تقرير عن ابن خلدون

تقرير عن ابن خلدون

ابن خلدون

أحد أعظم المؤرخين العرب، وأب لعلم الاجتماع والتّاريخ، وأحد المُطوّرين للفسلفات الأولى غير الدّينيّة في التّاريخ. وقد اشتهر ابن خلدون في أطروحته المعروفة باسم المقدّمة، إذ كان رائداً للنّظريّة الاجتماعيّة العامّة للتّاريخ بسببها، وجعلت منه أحد أكثر المُفكّرين الأصليين في التّاريخ في العصور الوسطى.[1][2][3]

حياته

النّسب والنّشأة

هو عبد الرّحمن بن محمد بن خلدون، وُلد عام 1332 في تُونس. وهو من أصل عربيّ، استقرّت عائلته في مدينة إشبيلية، وذلك بعد الفتح الإسلاميّ لإسبانيا، وكانت عائلته من العائلات التي امتازت في الحياة الفكريّة والسّياسيّة للمدينة، ولكنّهم غادروها عند بدء تهديد المسيحيون لإشبيلية حتّى انتهى بهم الحال إلى تُونس.[1][3]

التّعليم

يَصف بن خلدون تعليمه بشكل مُفصّل، ذاكراً الكُتب الرّئيسيّة التي تناولها طيلة رحلته العلميّة. فكان حافظًا لكتاب الله، كما أنّه اكتسب الأُسس الجيّدة في الشّريعة الإسلاميّة، وتطّرق للأدب العربيّ، فكان ممن يملك القُدرة على الكتابة بطلاقة، وكان هذا عاملًا مُهمًّا جعله قادرًا على كتابة القصائد على اختلاف أغراضها. كما أنّه تناول المنطق، والرّياضيات، والأخلاق، والفلسفة الطّبيعية، والميتافيزيقية، والسّياسة. وقد خضع للتّدريب العمليّ للخدمة الحكوميّة كَعَمله في كتابة المُراسلات المتعلقّة في المحكمة الرّسميّة، والتّعاملات في الشّؤون الإدرايّة.[1][4]

الوظائف التي تولّاها

تولّى ابن خلدون العديد من المناصب على اختلافها، فعندما بلغ عامه العشرين، حصل على وظيفة في محكمة تُونس، ليُصبح بعد ثلاثة أعوام سكرتير عند سُلطان المغرب، واستمّر به الحالُ في خدمته عامين، حتّى أُشتبه بمُشاركته في حركة تمرّد فُسُجن، ثمّ أفرج عنه بعد ما يُقارب العامين. ولُحسن حظّه ترقّى على يد الحاكم الجديد حينها. وقد مرّ ابن خلدون بعدها بحالةٍ من الاستياء جعلته يُقرر المغادرة إلى المغرب، فعبر غرناطة، وكان هذا في عُمْر الثاني والثلاثين عاماً. وفي العام الذي يليه تمّ إرسالُه إلى مدينة إشبيلية وذلك لإبرام مُعاهدة السّلام مع بيدرو الأول في مدينة قشتالة، فلقي ابن خلدون ما لقي من ارتياح من قِبَل بيدرو الذي عَرَض عليه الوظيفة في خدمته، إلّا أنّ ابن خلدون رفض ذلك بأدب. ومن الجدير بالذّكر أنّ ابن خلدون لم يتسلّم المناصب الإدرايّة كرئاسة الوزراء فقط، إنّما كان فيلسوفًا، وكاتبًا، ودُبلوماسيًّا، ومؤرّخًا، ومُدرِّسًا، فهو لم يبتعد عن حقل التّعليم والدّراسة، بل مكث وقتًا لا بأس به.[1][2]

مُؤلَّفاته

أشهر كُتبه

يُعدّ كتاب "العِبَر وديوان المُبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر"، أشهر كُتب ابن خلدون، ويحتوي الكتاب على سبعة مُجلّدات و ثامنها الفهارس، أولُها المُقدّمة التي تُعدّ من أصول علم الاجتماع، ومن الجدير بالذّكر أنّها تُرجمت إلى لُغات العالم المختلفة كالفرنسيّة وغيرها. والبقيّة تتحدث عن أخبار العرب، ومن عاصرهم منذ الخلق حتّى عصره، وتَطرّق للبربر وأجيالهم في بلاد المغرب خاصّة والعالم عامّة، ويختم كتابه في ذكر نسبه وسيرته، وما يُرافقها من أحداث، وذلك تحت عنوان "التّعريف بابن خلدون ورحلته غرباً وشرقاً".[5][6]

مُصنّفات أخرى

كان للمُفكّر الإسلاميّ ابن خلدون العديد من المؤلفات الأُخرى، ومنها تلخيص محصّل للإمام فخر الدّين الرّازي، و كتاب في الحساب، كما قام بتلخيص مجموعة من كُتب ابن رُشد، ورسالة في المنطق، وشفاء السّائل لتهذيب المسائل، وشرح قصيدة البُردة، وله شعر.[5][6]

مُقدمة ابن الخلدون

مُقدمة ابن الخلدون تُعد أحد أهمّ أعمال ابن خلدون، وجوهر حكمته وتجربته، إذ استخدم فيها خلفيته السّياسيّة المُباشرة بأهل المغرب؛ لصياغة أفكاره المُختلفة، وممّا تُناقشه المُقدّمةُ المعايير الضّروريّة للتمييز بين الحقيقة التاريخية والخطأ، والمجتمعات القبليّة، ويُعدُّ هذا الجانب أكثر الجوانب إثارة فيها؛ لتسليطه الضّوء فيه على الممالك والحضارات في العالم. وهكذا أصبحت المُقدّمة مُلخّصًا لأفكاره في شتّى مجالته المعرفيّة، فلا عجب أن تستغرق كتابتها ما يُقارب خمسة أشهر، وتتضمّن المُقدمّة على أجزاء ستّة تتلخّص على النّحو التّالي:[2][7]

  • المجتمع البشريّ، الإثنولوجيا والأنثروبولوجيا.
  • الحضارات الرّيفية.
  • أشكال الحُكم وأشكال المُؤسسات.
  • مُجتمع الحضارة الحضريّة.
  • الحقائق الاقتصاديّة.
  • العِلم والإنسانيّة.

دراسات حول ابن خلدون

ألّف العديد من الكُتّاب العرب وغيرهم كُتباً تُعنى بابن خلدون وفكره، وسيرته، ومنهجه، ونظرياته المعماريّة والاجتماعيّة وغيرها، ومن هذه الدّراسات:[2][6]

  • السيرة الذاتية:
  • الأعمال الفلسفية والاجتماعية:
  • أعمال ابن خلدون:
  • ابن خلدون، ليوحنا قمير.
  • ابن خلدون، لعُمر فروخ.
  • حياة ابن خلدون، لمحمّد الخضر بن الحسين.
  • ابن خلدون، مؤرخ وعلم اجتماع وفيلسوف، لناثانيل شميت.
  • ابن خلدون، حياته وتُراثه الفكريّ، لمحمد عبد الله عنان.
  • فلسفة ابن خلدون، لطه حسين.
  • ابن خلدون، لعزيز العظمة.
  • ابن خلدون والإيديولوجيا الإسلامية، حرره ب. لورانس.
  • المجتمع والدولة والعمران، للفنان فؤاد بعلي.
  • المؤسسات الاجتماعية، للفنان فؤاد بعلي.
  • فلسفة ابن خلدون، للتاريخ لمحسن مهدي.
  • مقدمة لابن خلدون، ترجمة فرانز روزنتال
  • فلسفة التاريخ العربي، ترجمة تشارلز فيليب العيساوي.
  • دراسات عن مقدّمة ابن خلدون، لساطع الحصريّ.

وفاته

تُوفي ابن خلدون عام 1406 ودُفن في المقبرة خارج بوابة النّار، وهي إحدى البوابات الرّئيسيّة في القاهرة.[1]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Charles Issawi (13-5-2019), "Ibn Khaldūn"، www.britannica.com, Retrieved 19-5-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Melissa Snell (18-5-2019), "Profile of Ibn Khaldun, Philosopher and Historian"، www.thoughtco.com, Retrieved 19-5-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Abd al-Rahman ibn Muhammad ibn Khaldun ", biography.yourdictionary.com, Retrieved 19-5-2019. Edited.
  4. ↑ Thomson Gale (2008), "Ibn Khaldūn"، www.encyclopedia.com, Retrieved 19-5-2019. Edited.
  5. ^ أ ب عبد الرحمن بن خلدون، مقدمة ابن خلدون، صفحة 3-4، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت خير الدّين الزّركلي، الأعلام، صفحة 330، جزء 3. بتصرّف.
  7. ↑ "Abd al-Rahman b. Muhammad Ibn Khaldun", www.cis-ca.org, Retrieved 19-5-2019. Edited.