الصبر على فقدان الولد

الصبر على فقدان الولد
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الصبر على فقدان الولد

يُعدّ الابتلاء بفقدان الولد من أصعب النوازل التي تُصيب العبد في حياته؛ لكنّ ما يُعزي العبد فيها؛ عِظَمُ ثوابها وأجرها الجزيل من عند الله -تعالى-، فالله -تعالى- يقول في الحديث القدسيّ الذي أورده البخاريّ: (ما لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِندِي جَزاءٌ، إذا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِن أهْلِ الدُّنْيا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إلَّا الجَنَّةُ)،[1] وفي حديثٍ آخرٍ وعد الله -تعالى- الصابر على فَقدِ ولده أنّ يكون له بيتٌ في الجنّة، ولا يتنافى الحزن والبكاء مع الصبر على فقدان الولد؛ فإنّ العين تدمع والقلب يحزن على فقده وهذا من المشروع؛ لكن يجب أنّ يحتسب العبد هذا المصاب ويرجو الفضل والأجر من الله -تعالى- عليه؛ قدوته في ذلك النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي فَقَدَ كُلَّ أولاده الذكور وهم صغار في حياته فكان يسترجع ويحمد الله -تعالى- على هذا.[2][3][4]

معيناتٌ للصبر على وفاة الولد

وجّه العلماء بعض النصائح لمن مات له ولد، ليأتيها علّها تكون مُخفّفاً له من همّه وغمّه فيما نزل به من مصابٍ؛ ومن الأمور المُعينة على التصبّر على هذا الابتلاء:[2]

  • التفكير في الإنجاب مرّةً أخرى؛ للتعويض عن الولد المتوفّى؛ فكثيراً ما يكون الولد الثاني عِوضاً عمّن فُقد.
  • إشغال الوقت في العمل ولو كان العمل إضافياً؛ حتى يَنسي الأهل مصابهم ولو مُؤقتاً.
  • الاحتفاظ بحاجات الولد الخاصة في خزانةٍ أو صندوقٍ بعيدٍ لا يُفتح كثيراً، خصوصاً في القترة الأولى من وفاة الولد.
  • بثُّ المشاعر التي تطرأ من حزنٍ وغيره إلى الأصدقاء أو إلى الزوج؛ مما يُساعد في تخفيف احتقانه في النفس.
  • الاطّلاع على حال من فَقدَ ولده كذلك؛ فهذا يُخفف عن الأهل، ويُبعد عنهم شعورهم بالوحدة لِما أصابهم.
  • قراءة كتبٍ ومقالاتٍ تتحدّث عن كيفية مُقاومة الحزن ومقابلته.

رغبة أحد الصالحين بموت ابنه

رُوي عن إبراهيم الحربي أنّه كان له ولدٌ في الحادية عشر من عمره حفظ القرآن الكريم، وتعلّم الفقه، مات ابنه؛ فجاءه المعزّون؛ فأخبرهم أنّه كان يشتهي موت ابنه؛ فتعجّب الناس من قوله فأخبرهم أنّه كان قد رأى رؤيةً أنّ القيامة قامت وأنّه مرّ به عطشٌ شديدٌ، ورأى غِلماناً يحمل كلٌّ منهم إبريق ماءٍ يسقي به بعض الرجال؛ فطلب من أحدهم أن يسقيه فأبى؛ وقال له: أنّه ليس أباه، وأنّه لا يسقي أحداً سوى أبيه؛ ثمّ أخبره أنّهم من الأولاد الذين ماتوا في الحياة الدنيا واحتسبه أبوه عند الله -تعالى-؛ فرغب الحربيّ أن يموت له ولدٌ؛ حتى يكون له ذخراً في الآخرة.[5]

المراجع

  1. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6424، صحيح.
  2. ^ أ ب "فقدت ابني، كيف أتصبّر؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-3. بتصرّف.
  3. ↑ "ثواب من مات له أولاد صغار"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-3. بتصرّف.
  4. ↑ "موت الولد ثوابه كبير إذا احتسبه العبد"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-3. بتصرّف.
  5. ↑ "الصبر عند فقد الأحبة "، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-3. بتصرّف.