قيام الليل في رمضان
قيام الليل
قيام الليل سنّة مؤكّدة وقربة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، وقد ورد في القرآن الكريم والسنّة النبويّة ما يبيّن أهميّتها، ويحثّ على الترغيب فيها، وتعد صلاة الليل أفضل صلاة بعد الصلاة المكتوبة فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ النبي صلَّى الله عليه وسلم قال:" أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ الصلاةِ المكتوبةِ، الصلاةُ في جَوفِ الليلِ".
إنّ قيام الليل من خصال الخير والتقوى وهو من صفات عباد الله المتقين فكيف بقيام الليل في رمضان وهوشهر الطاعات والعبادات والقربة من الله سبحانه وتعالى، والأجر فيه مضاعف عن باقي أيام السنة لذلك يعد القيام في شهر رمضان من الشعائر العظيمة التي سنها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله فقد قال: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
قيام الليل في رمضان
إنّ قيام رمضان شامل للصلاة في أوله وآخره وتعد صلاة التراويح من قيام رمضان، وهي سنّة مؤكدة يبدأ وقتها من بعد صلاة العشاء ويفضّل أن تؤتى في المسجد جماعة ويجوز للنساء أن تؤديّها في المسجد، فمن قامها في جماعة فكأنما قام ليلة كاملة، أما إذا أخرها صاحب الصلاة إلى الثلث الأخير من الليل فإن له فضل قيام الليل وصلاته مشهودة ومسموعة، وفيها يستجاب الدعاء ويغفر الذنب وتقضى الحوائج وذلك من فضل الله سبحانه وتعالى حيث ينزل إلى السماء الدنيا وهو أعلم بعظمة نزوله ويسأل العباد فيجيب الدعاء ويغفر الذنب.
إن أوقات شهر مضان من أفضل الأوقات وأعظمها وهي أيام مباركة، لذلك ينبغي اغتنامها في القرب من الله والإلحاح عليه بالطلب من خيري الدنيا والآخرة والتوفيق منه فإنه الرحمن المستعان وعليه التوكل، ومما يزيد من فضل هذا الشهر أن القرآن الكريم نزل فيه في ليلة القدر، وهي ليلة مباركة خيرها عظيم وفضلها جليل، حيث يعطي الله من قامها إيماناً واحتساباً من الأجر الكبير والثواب العظيم، وفيها تقسم الأرزاق والمعاد إلى مثلها في العام المقبل وغير ذلك من أمور متعلقة بأمر العباد، وفيها تنزل الملائكة إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة لأهل الإيمان وفيها السلامة من العذاب.
عدد ركعات قيام رمضان
لم يحدّد الرسول صلّى الله عليه وسلّم عدداً لركعات القيام في شهر مضان ولا غيره، ولكن ما ورد عنه أنّه كان يصلى إحدى عشرة ركعة مع الوتر، وقد تصل إلى ثلاث عشرة ركعة أو أكثر وقد تكون أقل، وبذلك فإنّ عدد الركعات للقيام لم يحدّد ولكن تكون مثنى مثنى وتختم بركعة الوتر أو ثلاث أو أكثر ولكن لمن لم يصلي ذلك فيجب ان تختم الصلوات بالوتر أقلّها ركعة واحدة.
القراءة في قيام رمضان
إنّ القراءة كذلك في صلاة الليل في قيام رمضان أو غيرها لم يحدّد الرسول صلّى الله عليه وسلّم حداً يتعدّاها أو ينقصها، حيث كانت قراءته تختلف قصراً وطولاً، وبذلك يكون للمصلي أن يصلي حيثما شاء والأفضل أن يطول مع عدم المبالغة حتى يستطيع يحيي الليل كله، أما في صلاة الوتر فمن السنة قراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى، وفي الثانية سورة الكافرون، وفي الثالثة سورة الإخلاص ويمكن اتباعها بأحد المعوذتين، ويفضل فيها القنوت وشكر الله والصلاة على الرسول صلى الله عليه سلم والدعاء للشخص نفسه وللمسلمين وقد يكون ذلك قبل الركوع أو بعده.
ومن السنة أن يقول في آخر وتره قبل السلام أو بعده "اللهم إني عوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك"، وإذا سلّم من الوتر قال سبحان الملك القدوس ثلاثاً ويمدّ بها صوته ويرفع في الثالثة وله أن يصلي ركعتين بعد الوتر ويقرأ بهما سورة الزلزلة وسورة الكافرون.
لصلاة الليل وخاصّة في رمضان فضل عظيم في تثبيت الإيمان وزيادته، وهي سبباً لمحبة الله والتقرب منه ونيل رضاه، وذهاب الخوف والحزن عن العبد، وهي من أعظم الأمور المعينة على مصالح الدنيا والآخرة، ومن أسباب إجابة الدعاء وقضاء الحاجات وشفاء الأمراض وغفران الذنوب، ومهما عددنا عن فضل قيام الليل لا يمكن حصره، لذلك لا بدِّ من الحفاظ على هذه الصلاة على قدر المستطاع سواء في شهر رمضان أو غيره لنيل السعادة في الدنيا والآخرة.