تربية الطفل في عمر السنة

تربية الطفل في عمر السنة
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

تربية الطفل في عمر السنة

يشترك جميع الأطفال الطبيعيين غالباً في الكثير من الخصائص والمظاهر النمائيّة، وتتميّز السنة الأولى من عمر الطفل بسرعة نموّه الجسمي والحسي، ويشمل عامه الأول الكثير من التطوُّرات التي تبدأ بالحركات العشوائيّة لتتطوّر للحبو ثم المشي، وغيرها الكثير كاستجابات الطفل وتفاعلاته لمحيطه بالكلام، واكتساب اللغة، وبناء العلاقات الاجتماعيّة البدائيّة، وينبغي التنبّه لتربية الطفل وكيفيّة التعامل الصحيح والبنَّاء معه؛ لغرس أساس الشخصيّة السليمة في ضوء جميع المؤثرات الداخليّة والخارجيّة المحدِّدة لبيئة الطفل، وتعتمد التنشئة السليمة للطفل واستقراره على سلوك الأهل وآليات تفاعلهم، فإذا كانت استجابة الأهل سليمة ينشأ طفل سليم ومستقر، وعكسها إذا تعامل الأهل بشكل سلبيّ ينشأ طفل مضطرب وغير سويّ.[١]

الخصائص النمائيّة للطفل في عمر السنة

تختلف مظاهر تطوّر ونموّ الطفل من مرحلة إلى أخرى، إذ تُقسَّم هذه المظاهر إلى مجالات مُتنوّعة، لكل مجالٍ منها طوّر نموٍ خاصّ، ويُمكن تصنيف هذه المظاهر أو المجالات إلى خمسة أقسامٍ على سبيل الذكر لا الحصر وهي: مظاهر النمو العقليّ، والجسميّ، والانفعاليّ، واللغويّ، والاجتماعيّ، ويكمن الغرض من هذا التصنيف في تسهيل عمليّة التعامل مع الأطفال بحسب مراحلهم من خلال الإلمام بخصائصهم، وبالتالي احتياجاتهم الجسديّة أو النفسيّة وغيرها.[٢]

النمو الجسمي

تَبرز تغيُّرات هذا المظهر في ازدياد حركات الطفل التي تتمثَّل بقدرته على التحكم بعضلاته بشكل أوضح، كما تبدو قدرته على التآزر البصريّ الحركيّ أفضلَ من السابق، الأمر الذي يمنحه سيطرةً أكثر على حركاته، ويَظهر ذلك بالجلوس؛ فيكون ثابتاً في جلوسه وبمقدوره الحبو على بطنه أو على أطرافه، أمّا وقوفه فيمكن أن يستند الطفل إلى ما يُحيطه من أثاث أو جدران، ويمكن أن يقف لفترة قصيرة دون مساعدة، وربما يكون قادراً على المشي لبضع خطوات، فلا يتردد الطفل باستكشاف كل ما حوله، فيستطيع تناول الأشياء من على الأرض، وتفحُّصها، وخضّها، ورميها، كما يمتلكُ مهارة تفحُّص الأشياء عبر تقليبها في فمه باستخدام أصابعه، وقد ينجَحُ بالعثور على ما يؤكلُ منها والاستمرار في محاولة قضمه أو التخلُّص منه إن لم يكن مُستساغَ الطَّعم والطّبيعة،[٣] ومن أهم الإرشادات التربويّة المتعلقة بالنمو الجسميّ للطفل في هذه المرحلة تبنّي الاحتياطات اللازمة لسلامة الطفل، بإبعاد كل ما قد يؤذيه من قطع أثاث أو تُحف وغيرها، فالمطلوب في هذه المرحلة تنمية النشاط الحرّ للطفل، وعدم كبح نشاط حركته، فحركته هذه وإن كانت مزعجة للأهل في أغلب الأحيان فهي تُشبع حاجته للاستطلاع واكتشاف ما حوله، كما أنه من المضر إجباره على المشي أو الحبو قسراً، بل يجب تركه على راحته فهو سيمشي وسيحبو متى ما كان مستعداً لهذا مع تشجيع الأهل ودعمهم له، ومن المحبّذ تشجيع الطفل في أي محاولة فاشلة له في تناول طعامه وشرابه، أو أي مهارة حسيّة يحاول الطفل القيام بها.[٤]

النمو الانفعالي

النمو اللغوي

اللغة هي سلوك مكتسَب يتعلّمه الطفل ممن حوله من أفراد عائلته، ثم تتّسع دائرة اكتسابه كلما كبر محيطه كالعائلة أولاً، ثم الحضانة، فالروضة، ومنها إلى المدرسة، حيث يبدأ الطفل في هذه المرحلة الانتقال من مرحلة التعبير الحركيّ الإيمائيّ إلى مرحلة التعبير اللغوي، أي من اللغة التكوينيّة إلى الممارسة والاتساع تدريجيّاً كلَّما تقدم في العمر، فاللغة بالنسبة للطفل في بدايتها هي محاولة تقليد ومحاكاة من حوله بإصدار الأصوات والمناغاة العشوائية، فيبدأ الطفل بنطق الحروف الحلقية (أ، ا) ثم الحروف الشفوية (م، ب) ثم يجمعها معاً لتنتج كلمة (ماما، بابا) لتتكون لديه بعدها مرحلة المعاني، وربط الكلمة الرمزية بمعناها المعنوي، فكلمة (بابا) تعني أب، وتُعتبر هذه المرحلة أي العام الأول للطفل مرحلة الكلمة الواحدة، حيث يعبّر الطفل بكلمة واحدة عما يريد، فمن الممكن أن يقول (بابا) وهو يقصد أنه يريد الخروج معه، أو اللعب معه، وغيرها من المفردات التي يستعملها الطفل للتعبير عن نفسه وعن احتياجاته،[٦][٧] ومن الواجب على الأهل الانتباه إلى خطورة إهمال العيوب الكلامية التي قد تظهر عند الطفل كمشاكل العيوب الخَلقية في الفم أو اللسان، وأثرها في طريقة تكوينه للحروف وسلامة نطقها، كما لا يجب على الأم تلبية ما يطلبه الطفل بمجرد إشارته إلى ما يريد، بل تشجيعه وحثُّه على استعمال أكبر قدر ممكن من المفردات، ولو كانت بلغته التي قد لا يفهمها إلا الأم.

النمو المعرفي

يتميّز النمو المعرفي للطفل في هذه المرحلة بالنمو الحسي الحركي، أي توظيف الحواس للقيام بالمهارات الحركيّة مع تكوين الصور الذهنيَّة الكافية لاستعمالها في الوصول لهدف محدد كرمي الأشياء على الأرض، ليشاهد حركة ارتطامها وارتدادها، ويميّز الطفل في هذه المرحلة الأشخاص المعروفين له كوالديه وإخوته، ويقوم بردات الفعل الواضحة السبب كبكائه عند مغادرة أمّه المكان الذي يوجد فيه، ويشعر بالخجل في حال وجود الغرباء، كما يزيد تفاعله مع ألعابه، فمن الممكن أن يُدخل اللعبة ذات الحجم الصغير داخل التي تكبرها في الحجم، ويركّب الألعاب فوق بعضها، وعلى الأهل في هذا المجال تنمية المهارات المعرفية للطفل، فيجب انتقاء ألعابه بعناية لتلبّي أهدافاً معرفية تساعد على تنمية هذه المهارات، كالألعاب المكوّنة من عدد قليل من القطع، والمعجون، والمكعّبات، وغيرها، أو جلب الألعاب المشابهة للأغراض الحقيقة كالهاتف، أو أدوات الطبخ؛ لما في ذلك من تنمية خيال الطفل وحثه على التحدّث.[٨][٩][٣]

النمو الاجتماعي

نظراً لكون الأسرة أهم عناصر النمو الاجتماعي عند الطّفل في هذه المرحلة، فإن تواصله في البداية يكون مع الأم والأب، ثمّ بالأشخاص الآخرين الموجودين في محيطه، والملاحظ في هذه المرحلة أن الطفل يُكوّن علاقات اجتماعية مع الكبار أكثر من الأطفال الذين في سنّه، ومن أهم العوامل المؤثرة بالنمو الاجتماعي للطفل هو الجو العام للأسرة، فالظروف الأسرية غير السليمة تُنشئ طفلاً غير سليم نفسيّاً واجتماعياً، فمثلاً انفصال الوالدين أو غياب أحدهما يُولّد عند الطفل عدم الشعور بالأمان، والدلال الزائد يجعل منه طفلاً أنانياً، فتهيئة الظروف المناسبة للتَّنشئة الاجتماعية السليمة للطفل تخلق منه طفلاً محباً لذاته واثقاً بنفسه، فالطفل هو مرآة أسرته، فالأم العصبية مثلاً ينشأ طفلها في بيئة متوترة تنقل له الخوف والسلوك العُصابي، والأم المتَّزنة تُنشئ طفلاً متزناً في انفعالاته وتصرفاته تجاه نفسه ومن حوله.[١٠]

فيديو الأطفال الخارقون

المراجع

  1. ↑ حامد عبد السلام زهران (1986)، علم نفس النمو الطفولة والمراهقة، مصر: دار المعارف، صفحة 121-122.
  2. ↑ هدى الرافعي (4-2-2013)، "تعرفي على خصائص المرحلة العمرية لطفلك"، supermama، اطّلع عليه بتاريخ 16-1-2-017.
  3. ^ أ ب "مراحل تطور الطفل من 9-12 شهراً"ويب طب، اطّلع عليه بتاريخ 16-1-2017.
  4. ↑ حامد عبد السلام زهران (1986)، علم نفس النمو-الطفولة والمراهقة، مصر: دار المعارف، صفحة 133.
  5. ↑ حامد عبد السلام زهران (1986)، علم نفس الطفولة والمراهقة، مصر: دار المعارف، صفحة 145-149.
  6. ↑ حامد عبد السلام زهران (1986)، علم نفس النمو الطفولة والمراهقة، مصر: دار المعارف، صفحة 141-142.
  7. ↑ د. إسماعيل علوي، مراحل تطور اللغة عند الطفل، فاس: كلية الآداب والعلوم الإنسانية، صفحة 9-10.
  8. ↑ "مراحل تطور الطفل من 12-18 شهر"، ويب طب، اطّلع عليه بتاريخ 18-1-2017.
  9. ↑ حامد عبد السلام زهران (1986)، علم نفس النمو الطفولة والمراهقة، مصر: دار المعارف، صفحة 137-138.
  10. ↑ حامد عبد السلام زهران (1986)، علم نفس النمو-الطفولة والمراهقة، مصر: دار المعارف، صفحة 150-156.