حكم شرب الخمر

حكم شرب الخمر
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

حكم شرب الخمر

يعدّ شرب الخمر من الكبائر التي لا يحرّم القيام بها، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)،[١] وقال الرّسول صلّى الله عليهِ وسلّم: (أنَّ رجلاً قدم من جيشانَ -وجيشانُ من اليمنِ- فسأل النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- عن شرابٍ يشربونَه بأرضهم من الذرةِ يقال لهُ المِزْرُ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أوَ مسكرٍ هوَ؟ قال: نعم، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: كل مسكرٍ حرامٌ، إنَّ على اللهِ -عزَّ وجلَّ- عهداً لمن يشربُ المسكرَ أن يسقيَه من طينةِ الخبالِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما طينةُ الخبالِ؟ قال: عرقُ أهلِ النارِ، أو عصارةُ أهلِ النارِ).[٢][٣]

حكم الخمر منزوع الكحول

يعرّف الخمر بأنّه أي شراب يسكر المرء، سواءً كان موجوداً في عصرنا الحالي أو في العصر السابق أو سيتواجد في المستقبل، ومهما كانت المادة التي صُنع منها سواءً كانت عنباً، أو شعيراً، أو ذرة، أو تمر أو غير ذلك، وبناءً على ذلك فإنّ الشراب الذي لا يُسكر المرء لا يمكن تسميته خمراً ولا يُحكم بتحريمه، وعلى المسلم أن يتأكّد دائماً من الشراب الذي يريد أن يشربه بأنّه لا يسكر، كما لا يجب أن تتم معالجة الخمر بهدف نزع الكحول منها، حيث ذكر في سورة المائدة لفظ اجتناب الخمر، واجتناب الشيء يعني الابتعاد عنه.[٤]

صلاة وصيام شارب الخمر

إنّ وقوع المسلم في معصيةٍ ما وعدم القدرة على التوبة منها لضعف الإيمان؛ لا يسوّغ الاستمرار في المعاصي وترك الطاعات والتفريط بها، فيجب على شارب الخمر أنّ يؤدّي الصلوات وأن يتم صيامه، حيث إنّه لو أخلّ بالصلاة والصيام يكون مرتكب معصية كبيرة وعظيمة أشدّ من معصية شرب الخمر، فلو أفطر شخص في شهر رمضان بشرب الخمر يكون مرتكب معصيتين عظيمتين؛ هما: الإفطار وشرب الخمر.[٥]

عقوبة شرب الخمر

يُعاقب شارب الخمر العالم بحُرمة ذلك بالجلد سواءً أكان ما شربه كثيراً أم قليلاً، وقدّر العلماء بأنّ حدّ شرب الخمر ثمانون جلدة؛ استناداً لفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذهب البعض الآخر من العلماء إلى أنّ حدّ شارب الخمر أربعون جلدة، ولكن إذا كان شارب الخمر حديث العهد بالإسلام ولا يعلم بحرمته فلا شيء عليه.[٦]

المراجع

  1. ↑ سورة المائدة، آية: 90-91.
  2. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2002 ، صحيح.
  3. ↑ "شرب الخمر من الكبائر وعقوبته أليمة"، www.fatwa.islamweb.net، 28-4-2001، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "حكم الخمر المنزوع منها الكحول"، www.islamqa.info، 26-5-2010، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2018. بتصرّف.
  5. ↑ "عقوبة شارب الخمر وهل تصح منه الصلاة والصيام ؟"، www.islamqa.info، 27-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2018. بتصرّف.
  6. ↑ "يحد من كان عالماً بحرمة شرب الخمر"، www.fatwa.islamweb.net، 4-7-2001، اطّلع عليه بتاريخ 19-4-2018. بتصرّف.