من أفضل العبادات

من أفضل العبادات
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

العبادة

تُعرّف العبادة في اللغة على أنّها الخضوع والتذلل، وأمّا في الاصطلاح فهي كلمة شاملة لكل عمل وقول يُحبّه الله تعالى ويرضاه، سواءً كان هذا القول أو العمل قلبياً أو ظاهرياً، ولكن بشرط أن تكون النية في هذا القول أو العمل لله تعالى، مع ضرورة موافقة كيفية أداء العبادة لما جاء في السنة النبوية الشريفة، وقد عرّف أهل الصلاح العبادة أيضاً على أنّها اجتناب نواهي الله تعالى والابتعاد عمّا حرّم، والتزام أوامره، وفي هذا التعريف بيان لاستحقاق الله تعالى وحده لتشريع العبادة، وممّا يدلّ على ذلك قول الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّـهُ)،[1] والعبادة في الأسلام من أشرف الأمور في الدنيا، ودليل ذلك تشريف الله تعالى لملائكته ورسله بها، فقال عزّ وجلّ في تشريف الملائكة بالعبادة: (وَلَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَمَن عِندَهُ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَلا يَستَحسِرونَ).[2][3][4]

وقال سبحانه في تشريف أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسام جميعاً بالعبادة: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ)،[5] فبالعبادة يرتقي المسلم إلى أعلى المراتب، ويقتدي بالصالحين والمُنعَمين، ومن الجدير بالذكر أنّ الله سبحانه وتعالى قد شرع العبادات لمقاصد سامية للغاية، ومنها وقاية الفرد والأسرة والمجتمع كله من المُهلكات والمفاسد والأضرار، بالإضافة إلى أنّ العبادة طريق المسلم لنيل أعلى الدرجات، ومغفرة الذنوب، والنجاة من عذاب الله تعالى.[3][4]

أفضل العبادات

يجدر بالمسلم معرفة أفضل العبادات في الإسلام، وذلك حتى لا ينشغل بأداء العبادات قليلة الأجر ويزهد بالعبادات ذات الأجر الكبير، ومن هنا يتضح جلياً أنّ العبادات ليست كلها على الدرجة ذاتها، وإنّما تتفاوت وتتفاضل، فهناك عبادات فاضة وأخرى مفضولة، وممّا يدل على ذلك قول الله تعالى: (أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللَّـهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَجاهَدَ في سَبيلِ اللَّـهِ لا يَستَوونَ عِندَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ)،[6] فعلى الرغم من أنّ الأمرين فيهما طاعة لله تعالى وابتغاء لمرضاته، إلا أنّه سبحانه قد فضل أحدهما على الآخر، وكذك فإنّ الأدلة من السنة النبوية على تفضيل العبادات على بعضها البعض كثيرة، منها قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: (الإيمانُ بِضْعٌ وسبعونَ أو بِضْعٌ وستُّونَ شُعبةً . فأفضلُها قول لا إلهَ إلَّا اللهُ . وأدناها إماطةُ الأذى عن الطَّريقِ . والحياءُ شُعبةٌ من الإيمانِ)،[7] وقال جمهور العلماء على أنّ مأمورات الشرع مقسمة إلى خمسة أنواع، وهي: الواجبات، والمُستحبّات، والمُباحات، والمُحرّمات، والمكروهات، وعليه فإنّ أحكام الشريعة تكون إمّا واجباً، وإمّا مندوباً، وإمّا حراماً، أو مكروهاً، أو مُباحاً، وقال العلماء بأنّ العبادات الواجبة مقدمة على المُستحبّة، والمُستحبّ مُقدّم على المُباح، والحرام يجب تركه مهما كان، وما يدلّ على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه: (من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه)،[8] ويُشترط بقبول العبادة المُتابعة والإخلاص.[9][4]

صور من أفضل العبادات

عُدّ التوحيد أفضل العبادات على الإطلاق، ويليه مباشرة الصلاة بحسب الرأي الراجح، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة ويُحاسب، فمن أداها كما يجب نجا من عذاب الله وفاز برضاه، ومن تركها وضيّعها خسر وخاب، ويجدر بيان أنّ تأدية الصلاة على الوجه المطلوب يُقصد بها أداؤها بكامل شروطها، وواجباتها، وأركانها، والخشوع فيها، وتعلّم أحكامها، ومن أفضل العبادات أيضاً ما يأتي:[10][11][12]

  • قراءة القرآن الكريم؛ فبكلّ حرف يقرؤه المسلم تُكتب له عشر حسنات، وهذا دليل على أنّ قراءة القرأة الكريم عبادة عظيمة الأجر والثواب.
  • إجابة المؤذن.
  • الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها.
  • الأذكار بعد صلاة الفريضة.
  • طلب العلم.
  • الجهاد في سبيل الله تعالى.
  • الدعاء؛ فهو من أعظم العبادات التي تيؤديها المسلم وخاصة في وقت الضراء ونزول البلاء والمصائب، وقد ذمّ الله تعالى من يُعرضوع عن دعائه ولا سيّما عند الشدائد، وذلك لأنّه وحده سبحانه كاشف الضرّ ورافع البلاء، ويجدر التذكير بضرورة اجتناب موانع الدعاء وهي ارتكاب المعاصي والمحارم وتضييع الفرائض، وعلى العكس؛ فمن أطاع الله في رخائه قابله الله بإجابة دعائه في شدته.
  • الزكاة: وتتمثل الزكاة بنزول الأغنياء عن بعض أملاكهم للفقراء والمحتاجين تقرباً إلى الله تعالى، وقد شرع الإسلام الزكاة لمقاصد كثيرة، منها تطهير تفس الفقير من الحقد والحسد، وتحقيقاً للتكافل الاجتماعيّ والتضمن الماديّ.[13]
  • الصوم: لم يجعل الله تعالى عبادة الصوم بهدف تحقيق المصلحة الفردية فحسب، وإنّما كذلك لتحقيق مصلحة المجتمع بأكمله، فالصوم ليس امتناعاً عن تناول الطعام والشراب وصون الفرج فقط، وإنّما فرضه الله تعالى إعداداً للنفس وتهيئتها للتقوى، وذلك باستحضار سلطان الله تعالى ومراقبته لعبد، وبذلك منع النفس من انتهاك حرمات الله تعالى، وهذا ما يساعد على إحياء ضميره واتقاء ما يضرّ الآخرين.[13]
  • الحج: جعل الله تعالى فريضة الحج جمعاً للمسلمين من بقاع الأرض جميعها للتعارف وتحقيق المصالح والمنافع الروحية، والمادية، والدنيوية والأخروية، فالمسلمن على اختلاف منابتهم، وأصولهم، ووظائفهم، يجمعهم تشريع واحد، وكيان واحد، وعقيدة واحدة، ودين واحد، وإنّ من أهداف الحجّ أيضاً تحقيق الوحدة بين المسلمين لتمكينهم وحمايتهم من أطماع الأعداء فيهم.[13]

المراجع

  1. ↑ سورة الشورى، آية: 21.
  2. ↑ سورة الأنبياء، آية: 19.
  3. ^ أ ب "حقيقة العبادة في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2018. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "العبادة وأثرها في إصلاح الفرد والمجتمع"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة الصافات، آية: 171.
  6. ↑ سورة التوبة، آية: 19.
  7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 35 ، صحيح.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502 ، صحيح.
  9. ↑ "أي العمل أفضل؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2018. بتصرّف.
  10. ↑ "أعظم أنواع العبادة"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2018. بتصرّف.
  11. ↑ "أفضل العبادات التي يتقرب بها إلى الله"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2018. بتصرّف.
  12. ↑ "أعظم أنواع العبادة"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2018. بتصرّف.
  13. ^ أ ب ت "العبادات الإسلامية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-11-2018. بتصرّف.