أجمع العلماء على جواز قراءة القرآن الكريم للمُحدث حدثاً أصغر، مع أفضلية أن يتوضئ لذلك، أمّا مسّ المصحف وإمساكه وحمله؛ فقد ذهب جمهور العلماء ومنهم أئمة المذاهب الأربعة إلى حُرمة ذلك عليه، واستدلوا لذلك بقول الله تعالى: (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)،[1] إلّا أنّ بعض العلماء أيضاً ذهبوا إلى جواز مسّ المصحف للمُحدث، ومنهم الحاكم، وحماد، وداود الظاهري، فقد قالوا إنّ المراد بالآية الكريمة هو اللوح المحفوظ وليس المصحف الشريف، واللوح المحفوظ لا يمسه إلّا الملائكة، إلّا أنّ المانعين ردوا عليهم بالقول إنّ المراد بالآية الكريمة هو المصحف؛ وذلك بدلالة لفظ (تنزيل)، فلا يجوز حمل الآية على غير المصحف إلّا بدليلٍ صريحٍ، فيظهر من ذلك أنّه لا يجوز لغير المتوضئ أن يلمس المصحف، أو يحمله سواءً للتعليم أو الحفظ أو التلاوة، ويجوز له أن يقرأ منه دون أن يمسه، ويستثنى الصغار من هذا الحكم إذا أرادوا تعلّم القرآن الكريم؛ لأنّ طهارتهم لا تنحفظ.[2]
يجوز للمسلم أن يقرأ القرآن الكريم من المصحف أثناء استلقائه، فقد ورد ذلك عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقال الشيخ صالح الفوزان: (إنّ قراءة القرآن للمضطجع جائزةً بلا حرج، سواءً أكان مضطجعاً على السرير أو الأرض، فللمسلم أن يتلو القرآن على أيّ حالٍ كان، قائماً أو قاعداً أو مستلقياً، وسواءً أكان متوضئاً، أو محدثاً حدثاً أصغر إذا كانت تلاوته عن ظهر قلب ودون أن يمس القرآن).[3]
لتلاوة القرآن الكريم آدابٌ يجدر بالمسلم أن يتحلّى بها، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:[4]