراً فعالاً في تعديل سلوك الفرد، فالإكثار من الثواب والتقليل من العقاب أمر مُستحّب إلّا أنّ عواقبه وخيمة على المدى الطول.
  • توظيف نظرية التعلم الاجتماعي: ويمكن استخدامها بالاعتما على الآتي:
  • وضع كافة الفرص أمام الطفل المتخلف عقلياً لتحفيزه على ممارسة بعض المهام مهما كانت بسيطة والنجاح بها ويأتي ذلك في مساعٍ لتعزيز الخبرة بالنجاح لديه، وبالتالي دفعه إلى ممارسة أشكال متعددة من السلوكيات الناجحة فيما بعد.
  • الحد من الفرص التربوية التي قد تصيب الطفل المتخلف عقلياً بالإحباط نتيجة فشله المتكرر في إنجازها وذلك لتخليصه من خبرة الفشل لديه.
  • الحرص على صياغة الأهداف التربوية التعليمية وإضفاء طابع سلوك نهائي ومشروط عليه أن يتماشى مع قدرة الطفل العقلية.
  • تفادي أشكال السلوك المعتمدة على خبرة الطفل في الفشل حتّى لا يضطر آسفاً للانسحاب من المواقف التعليمية وإظهار السلوك العدواني للتخلص من الموقف.

أساليب تعديل السلوك

  • التعزيز الإيجابي: يعتمد هذا المبدأ كلياً على تشجيع الطفل المتخلف عقلياً على تكرار إظهار استجابته لأمر ما للحصول على نتيجة معينة، وتعرف هذه الطريقة بالمعززات فقد تكون معززات مادية، أو اجتماعية، أو رمزية، وجميعها إيجابية في حال استخدامها بالأسلوب المناسب لتثبيت الطفل على السلوك المرغوب بتنميته.
  • التعزيز السلبي: يهدف إلى رفع مستويات قوة الاستجابة بعد حدوثها، وغالباً ما يقترن بالأحداث المؤلمة أو غير المرغوب بها ويسعى الفرد جاهداً للتخلص منها تماماً، ومن الأمثلة على هذا الأسلوب تشجيع الطفل على الحديث أمام الملأ للتخلص من الانطوائية.
  • النمذجة: من أكثر الطرق الرئيسية للتعليم في المجتمع، إذ ترتكز بشكل مباشرة على ضرورة تقليد وتكرار السلوكيات المرغوب بها اجتماعياً، ويمكن تطبيقه من خلال مكافئة السلوك المقلد وفقاً لنوعه.
  • تشكيل السلوك: يشمل على ضرورة تحليل الهدف السلوكي ليصبح عبارة عن سلسلة من الخطوات الفرعية، أو تعزيز الخطوات الفرعية الناجحة لدى الفرد للأخذ بيد الطفل نحو السلوك الناهئي المتوقع تحقيقه، كتحفيزه وتشجيعه على تنظيف أسنانه، او غسل يديه قبل وبعد تناول الطعام.
  • الضبط الذاتي: وهو عبارة عن اكتساب مهارات ضرورية ولازمة ليطرأ على سلوك الفرد تغييرات ضرورية، وتلعب دوراً هاماً في تسيير سلوك الفرد وتوجيهه ويمكن تحقيق ذلك عن طريق الخطوات الآتية:
  • الشرح والتفسير والمناقشة، أي تقديم سبب مقنع للطفل ليعمل جاهداً على تغيير نمط سلوكي معين ينتهجه.
  • التعيين، والأخذ بيد الطفل ومساعدته في التعرف على سلوكات مثالية يُدرّب عليها.
  • النمذجة ويتمثل بجعل مهارة معينة يتطلب منه ممارستها كنموذج يٌقتدى به.
  • التمييز وهو تحفيز الطفل على الإلمام بكل ما يحيط والتفرقة بينها سواء كانت نماذج ملائمة أو غير ملائمة.
  • لعب الدور ويأتي ذلك بإقناع الطفل على ممارسة سلوك معين لغايات رصد ما يظهره من تغذية راجعة وتقييمها.
  • التقييم: يلجأ المربي إلى مراقبة سلوكيات الطفل وما اكتسبه من مهارات مستهدفة على فترات منتظمة ليُعطى تقييماً حول ما توصل إليه من اكتساب للمهارات وقدرات عقلية ساعدته على ذلك.