من أول صحابي ولد في الإسلام

من أول صحابي ولد في الإسلام

عبد الله بن الزبير أول مولود في الإسلام

بعد أن هاجر النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمون إلى المدينة المنورة واستقروا فيها، لم يرد الله سبحانه وتعالى أن يرزق بيتٌ من بيوت المسلمين بولدٍ لفترةٍ من الزمن، وبدأت حينها ألسنة المنافقين والكفار باللمز في ذلك، مطلقة الشائعات بأن اليهود قد نجحوا في أن يسحروا المسلمين حتى لا يكون لهم عقب، وجاءت البشرى إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام والمسلمين يوم جاءت أسماء بنت أبي بكر تحمل مولودها عبد الله بن الزبير الذي وضعته في خرقة إلى رسول الله، حيث استقبله بفرحٍ غامر، وحنكه ودعى له، وسماه بعبد الله نسبةً إلى جده أبي بكر الصديق.

سيرة الصحابي عبد الله بن الزبير

نسب عبد الله بن الزبير

الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه هو ابن ابنة عمة النبي عليه الصلاة والسلام، وهو الزبير بن العوام رضي الله عنه، وأمه ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق، واشتهر عبد الله بالفروسية، والبطولة، والشجاعة.

طفولة عبد الله بن الزبير

تربى الصحابي عبد الله بن الزبير في بيئة مسلمة، وتعلم من رسول الله كل مبادئ الرجولة، فكان مليئاً بالحياة، وذا فطنة وذكاء، وكان له نصيب في مبايعة النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة رغم صغر سنه، وكُنّي بأبي بكرٍ نسبةً إلى جده أبي بكر الصديق.

بطولات عبد الله بن الزبير

عرفت أولى مشاركاته في المعارك يوم اليرموك، حيث لم يشارك في القتال لصغر سنه، وإنما شارك في تطبيب الجرحى، وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بعثه الخليفة في مددٍ إلى والي مصر عبد الله بن سعد بن أبي السرح لفتح أفريقيا، حيث سانده، وساهم مساهمة مباشرة في هزيمة الرومان، وقتل زعيمهم جرجير، وفي عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان شارك بن الزبير في الكثير من المعارك، وكان ضمن جيش يزيد بن معاوية الذي توجه إلى القسطنطينية محاولاً فتحها.

خلاف عبد الله بن الزبير مع يزيد

رفض عبد الله ابن الزبير مبايعة يزيد بن معاوية بالخلافة، وحينما تولى يزيد مقاليد الحكم أرسل إلى واليه على المدينة لأخذ البيعة من ابن الزبير الذي رفض ذلك، ولجأ إلى الحرم عائذاً به، وحاصره جيش يزيد زماناً، ثم فك الحصار عنه بعد وفاة الخليفة.

تأسيس الدولة الزبيرية

أسس ابن الزبير دولة مترامية الأطراف ابتداءً من سنة 64هـ، ودانت له معظم الأمصار إلا بعض المناطق في الشام التي شكلت منطلقاً لإعادة قوة الخلافة الأموية من جديد، حيث تمكن الأمويون في عهد عبد الملك بن مروان من إعادة السيطرة على معظم الأمصار التي فقدت منهم، ثم وجه عبد الملك جيشاً إلى مكة المكرمة بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي، حيث كان ابن الزبير عائذاً بالكعبة، وحاصره حصاراً شديداً، ثم دارت معركة شديدة انتهت بقتل عبد الله ابن الزبير، وصلب جسده، وذلك في سنة 73هـ.