-

أمراض الحمل

أمراض الحمل
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أمراض الحمل

تشكل السيدات الشابات الأغلبية الساحقة من الحوامل، وعادة ما يكنّ بصحة جيدة ولا يعانين من أمراض، إلا أن هناك أمراضاً معينة تحدث بسبب الحمل. منها ما هو مرتبط بكيفية عمل المشيمة، وما تحدثه من تغيرات في جسم الحامل، ومنها ما يكون موجوداً ما قبل الحمل، وتزيد مضاعفاته أثناء الحمل. وفي هذا المقال سنتحدث عن أمراض مستحدثة، خاصة بالحمل، وعادة ما تزول تماماً ما بعد الولادة:

غثيان الحمل

إن غثيان الحمل من أكثر الأمور شيوعاً بين السيدات الحوامل. وغالباً ما يبدأ في الأسابيع الأولى من الحمل، ويزداد حدًة حتى الأسبوع الثاني عشر، حيث تبدي الحامل كثيراً من التحسن، إلا أن بعض الحوامل تستمر في التقيؤ والغثيان لفترات أطول. وإذا كانت أعراض الغثيان محتملة، وتستطيع معها الحامل الأكل والشرب، فتُنصح بأن تتبع طرقاً بسيطة للتخفيف من الأعراض:

  • التقليل من تناول التوابل، والبصل والثوم والدهنيات.
  • تناول وجبات صغيرة متعددًة، بدلاً من وجبات قليلة وكبيرة.
  • النوم على مخدة عالية، تقريبا 45 درجة.
  • ان تجعل الحامل ساعتين على الأقل بين آخر وجبة وبين الخلود إلى النوم.
  • تناول الموالح وشراب الزنجبيل عادة ما يساعد الأعراض الطفيفة (خلافاً للمعتقد السائد بأنً الزنجبيل يضر بالحمل).

إذا كانت الأعراض شديدة لدرجة استحالة الأكل والشرب معها، أو التقيؤ المستمر. في هذه الحالة تُنصح بزيارة الطبيب، حيث يمكنه وصف بعض الأدوية المسموح بتناولها أثناء الحمل، والتي لا تضرً بالجنين.

حكة الحمل

تعد حكة الحمل (gestational Pruritus) من أكثر الأعراض شيوعاً، حيث تصيب أكثر من 20% من الحوامل. في كثير من الأحيان يؤدي هذ المرض إلى إزعاج كبير، وقلة النوم بسبب الحكًة الدائمة. لكن أغلب الحالات بسيطة، وتبدأ أعراضها عادة بعد الأسبوع 25 من الحمل. ولكن بعضها يكون مرتبطاً بأمراض أخرى أكثر جدية يجب معالجتها مع الطبيب المختص. غالباً ما يلجأ الطبيب لإعطاء كريمات ترطيب، وأدوية حساسية بسيطة لتخفيف حدًة الحكة. وتُنصح الحامل بعدم تناول أدوية بدون استشارة الطبيب.

ارتفاع ضغط الدم في الحمل

يمكن تعريف ارتفاع ضغط الدم في الحمل (gestational hypertension) بأنه ارتفاع في ضغط الدم، عند الحامل بعد الأسبوع العشرين من الحمل، أي أن السيدة لم يكن لديها مرض الضغط قبل أو أثناء الشهور الأولى من الحمل. ومن الجدير بالذكر أن هذا المرض يصيب قرابة 6% من الحوامل، ويتم تشخيصه إذا كان الضغط أكثر من 140/90 في أكثر من مناسبة، وفي حال كانت القراءات السابقة طبيعية، وفحص البول خالياً من الزلال ( بروتين في البول). من الممكن لهذا المرض أن يتطور لتسمم الحمل. وفيما يلي أسباب وعلاج ضغط الحمل:

  • أسباب ضغط الحمل: في أغلب الأحيان لا يوجد سبب مباشر لضغط الحمل، ولكن هناك عوامل قد ترفع من نسبة الإصابة بهذا المرض مثل:
  • علاج ارتفاع ضغط الدم عند الحامل: يعتبر هذا المرض من الأمراض المثيرة للقلق أثناء الحمل، حيث يمكن أن يؤدي لنقص تروية الجنين بسبب ارتفاع مقاومة الشرايين في المشيمة. لذا يتوجب على كل حامل مصابة بهذا المرض، أو لديها عوامل للإصابة أن تراجع طبيبها بشكل دوري. حيث يتم فحص الجنين وقياسه. وأيضاً قياس الضغط وفحص البول للتأكد من عدم وجود البروتين. ويكون علاج ارتفاع ضغط الدم عند الحامل بالأمور الآتية:
  • عمر الحامل أكثر من أربعين أو أقل من عشرين عاماً.
  • إصابة الحامل بهذا المرض في حمل سابق.
  • إصابة الحامل بالسكري.
  • إصابة الحامل بأمراض كلى قبل الحمل.
  • الحمل بتوائم والحمل المتعدد.
  • استشارة ومراجعة الطبيب المختص الذي بدوره يقوم بوصف أدوية تخفًض ضغط الدم، والمسموح بها أثناء الحمل.
  • متابعة الضغط في البيت.
  • الابتعاد عن الموالح.
  • الحرص على تناول الطعام الصحًي.
  • فحص البول المستمر، كل أسبوع تقريباً، للتأكد من عدم تطور المرض لتسمم حمل.

تسمم الحمل

يعتبر تسمم الحمل (preeclampsia) من الأمراض الجدًية، وغالباً ما يؤدًي إلى زيارات وفحوصات دم عديدة، وممكن أن يؤدي إلى المكوث في المستشفى أو حتى الولادة المبكرة، إذا ما بدا تأثيره على حياة الأم أو الجنين. يشترك هذا المرض بكثير من الأوجه بضغط الحمل، من حيث عوامل الإصابة وموعد التشخيص. فعادة ما يعتبر المرض موجوداً إذا كان هناك ارتفاع في ضغط الدم، بالإضافة إلى وجود كمية من البروتين في البول، تعادل 30 mg/ mmol. طبعاً بعد تأكيد ما سبق، تُجرى عدة فحوصات من الدم لوظائف الكلى والكبد وغيرها، فمن الممكن أن يؤثر هذا المرض على أداء أغلب الأعضاء عند الأم، عدا عن قدرته على تقليص عمل المشيمة، وبالتالي التأثير على نمو الجنين. في حالات نادرة من الممكن أن يؤدي إلى نوبات شبيهة بنوبات الصرع. وتكون هذه النوبات فقط في الحمل، ولا تؤدي لمرض صرع على المدى البعيد. أما العلاج النهائي لتسمم الحمل فيكون بولادة الطفل. ولكن إذا أصاب هذا المرض الحامل بالأسابيع والأشهر المبكرة، فيكون تمديد الحمل بعد فحص دقيق لكل ما تقدم، ومتابعة حثيثة من قبل المختص. وفيما يلي أعراض وطرق الوقاية من تسمم الحمل:

  • أعراض تسمم الحمل: في كثير من الحالات يتم الكشف أثناء الفحص الدوري في الحمل. لكن ممكن للحامل أن تشعر ببعض الأعراض مثل:
  • الوقاية من تسمم الحمل: هناك أمور يمكن القيام بها قبل الحمل للوقاية من تسمم الحمل، مثل:
  • انتفاخ بالوجه واليدين (انتفاخ القدمين يصيب أكثر النساء، وليس بالضروري أن يكون مرضياً).
  • زيادة سريعة بالوزن بفترة قصيرة ( بسبب احتباس السوائل).
  • الغثيان والتقيؤ.
  • ألم في أعلى البطن أو في منطقة الكبد.
  • صداع وألم في مقدًمة الرأس.
  • تحسين الأمراض الكلوية المزمنة بفترة جيدة قبل الحمل.
  • تخفيف الوزن قبل الحمل.
  • معالجة حثيثة لمرض السكري قبل الحمل.
  • محاولة السيدات الإنجاب قبل سن الأربعين.
  • في حال وجدت عوامل ترفع من نسبة الإصابة، فهناك بعض الدراسات التي تحث على استخدام الإسبيرين من بداية الحمل. ولكن ما هو أهم مراجعة الطبيب الدورية أثناء الحمل؛ ليتسنى له المعرفة المبكرة عن المرض، ومحاولة التقليل من مضاعفاته على الجنين والأم.

الركود الصفراوي أثناء الحمل

الركود الصفراوي أثناء الحمل (obstetric cholestasis) أو ما يسمى أبو صفار في العاميًة، هو مرض يصيب الكبد أثناء الحمل. أما أسبابه فهي غير معروفة بالكامل، ولكن تشير الدراسات إلى المشيمة وطريقة عملها عند بعض الحوامل. ولحسن الحظ فإنً الركود الصفراوي لا يحدث لأكثر من واحدة من كل 140 سيدة حامل.

إن أهم أعراض الركود الصفراوي أثناء الحمل: الحكة الشديدة، خاصة في كف اليدين والقدمين أثناء الليل، أو بعد الاستحمام بماء ساخن، والبول داكن اللون في بعض الحالات.

أما عن تشخيص الركود الصفراو ي فإذا كانت الأعراض موجودة، فممكن أن تُجرى تحاليل دم لمعرفة ما إذا كان هناك ارتفاع في أحماض العصارة (bile acids) أو ارتفاع في إنزيمات الكبد. وكما أنه مرض يصيب الحوامل فقط، فأنً العلاج النهائي أيضاً، يكون بولادة الجنين.

إن أغلب الحوامل، بسبب المراقبة والعلاج، يكون الإنجاب والحمل لديهنً طبيعياً إلى حد كبير. واحدة من كل عشرة حوامل ينتهي بها المطاف بإنجاب الجنين قبل إكمال 37 أسبوعاً من الحمل.

الكبد الدهني الحاد أثناء الحمل

يعد الكبد الدهني الحاد أثناء الحمل (Acute fatty liver of pregnancy) من الأمراض المقلقة، بل الخطيرة في الحمل، ولحسن الحظ نادرة الحدوث، حيث يصيب هذا المرض أقل من واحدة من كل 7000 حامل. وكغيره من أمراض الحمل، فهو عادة ما يحدث بعد الأسبوع الثامن والعشرين. وفيما يلي عوامل وأعراض الإصابة بهذا المرض:

  • عوامل تزيد فرصة الإصابة بالكبد الدهني في الحمل:
  • أعراض الإصابة بالكبد الدهني في الحمل:
  • الحمل الأول.
  • إذا كان الجنين ذكراً.
  • إصابة الحامل بهذا المرض في حمل سابق.
  • فقدان الشهية.
  • التقيد المستمر.
  • التعب الشديد.
  • العطش المستمر.

هذه الأعراض موجودة في كثير من أمراض الحمل، لذا يصعب التشخيص السريري، وعادة ما يلجأ الطبيب لفحوصات كثيرة لتثبيت التشخيص، أو التأكد من عدم وجوده. ويكون الحل النهائي بإنجاب الطفل.

د. قاسم شهاب

استشاري الأمراض النسائية والتوليد والعقم