أسباب تلوث الهواء

أسباب تلوث الهواء
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

تلوث الهواء

يحيط بالكرة الأرضية غلاف جوي يحميها من دخول وخروج الغازات من وإلى الأرض، ويحتوي هذا الغلاف في داخله على العديد من الغازات، ويطلق على طبقة الغازات القريبة من سطح الأرض اسم "الهواء"، حيث يعتبر الهواء مخلوطاً غازياً يملأ جو الأرض، ويتكون بشكل أساسي من النيتروجين والأكسجين بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء، وبعض الغازات الخاملة، وعندما تختلط بعض الشوائب والغازات بقدر يضر بحياة الكائنات الحية على الأرض، حيث يحدث خلل في تكوين وتركيبة الهواء لأي سبب كان، يحدث ما يعرف باسم "تلوث الهواء"، لذا يمكن تعريف تلوث الهواء بأنه وجود أي مواد صلبة، أو سائلة، أو غازية بالهواء بكميات تؤدي إلى أضرار فسيولوجية، واقتصادية، وحيوية، بالإنسان، والحيوان، والنبات، والآلات، والمعدات، وتؤثر أو تغير في طبيعة الأشياء، ويعتبر تلوث الهواء أسوأ أنواع التلوث، حيث تقدر الخسائر السنوية لهذا التلوث بحوالي 50 مليون دولار سنوياً نتيجة لتأثيره في المحاصيل والنباتات الزراعية.[1]

أسباب تلوث الهواء

نتقسم المصادر المسببة لظاهرة تلوث الهواء إلى مصدرين رئيسيين هما، الأنشطة البشرية والظواهر الطبيعية، وفيما يأتي شرح لدور كل منهما في تلوث الهواء:[2]

  • الكوارث الطبيعية: يؤدي ثوران البراكين واندلاعها إلى إطلاق الرماد البركاني والغازات السامة إلى الغلاف الجوي، وقد تؤدي مقذوفات البراكين إلى تغيير لون السماء فوق منطقة الثوران لعدة أشهر، كما حدث عند ثوران بركان "كراكاو" في إندونيسيا في عام 1883م، والذي أظلم الرماد المنطلق منه السماء حول العالم، كما أدى إلى تضرر المحاصيل الزراعية في أوروبا وأمريكا الشمالية. ويمكن للغازات البركانية مثل ثاني أكسيد الكبريت أن تقتل السكان المجاورين وتجعل التربة عقيمة وملوثة لسنوات، كما حدث في بركان "جبل فيزوفيوس" في إيطاليا والذى سبّب مقتل المئات من سكان المدن القريبة من بومبي وهركولانيوم. وفي عام 1986م أطلق بركان بحيرة نيوس في الكاميرون سحابة سامة من الغازات البركانية الساخنة والتي تجمّعت كغيمة تنحدر من منحدرات البركان إلى الوديان المجاورة، والتي أدّت إلى تلويث الهواء وقتلت الطيور والكائنات الحية الأخرى في بيئتها الطبيعية، وتسبّب تلوث الهواء في قتل الآلاف من الماشية وحوالي 1700 شخص.
  • الأنشطة البشرية: يؤدي حرق الوقود الأحفوري، والفحم، والنفط، والغاز الطبيعي إلى تلوث الهواء، حيث يتسبب حرق البنزين لتشغيل السيارات والشاحنات في إنتاج أول أكسيد الكربون الذي يعد غازاً عديم الرائحة واللون، ويعد خطيراً عندما يكون عالي التركيز. وتنتج السيارات والمصانع الملوثات الشائعة الأخرى، بما في ذلك أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، والهيدروكربونات، وتتفاعل هذه الغازات بدورها مع أشعة الشمس لإنتاج الضباب الدخاني، والضباب الكثيف ذي اللون البني أو الأزرق الرمادي، وهذا يتوقف على نوع الملوثات الموجودة فيه. كما تؤدي الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري، وتدمير الغابات، وقطع الأشجار إلى زيادة كمية غازات الدفيئة في الغلاف الجوي والتي تساهم في زيادة تأثير الاحتباس الحراري، وارتفاع متوسط ​​درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم. كما تعد غازات الاحتباس الحراري مصدراً آخر لتلوث الهواء، حيث تعمل الغازات على امتصاص أشعة الشمس المنعكسة عن الأرض، مما يمنعها من الخروج إلى الفضاء، وبالتالي تشكل ظاهرة الاحتباس الحراري.

الملوّثات الرئيسية للهواء

تؤدي بعض الأنشطة البشرية الصناعية والطبيعية إلى حدوث تلوث للهواء عن طريق إطلاق الغازات والجسيمات السامة والتي تضر بصحة الإنسان، والنباتات، والكائنات الحية المختلفة، ونذكر فيما يأتي أهم هذه الملوثات:[3]

  • الجسيمات الدقيقة: وهي الشظايا الصغيرة جداً من المواد الصلبة أو قطرات السائل المعلقة في الهواء باستثناء الرصاص المحمّل بالهواء، ويمكن تمييز الجسيمات الدقيقة بناءً على حجمها، حيث يُطلق اسم "جسيمات الغبار" على الجسيمات الصلبة التي يتراوح قطرها ما بين 1 و100 ميكرومتر، في حين تسمى المواد الصلبة المحمولة في الهواء التي يقل قطرها من 1 ميكرومتر "بالأبخرة"، وتعد الجسيمات الصلبة التي يقل قطرها عن 10 ميكرومتر هي الأكثر تأثيراً في صحة الإنسان، حيث يمكن استنشاقها في عمق الرئتين وتصبح عالقة في الجهاز التنفسي السفلي. وتشمل المصادر الرئيسية لانبعاثات الجسيمات مختلفة الأحجام محطات توليد الطاقة من الوقود الأحفوري، وعمليات التصنيع، وأنظمة التدفئة السكنية بالوقود الأحفوري، والمركبات التي تعمل بالبنزين.
  • أول أكسيد الكربون: وهو غاز عديم الرائحة واللون يتشكل بشكل أساسي نتيجةً للاحتراق غير الكامل في المركبات التي تعمل بالبنزين بالإضافة إلى أنظمة التدفئة السكنية وبعض العمليات الصناعية، وقد ينبعث غاز أول أكسيد الكربون من محطات توليد الطاقة بكميات قليلة؛ لأنها مصمّمة ومصنّعة بعناية لزيادة كفاءة الاحتراق، ويضر أول أكسيد الكربون بالإنسان بشكلٍ كبيرٍ لأنه يستنفذ الأكسجين في مجرى الدم، مما يؤدّي إلى الاختناق عند التعرّض لتراكيز عالية منه.
  • ثاني أكسيد الكبريت: وهو غاز عديم اللون وذو رائحة حادة، وينتج هذا الغاز نتيجة احتراق الفحم أو الزيت الذي يحتوي على الكبريت كشوائب في محطات توليد الطاقة. ويؤدي هذا الغاز عند التعرض له واستنشاقه إلى تهيج العين والحلق ويضر بنسيج الرئة، كما أنه يساهم في تكوّن الأمطار الحمضية بسبب تفاعله مع الأكسجين وبخار الماء في الهواء لتشكيل ضباب حمض الكبريتيك الذي يصل إلى الأرض على شكل أمطار حمضية والتي بدورها تدمّر حياة الأسماك والنباتات وتتسبب في تآكل المعادن وتدهور الأسطح المكشوفة للمباني والآثار العامة.
  • ثاني أكسيد النيتروجين: وهو غاز لاذع ومهيّج، يؤدي إلى حدوث التهابٍ رئويٍ وتراكم السوائل المفرطة في الرئتين، كما يساهم في تكوين المطر الحمضي، ويلعب دوراً مهماً في تكوين الضباب الدخاني الكيميائي الضوئي.
  • الأوزون: يتكون الأوزون بشكل أساسي نتيجة حدوث تفاعل معقّد بين ثاني أكسيد النيتروجين والهيدروكربونات الناتجة عن انبعاثات المركبات في وجود ضوء الشمس، ويعد أحد ملوثات الطبقة السفلى في الغلاف الجوي (طبقة التروبوسفير).
  • جسيمات الرصاص: توجد في الهواء على شكل أبخرة وغبار ضارة، والتي تؤثر بشكل خاص في الأطفال، وتنتج جسيمات الرصاص المحمولة في الهواء من تكرير النفط وصهره وأنشطة صناعية أخرى.

فيديو عن تلوث الهواء

لمعرفة المزيد تابع الفيديو

المراجع

  1. ↑ أنمار جودت عبد النور، الإدارة البيئية، صفحة 38-39. بتصرّف.
  2. ↑ "Air Pollution"، www.nationalgeographic.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "air pollution", www.britannica.com, Retrieved 22-5-2018. Edited.