أسباب تأخر الدورة
الدورة الشهريّة
تعرّف الدورة الشهريّة، أو ما يُعرَف بالحيض (بالإنجليزيّة: Menstruation) على أنها العمليّة التي يتمّ فيها خروج الدم، وغيره من المواد المُبطِّنة للرحم عبر المهبل مرَّة واحدة شهريّاً من سنِّ البلوغ، وحتى انقطاع الطمث باستثناء فترة الحمل، وغالباً ما يستمرُّ نزيف الحيض من 3-5 أيّام،[1] ويتمّ التحكُّم في الدورة الشهريّة عن طريق الهرمونات، ففي كلِّ دورة شهريّة ترتفع مستويات هرمون الإستروجين ليُساعد المبيض في عمليّة التبويض، وإطلاق البويضة، إضافة إلى ذلك تبدأ بطانة الرحم بالتكوُّن، وأمَّا في النصف الثاني من الدورة الشهريّة يُساعد هرمون البروجستيرون الرحم على الاستعداد لغرس الأجنَّة النامية، وتنتقل البويضة إلى أسفل قناة فالوب، وإذا لم يحدث الحمل تتمّ إعادة امتصاص البويضة، وانخفاض مستويات البروجستيرون والإستروجين، ويحدث انسلاخ في بطانة الرحم على شكل نزيف مهبلي، والمعروف بالحيض.[2]
كما تحتاج الدورة الشهريّة إلى حوالي 10-16 يوماً من انطلاق البويضة، وحتى بدء الدورة الشهريّة، ومن الجدير بالذكر أنَّ طول الدورة الشهريّة يختلف من امرأة لأخرى، ويكون مُتوسِّط طول الدورة هو 28 يوماً، ويُمكن للحيض المنتظم أن يقلَّ، أو يزيد عن ذلك، وهذا أمر طبيعي.[2]
أسباب تأخُّر الدورة الشهريّة
تشعر المرأة بالقلق عند تأخُّر الدورة الشهريّة، ولكن في البداية يجب أن تتأكَّد المرأة من عدم وجود الحمل، فهناك العديد من الأسباب التي تُؤدِّي إلى تأخُّر الدورة، والتي قد تتراوح بين الاضطرابات الهرمونيّة، وحتى بعض الحالات الطبِّية الخطيرة، ومن الجدير بالذكر أنَّ الدورة الشهريّة تكون غير منتظمة في حياة المرأة دون وجود مشاكل صحِّية في حالتين، وهما في الفترة الأولى من الحيض، وفي الفترة التي تسبق انقطاع الطمث، وتتراوح الدورة الشهريّة الطبيعيّة بين 21-35 يوماً، فإذا كانت الفترة خارج هذا النطاق قد يكون ناتجاً عن واحد من الأسباب الآتية:[3]
- انخفاض وزن الجسم: تُعاني بعض النساء من اضطرابات في الطعام، مثل: فقدان الشهيّة العصبي، أو الشره الغذائي الذي يُؤدِّي إلى تأخُّر الدورة، ومن الجدير بالذكر أنَّ انخفاض وزن الجسم بنسبة 10% عن الوزن الطبيعي قد يُؤدِّي إلى اختلاف وظائف الجسم، ووقف الإباضة، أما في حال تمّ علاج اضطرابات الأكل، والحصول على وزن ضمن الحدود الطبيعيّة تعود الدورة إلى طبيعتها.
- اضطرابات الغُدَّة الدرقيّة: قد تتأخَّر الدورة الشهريّة أحياناً بسبب اضطرابات الغُدَّة الدرقيّة، مثل: كسل الغُدَّة، أو زيادة نشاطها، فمن وظيفة الغُدَّة الدرقيّة في الجسم تنظيم عمليّات الأيض، لذلك تُؤثِّر في مستوى الهرمونات، وغالباً ما يتمّ علاج مشاكل الغُدَّة الدرقيّة بالأدوية، وبعد العلاج تعود الدورة الشهريّة إلى طبيعتها.
- الأدوية: قد تتسبَّب بعض الأدوية، مثل: مُضادَّات الاكتئاب (بالإنجليزيّة: Antidepressants)، ومُضادَّات الذهان (بالإنجليزيّة: Antipsychotics)، وأدوية علاج الغُدَّة الدرقيّة، ومُضادَّات الصرع (بالإنجليزيّة: Anticonvulsants)، وبعض أدوية العلاج الكيميائي في تأخير الدورة الشهريّة، أو غيابها، إضافة إلى ذلك قد تتأثَّر الدورة بوسائل منع الحمل الهرمونيّة، مثل: بعض الموانع المحتوية على البروجستيرون، كالإبر، أو الحبوب، أو اللولب الهرموني المُكوَّن من البروجستيرون، أو غرسات منع الحمل، ولكلِّ نوع من أنواع موانع الحمل آثار جانبيّة مختلفة على الدورة الشهريّة، فبعضها يرتبط بغزارة الدورة الشهريّة، أو قِلَّتها، أو انقطاعها (بالإنجليزيّة: Amenorrhea).[4]
- التغييرات في نظام الحياة: إنَّ تغيير الجداول الزمنيّة قد يُؤثِّر في الساعة البيولوجيّة، كالتغيُّر في ساعات العمل، وخصوصاً إذا كان الجدول الزمني غير منتظم، الأمر الذي يجعل التنبُّؤ بالدورة الشهريّة أمراً صعباً، إلّا أنَّ التغييرات في الجداول الزمنيّة لا تُؤدِّي إلى حودث غياب الدورة الشهريّة بشكل كامل، ولكن قد تُؤدِّي إلى تأخير الدورة عن موعدها، أو تقديمها.[4]
- التوتُّر والإجهاد: يُمكن أن تُؤثِّر فترات الإجهاد الطويلة في الدورة الشهريّة، ممَّا يجعلها أطول، أو أقصر، أو حتى غياب الدورة، وإضافة إلى ذلك أنَّه يُمكن أن تُعاني المرأة من التشنُّجات المؤلمة بشكل أكبر عندما تتعرَّض للإجهاد، فيُفضَّل تجنُّب الحالات المُسبِّبة للإجهاد، وممارسة التمارين الرياضيّة بشكل منتظم، والحصول على قسط كافٍ من النوم؛ لتجنُّب الإجهاد، والمحافظة على الدورة الشهريّة منتظمة، وأمَّا في حال كانت المرأة تُعاني من توتُّر وإجهاد مزمن، فيُنصَح بمراجعة الطبيب لإيجاد الحلول المُناسبة.[5]
- السُّمنة: يُمكن للسُّمنة أن تُؤثِّر في الدورة الشهريّة، حيث تُعتبَر السُّمنة التي تُؤدِّي إلى انقطاع الدورة الشهريّة مُؤشِّراً على وجود مشكلة طبِّية، مثل: تكيُّس المبايض، فهذا الأمر يتطلَّب مراجعة الطبيب للتشخيص الصحيح، حيث يطلب الطبيب فحوصات الدم، أو صورة التراتساوند.[5]
- مرض التهاب الحوض: (بالإنجليزيّة Pelvic inflammatory disease) وهو التهاب في الأعضاء التناسليّة، قد يُسبِّب نزيفاً في الدورة الشهريّة غير منتظم.[6]
- الأورام الليفيّة الرحميّة: (بالإنجليزيّة: Uterine fibroids) وهي عبارة عن نمو غير سرطاني في الرحم، والتي قد تُؤدِّي إلى غزارة الدورة الشهريّة طول فترتها.[6]
- متلازمة تكيُّس المبايض: (بالإنجليزيّة: Polycystic ovary syndrome) وتُعرَف اختصاراً ب PCOS، وهو اضطراب شائع في الغُدَد الصمَّاء يُؤدِّي إلى عدم انتظام الدورة الشهريّة، إضافة إلى حدوث تضخُّم المبيض، حيث يحتوي كلُّ مبيض على تجمُّعات صغيرة من السوائل تُعرَف بالجريبات، وتظهر أثناء الفحص بالموجات فوق الصوتيّة.[6]
- أسباب أخرى: توجد هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تُؤثِّر في الدورة الشهريّة، ومنها ما يأتي:[7]
- وجود اللولب في الرحم.
- الحمل، أو الرضاعة الطبيعيّة
- وجود الأورام الحميدة على بطانة الرحم.
مراجعة الطبيب
يُفضَّل أن تحتفظ المرأة بتاريخ بداية الدورة الشهريّة ونهايتها، مع ضرورة الانتباه إلى أيّة أعراض مرافقة، وهناك بعض الأعراض التي يُنصَح بمراجعة الطبيب عند ظهورها، ومنها ما يأتي:[5][4]
- الشعور بالصُّداع، أو أن يُصبح الصُّداع أكثر سوءاً.
- حدوث اضطرابات في الرؤيا.
- الشعور بالغثيان، أو التقيُّؤ.
- وجود الحُمَّى.
- تساقط الشعر.
- وجود إفرازات في الثدي، أو إنتاج الحليب.
- زيادة نمو الشعر.
- غياب الدورة الشهريّة لأكثر من شهر.
- وجود أعراض تكيُّس المبايض.
- تغيير الوزن بشكل كبير، سواء زيادته، أو نقصانه.
- الشعور بالتوتُّر الشديد.
المراجع
- ↑ Charles Patrick Davis, "Menstruation (Cycle, Period) Symptoms, Definition, Cycle Length, Irregular Bleeding"، www.medicinenet.com, Retrieved 21-5-2019. Edited.
- ^ أ ب "Periods and fertility in the menstrual cycle", www.nhs.uk, Retrieved 21-5-2019. Edited.
- ↑ "Why Is My Period Late: 8 Possible Reasons", www.healthline.com, Retrieved 13-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Robin Elise Weiss, "10 Reasons for a Missed Period"، www.verywellhealth.com, Retrieved 15-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Nicole Galan, "Eight possible causes of a late period"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت , "Menstrual cycle: What's normal, what's not"، www.mayoclinic.org, Retrieved 16-5-2019. Edited.
- ↑ "Why Is My Period So Random?", www.webmd.com, Retrieved 23-5-2019. Edited.