حكم البخور للصائم

حكم البخور للصائم

حكم البخور للصائم

ذهب علماء المالكيّة والحنفيّة إلى القول ببطلان صيام من استنشق البخور عامداً، واستدلّوا على ذلك بأنّ للبخور جوهرٌ يصل إلى الجوف بخلاف العنبر والمسك والروائح العطريّة الأخرى التي لا يفسد استنشاقها الصيام، أمّا مجرّد شمّ البخور دون استنشاقٍ له فلا يفسد الصيام، وكذلك من كان عمله في البخور فلا يضرّه استنشاقه لصعوبة التحرّز منه، بينما ذهب علماء الشافعيّة إلى القول بعدم فساد صيام من استنشق البخور حتى لو تعمّد ذلك، أمّا علماء الحنابلة فكان رأيهم في المسألة قريباً من رأي المالكيّة والحنفيّة؛ حيث قالوا ببطلان صوم من استنشق البخور متعمّداً حتى وصل إلى حلقه، وكذلك كرهوا للصائم أن يشتمّ الروائح التي تكون على شكل مسحوقٍ بحيث لا يأمن المسلم وصول شيءٍ منها إلى الحلق مع النفس عند الاستنشاق.[1]

حكم استنشاق بخار الطعام للصائم

ذهب العلماء إلى القول ببطلان من تعمّد استنشاق بخار الطعام حتى وصل إلى حلقه، سواءً كان المستنشق صانع الطعام أم غيره، وعلّل العلماء رأيهم ذلك بأنّ للأبخرة الصادرة عن بخار الطعام جُرماً يصل إلى المعدة؛ وهو الدخان، أمّا مجرد شمّ رائحة الطعام دون استنشاقه فجائز وغير مبطلٍ للصيام.[2]

حكم من استنشق البخور جاهلاً

إذا استنشق الصائم البخور ووصل إلى جوفه وكان جاهلاً بالحكم فلا يفطر، كما لا يترتب عليه القضاء، وهذه قاعدةٌ في جميع مفطّرات الصيام حيث يشترط أن يكون المسلم عالماً بحكمها، وذاكراً لها، ومن الأدلّة على ذلك ما جاء في السنّة النبويّة أنّ الصحابة -رضي الله عنهم- أفطروا في يوم غيمٍ ثمّ طلعت الشمس فلم يأمرهم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بقضاء اليوم؛ بسبب عدم علمهم بطلوع الشمس ليمسكوا عن الطعام.[3]

المراجع

  1. ↑ "تأثير شم البخور والعطور على الصيام على المذاهب الأربعة"، www.islamweb.net، 2004-11-7، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-29. بتصرّف.
  2. ↑ "حكم استنشاق رائحة الطعام تعمدا"، www.islamqa.net، 2007-2-3، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-29. بتصرّف.
  3. ↑ محمد بن صالح العثيمين ، "حكم استنشاق البخور للصائم "، www.almoslim.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-29. بتصرّف.