صلاة الجماعة وأثرها في تحقيق التضامن بين المسلمين

صلاة الجماعة وأثرها في تحقيق التضامن بين المسلمين
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الصلاة

تُعدّ العبادات من الشّرائع الرئيسيّة التي يقوم عليها الدين الإسلاميّ، ومن أهمّ هذه العبادات وأول ما يسأل عنه العبد الصلاة. قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ){البقرة:238}؛ هذه دعوةٌ صريحةٌ من ربّ العالمين على الالتزام بالصلاة وخاصّةً الصلاة الوسطى، فقد فرض الله تعالى خمس صلواتٍ في اليوم واللّيلة وعلى المسلم الالتزام بتأديتها في وقتها لنيل رضاه عزّ وجل وكسب الحسنات التي تقوده إلى نعيم الجنة، كما شرع الله تعالى مُعاقبة من يتركها سواءً كان ذلك عمداً وإنكاراً لها أو تكاسلاً عنها مع الإيمان بها.

توجد أيضاً صلوات النوافل أو التطوّع التي ينال العبد أجراً عليها ولكن لا يُؤثم من يتركها، ومن فضل الله تعالى على عباده أن جعل هناك بعض الخصائص للصلوات المفروضة والتي يأخذ العبد عليها الأجر المضاعف، مثل تأدية الصلاة جماعةً، فما هو فضل صلاة الجماعة؟ وما تأثيرها في تحقيق التضامن والتلاحم بين المسلمين.

صلاة الجماعة

شرع الله تعالى تأدية الصلاة جماعةً بين المسلمين في بعض الأوقات المخصّصة سواءً كانت هذه الأوقات يوميّةً مثل الصلوات المفروضة، أو أسبوعيّةً مثل صلاة الجمعة، أو ما هو متكررٌ في العام الواحد مثل صلاة العيدين، وبعضها يأتي مرّةً واحدةً في العام عند الوقوف على جبل عرفات، وتعادل صلاة الجماعة أضعاف الصلاة الفرديّة في الأجر والثواب لذلك يُسارع المسلم في تأديتها.

أهمية صلاة الجماعة في تحقيق التضامن بين المسلمين

عندما تُؤدّى الصلاة في جماعةٍ فإنّ المصلّين يشعرون بعزة الإسلام وقوّته ومنعته، كما أنّهم يتعارفون على بعضهم البعض، فيُمكن أن يقف مسلمان غريبان من مناطق مختلفةٍ ويتراصّان بجانب بعضهما البعض لتأدية الصلاة، كما أنّها تُحقّق المودّة بين المسلمين وتجمعهم معاً على تأدية عبادة الصلاة وبالتالي يَشعرون بالمشاعر الروحيّة الخاصة بها، ويشاركون بعضهم البعض مناسباتهم وهمومهم؛ فيعودون المريض منهم ويشاركون بعضهم في تشييع الموتى والصلاة عليهم.

تُحقّق صلاة الجماعة التضامن بين المسلمين لأنّهم يلبّون مُنادياً واحداً ويجتمعون معاً على الحركات والأحكام نفسها، كما أنّهم يأتمون إلى إمامٍ واحدٍ ويطبّقون ما يأمر به هذا الإمام، فالانصياع لإمامة شخصٍ واحدٍ من شأنه تعويد النفس المسلمة على طاعة ولاة الأمر وتعويدها على عدم الخروج عن الجماعة فعندما ينتظر المُصلّي حتى يبدأ الإمام بالصلاة ويصبر حتى يركع الإمام أو حتى يسجد وعدم مسابقة الإمام بأيّ ركنٍ من أركان الصلاة يزيد ذلك من عملية ضبط النفس لديه.