غذاء ملكات النحل

غذاء ملكات النحل
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

ملكة النحل

تتميَّزُ ملكةُ النّحل عن العاملات في الخليَّة منذُ مراحل نُموِّها المُبكِّرَة، وخاصَّةً خلال الأربعة أيامٍ الأولى؛ ويعودُ ذلك إلى اختلاف نوعيَّة الغذاء، والرِّعايةِ التي تَتلقّاها الملكة خلال طور اليرقة، والتي تُؤدّي إلى حُدوثِ تغيُّراتٍ هرمونيةٍ، وبيوكيميائيّة في جسمها، لتتطوَّرُ أعضاؤُها التناسليَّة حتى تتناسبَ مع وظيفتها الوحيدة؛ وهي وضْعُ البيض الذي يَنتجُ عنه جميع أفراد الخليَّة، فهي تتمتَّعُ بخصوبةٍ عاليةٍ تمنَحُها القدرةَ على وضْع الآلافِ منه يَوميّاً، لذلك فإنَّ استمراريَّةَ مُستعمرةِ النَّحل مُرتبطةٌ بصحَّة الملكة، وقُدرتِها الإنتاجيَّة، بالإضافة إلى أعداد ذكور النّحل (بالإنجليزيّة: Drones) المسؤولة عن تلقيحِها، ومن الجدير بالذكر أنَّ تعرُّضَ الملكةَ للإصابة بالعدوى يُعتبَرُ أقلَّ مُقارنةً بالعاملات؛ وذلك لامتلاكِها خصائصَ مناعيَّةٍ، إضافةً إلى دورهنَّ في حمايتها، وعلاوةً على ذلك فإنَّ معدَّلَ نُموَّها يبلغُ 15.5 يوماً، بينما يصل إلى 21 يوماً في العاملات، اللاتي يبلغُ عمرهُنَّ الافتراضيَّ بضعةَ أشهرٍ، في حين تعيشُ الملكة عدَّةَ سنواتٍ.[1][2]

غذاء ملكات النحل

يُعدُّ غذاء ملكات النّحل (بالإنجليزيّة: Royal jelly)، والمعروف باسم الهُلام الملكيّ واحداً من أبرز مُنتَجات النحل، وهو عبارةٌ عن مادّةٍ هُلاميَّةٍ تُصنَعُ بواسطة العاملات بهدفِ تغذية ملكة النّحل، ويرقاتها، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الماء يُشكِّل النِّسبة الأعلى فيه؛ الذي تتراوح نسبته ما بين 60% إلى 70%، كما أنَّه يحتوي على العديد من العناصر الغذائيَّة الضروريَّة لصحَّة الجسم، ومنها؛ الفيتامينات، والبروتينات، والأحماض الأمينيّة، وغير ذلك من المُغذِّياتِ التي تختلفُ في نسبتها تِبعاً لاختلاف المناخ، وطبيعة المنطقة الجُغرافيَّة التي توجد فيها الخليَّة، كما أنَّه مُتوفِّرٌ بشكلٍ واسعٍ، وأشكالٍ عديدةٍ؛ فمنه الطازج، أو المحفوظ بطريقة التجفيف بالتجميد، كما يُمكنُ أن يكونَ على هيئة كبسولاتٍ، أو أقراصٍ.[3][4]

بالإضافة إلى أنَّ هذا الغذاء يُؤخَذُ إمّا عن طريق الفم، أو يُدلَكُ به الجلد مُباشرةً، ويستعملُه النّاس لعلاج الكثير من الحالات المرَضيَّة، مثل: أمراض الكبد، والكلى، والأرَق، ومتلازمة ما قبل الحيض (بالإنجليزيّة: Premenstrual syndrome)، وارتفاع الكوليسترول، بالإضافة إلى استعماله لدعم المناعة، ونموّ الشعر، والتخفيف من علامات الشيخوخة، وغيرها، وما زالت الدّراسات مُستمرَّةً لتعزيز استخداماته الدّوائيّة.[5]

فوائد غذاء ملكات النحل

عُرِفَ غذاء ملكات النَّحل بفوائده الصحيَّة في الطِّب التقليديّ، كما أنَّه انتشر في العديد من المجالات في الطبِّ الغربيِّ، ويتوفَّر في الأسواق كمُكمِّلاتٍ غذائيَّةٍ، وفيما يأتي أبرز فوائده:[6]

  • مصدرٌ غنيٌّ بمضادّات التأكسد والالتهابات: حيثُ إنَّ الهُلام الملكيّ يحدُّ من الإجهاد التأكسديّ (بالإنجليزيّة: Oxidative stress)، ويُخفِّف من الالتهابات.
  • تعزيز التئام الجروح: إذ أشارت الدّراسات إلى أنَّ لغذاء ملكات النحل قدرة على مُكافحة البكتيريا، ممّا قد يحدُّ من الإصابة بالعدوى، ويُطهِّر الجرح، كما أنَّه يزيد من إنتاج بروتين الكولاجين (بالإنجليزيّة: Collagen).
  • تخفيف آثار علاجات السرطان: إذ إنّ العلاج الكيميائي يسبب العديد من الآثار الجانبية؛ كالإصابة بفشل القلب، والالتهابات، وأمراض الجهاز الهضميّ، وقد يُقلل تناول غذاء الملكات من هذه الآثار الجانبية.
  • مُكافحة آثار الشيخوخة: فقد يُعزز تناول غذاء الملكة من المهارات الإدراكيَّة، ويزيد مُتوسِّط العمر المُتوقَّع (بالإنجليزيَّة: Lifespan)، بالإضافة إلى تحسين صحّة البشرة.
  • الحدُّ من أعراض سنِّ اليأس: (بالإنجليزيّة: Menopause)؛ فقد يُقلل غذاء الملكات من أعراض الاكتئاب، والشعور بالألم الناتجة عن انقطاع الدورة الشهرية، بالإضافة إلى أنَّه قد يقلل من ضعف الذاكرة، والقلق.
  • دعم الجهاز المناعيّ: وذلك لاحتواء غذاء الملكات على الأحماض الدُّهنيَّة، وغيرها من العناصر الغذائيَّة التي قد تدعمُ النّشاط المُضادَّ للبكتيريا، وتثبط من الإصابة بالعدوى.
  • المُساهمة في علاج جفاف العين فقد يُحفز غذاء الملكة الغدد الدّمعيَّة على إفراز الدّموع، بالإضافة إلى أنَّ آثاره الجانبيّة تُعتبَرُ أقلّ من غيره من العلاجات، ولكن ما زال هناك حاجةٌ إلى المزيد من الدراسات لتأكيد تأثيره.
  • ضبط مستوى السكّر في الدم: كما يُعزز غذاء الملكة من حساسيَّة الإنسولين (بالإنجليزيّة: Insulin sensitivity)؛ وذلك لفعاليَّته في التقليل من الإجهاد التأكسديّ، والالتهابات، إضافةً إلى أنَّ غذاء ملكات النّحل قد يُحسِّن صحَّة البنكرياس، والكبد، وغيرهما.
  • حماية القلب وجهاز الدّوران: حيثُ إنَّ غذاء الملكة قد يقلِّلُ من ضغط الدّم؛ ويعود ذلك لاحتوائه على بروتيناتٍ معيّنة تُرخي خلايا العضلات الملساء في الأوردة، والشرايين، كما أنَّه يُساعد على خفض مستويات الكوليسترول في الدّم، ممّا يُقلِّل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • دعم وظائف الدّماغ: كما يُقلل غذاء الملكة من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر؛ وذلك من خلال إزالة الرواسب الكيميائيّة الموجودة في الدماغ، بالإضافةِ إلى دوره في تقليل هرمونات التوتر، وتعزيز النظام العصبيّ المركزيّ (بالإنجليزيّة: Central nervous system)، وغير ذلك.
  • تخفيف القلق: إذ يحتوي غذاء الملكات على حمض البانتوثينيك (بالإنجليزيّة: Pantothenic acid)؛ الذي يمكن أن يؤثر في كيمياء الدماغ، بالإضافة إلى أنَّه يُقلل من القلق، والتوتر، ومن جهةٍ أخرى فإنَّه يساهم في إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تعزيز الاسترخاء، وتنظيم النوم.[7]

محاذير تناول غذاء ملكات النحل

كشفَتْ بعض الحالات عن وجود آثارٍ جانبيّةٍ لتناوُل غذاء ملكات النحل؛ كالرّبو، وصدمة الحساسيّة (بالإنجليزية: Anaphylaxis)، وغيرهما، وتبيّن أنَّ هذا الغذاء لا يخضعُ لنظام إدارة الغذاء والدّواء الأمريكيَّة (بالإنجليزيّة: United States Food and Drug Administration)، أو أيِّ جهةٍ رسميَّةٍ أخرى؛ وذلك لاعتباره علاجاً طبيعيَّاً، كما أنَّ محدوديَّة البحوث حول سلامة استخدامه بشكلٍ مُنتظَمٍ، أو طويل الأمد دعت إلى توخّي الحذر عند تناوله، ففي تقريرٍ صادرٍ عن مُنظَّمة الصحَّة العالميَّة (بالإنجليزيّة: World Health Organization)، تبيَّن أنَّ استهلاكَه قد يُظهِرُ آثاراً تحسُّسيَّةً عند بعض الناس، لذلك فإنّه يُوصى بتجنُّبه للأشخاص الذين يُعانون من حساسيَّةٍ اتجاه أيِّ منتَجٍ من مُنتَجات النّحل، فيما كشفَت دراسةٌ أخرى شارك فيها عددٌ من البالغين الأصحّاء عن تأثُّره في مستويات بعض الهرمونات؛ كهرمون يُدعى بـ DHEA-S؛ الذي أدّى إلى رفع مستوى هرمون التستوستيرون، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطّبيب في الحالات الآتية:[4][8]

  • استعمال بعض الأدوية؛ كدواء الوارفارين (بالإنجليزيّة: Warfarin)، وأدوية ضغط الدّم.
  • الحمل والرّضاعة.
  • حساسيّة الشري.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • الدّوخة.
  • الحكّة الشديدة.
  • حدوث مشاكل هضميّة؛ كالإسهال، وغيرها.
  • حدوث مشاكل تنفُّسيَّة؛ كالأزيز (بالإنجليزيّة: Wheezing).

المراجع

  1. ↑ Esmaeil Amiri,Micheline K. Strand,Olav Rueppell and others (8-5-2017), "Queen Quality and the Impact of Honey Bee Diseases on Queen Health: Potential for Interactions between Two Major Threats to Colony Health"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 22-4-2019. Edited.
  2. ↑ R. Krell, "CHAPTER 6 ROYAL JELLY"، www.fao.org, Retrieved 22-4-2019. Edited.
  3. ↑ Yiu Yeung, Sandro Argüelles (2019)، "Chapter 4.1 - Bee Products: Royal Jelly and Propolis"، Nonvitamin and Nonmineral Nutritional Supplements، Page 475-484. Edited.
  4. ^ أ ب Aaron Kandola (10-1-2019), "What are the benefits of royal jelly?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-4-2019. Edited.
  5. ↑ "ROYAL JELLY", www.webmd.com, Retrieved 23-4-2019. Edited.
  6. ↑ Ansley Hill (3-10-2018), "12 Potential Health Benefits of Royal Jelly"، www.healthline.com, Retrieved 23-4-2019. Edited.
  7. ↑ Owen Bond, "Royal Jelly for Anxiety"، www.healthfully.com, Retrieved 27-4-2019. Edited.
  8. ↑ Cathy Wong (9-4-2019), "Benefits and Uses of Royal Jelly"، www.verywellhealth.com, Retrieved 23-4-2019. Edited.