احترام خصوصيات الآخرين
مفهوم الخصوصية
تعرّف الخصوصية اصطلاحاً بأنّها الحق الذي يملكه الإنسان في المحافظة على سرية معلوماته وعلاقاته الشخصية،[1] حيثُ إنّ كل إنسانٍ له مطلق الحقّ بأن يكونَ بعيداً عن المراقبة وتعريض بياناته ومعلوماته للنشر دونَ موافقته على ذلك.
يمْكنُ تقسيم هذا المصطلح إلى فئاتٍ عدّة، أولُّها الخصوصية المعلوماتية، والتي يُقصَد بها الحد من إمكانية البحث والتقصّي عن حياةِ الآخرين، وحتّى الكشف عن الأحداث المعروفة أو غير المعروفة، أمّا الفئة الثانية فهي ما يُسمّى بالخصوصية البدنية، والتي يُقصد بها عدم إلزام الآخرين بتجربة موقف أو شخص رغماً عنه، ويتعدّى مفهوم الخصوصية ذلك بكثيرْ، فهي تقتضي إيجادَ نوعٍ من التقييد حولَ معرفةِ الحالة الذهنية للأفراد، وعدم وجوب التدخل في القرارات الخاصة بهم أو فرضِها عليهم.[2]
أهمية احترام خصوصيات الآخرين
قد يتساءل المرء لماذا تأخذُ القضايا التي تتعلق بخصوصيات الآخرين قدراً كبيراً من الأهمية، على الرّغم من كون ذلك إزعاجاً طفيفاً، إنّ الإجابةَ عن هذا السؤالِ عكس ذلك تماماً، فلا يمكن التقليل من أثر انتهاكِ حُرُمات الآخرين، واعتبارهِ أمراً طفيفاً من الأساس، بل إنّ هنالك أسباباً جمة تجعل من احترام الخصوصية أمراً واجباً، ومنها ما يلي:[3]
- الحد من السُّلطة: إنّ توافر البيانات الشخصيةِ الخاصة بالمرء لدى الآخرين، قد يجعل من ذلك وسيلةً للسيطرةِ عليه، وجعلِ قرراته وسلوكيّاته رهينةَ الآخرين، وقد يتجاوز الأمرُ إلى تشويهِ صورتِه، والتحكم به من قِبلِ الأشخاص الخطأ.
- احترام الحقوق الفردية: فتجاهلُ رغبات الآخرين بجعلِ أحداثِ حياتهم طيّ الكتمان تصرفٌ غير لائق، حتّى وإن كانت آثار ذلك بسيطة. لأن التدخل في حياتهم بتلك الصورة يعتبر نوعاً من عدم الاحترام، وكأنّك تخبرهم بأن مصالحك أهم بكثير من مصالحهم.
- الحفاظ على الحدود الاجتماعية: يحتاجُ الإنسان في بعضِ الأحيان للعزلةِ الإيجابية، وفيها يتوارى عن الأنظارِ بقصد الراحةِ والاسترخاء، وكذلك الابتعاد عن ضغط العمل ومشاكل الحياة، الخصوصية تساعد على إدارة هذه الحدود، من خلال التخفيف من التواصل الاجتماعي المستمر والوقاية من خرقِ الخصوصيات.
- حرية الحديث والفكر: تعتبر الخصوصية جسراً يصل المرء من خلاله لحرية الفكر، من خلال إتاحة المجال لاستكشاف كل الأفكار التي لا يرغب بها المحيط حولنا، وحماية أفكارِنا من التأثر السلبي بالآخرين.
- عدم الحاجة للتبرير: إذ يُمكِن للإنسان أن يفعَل كل تلكَ الأشياء التي قد يراها البعض غريبة، دونَ الحاجة لتبرير تلك الأفعال، فأنت لست ملزماً بالشرح، لأنّ ذلك الموضوع هو من صلبِ خصوصياتك، وليس من حقّ الآخرين الحصول على إجابات شافية دون إرادة محضة منك.
كيف تحتَرم خصوصيات الآخرين
يُمكن للمرء أن يعوِّد نفسه على احترام حدود الآخرين وخصوصياتهم بطرقٍ كثيرة، ومنها:[4]
- التركيز على احترام الآخَر: من خلال التذكُّر دائماً بأنّ الآخرين هم أناسٌ لهم أفكار ومشاعر وآمال، وأنّ احترام كل ذلك ضروريٌ بذلك القدر الذي نريد للآخرين أن يبادلونا به احتراماً لحياتنا.
- الاستماع للآخرين: فلا ينبغي مقاطعة الآخرين أثناء حديثهم، بل يجب الاستماع إليهم حتّى النهاية، وأخذ كلامهم على محمل الجِد، فتوفير المساحة الكافية للآخرين للتعبير عن أنفسِهم، سيخلِق نوعاً من التفاعل ويعطي إجابات لأي تساؤلاتٍ قد تدور في ذهنك دون الحاجة للسؤال عنها، وإقحام نفسِك في ما قد يعتبر نوعاً من الحدود والخصوصيات.
- فهم لغة الجسد: فالرسائل التي يتلقاها الشخص من خلال لغة الجسد، قد تكون أبلغ من الكلمات، فحين تُلاحِظ أثناء حديثِك مع شخصٍ آخر أنّه يتلَفَّت يمنةً ويسرة، أويطوي ذراعيه، أو لا يمنحُك تواصلاً نظرياً، فهذا قدْ يعني أنّه لا يشعر بالراحةِ في الحديثِ معك لأنّك تعتدي على مساحته الشخصية وتتدخل في ما لا يعنيك.
المراجع
- ↑ "privacy", .cambridge, Retrieved 2-4-2019. Edited.
- ↑ "privacy", businessdictionary, Retrieved 2-4-2019. Edited.
- ↑ Daniel Solove (20-1-2014), "10 Reasons Why Privacy Matters"، teachprivacy, Retrieved 27-3-2019. Edited.
- ↑ Margarita Tartakovsky, M.S (8-7-2018), "How to Respect Other People’s Boundaries"، psychcentral, Retrieved 27-3-2019. Edited.