مدينة صباح الاحمد البحرية

مدينة صباح الاحمد البحرية
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

مدينة صباح الأحمد البحريّة

مدينة صباح الأحمد البحريّة عبارة عن مدينة تمَّ بناؤُها في دولة الكويت، بالقرب من حدود المملكة العربيّة السعوديّة، وتَقعُ تحديداً في منطقة البُحَيرات، على بعد 50 كم جنوبَ مدينة الكويت، وهي مدينةٌ مُتكامِلةٌ أُنشِئَت بمساعدةٍ من مُهندِسين بريطانيّين، واستُخدِمَت في بنائِها أحدثُ التقنياتِ التي جعلَت دولةَ الكويت تتحوَّلُ إلى مركزٍ ماليٍّ وتجاريٍّ، كما أدَّت إلى تسريع نُموِّ الاقتصاد فيها، وعزَّزَت من دَورِ القطاعِ الخاصِّ في تطويرِ، ودعمِ اقتصادِ البلادِ.[1][2][3]

وقد انطوى إنجازُ المدينةِ على جهودِ 2,500 عاملٍ من 20 دولة مُختلِفة، أغلبهم من الهند، وقد كانوا يعملون بجدٍّ على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة آنذاك، إلّا أنّهم كانوا يتوقَّفون عن العمل في فترة الصيف، أي خلال الفترة ما بين حزيران/يونيو - تشرين الأول/أكتوبر، من الساعة الحادية عشرة ظهراً، وحتى الساعة الرابعة عصراً، وقد بُنِيَت المدينةُ من الرمال؛ للتغلُّب على ارتفاع مَنسوب المياه؛ حيث تمَّ نَقْلُ ملايين الأطنانِ من الرمالِ بواسطة 29 جرّافة، واستُعمِلت في عمليّة البناء 70 حفارة، و113 شاحنة عملاقة، أمّا درجات الحرارة المُرتفِعة، فقد كانت تُسبِّبُ مشكلةً فِعليّةً، وخاصّة أثناء عمليّةِ صبِّ الخَرَسانة؛ ولهذا فَقَدْ كانت عمليّة الصبِّ تتمُّ في الليل خلال فصل الصيف، مع الاهتمام بإضافةِ الماءِ الباردِ، والثلج أحياناً؛ لخَفضِ درجاتِ الحرارةِ إلى المُستوى المطلوب.[1]

مُواصَفات مدينة صباح الأحمد البحريّة

تمَّ تحديدُ حَجمِ المدينة لتكونَ بحَجم ولاية مانهاتن في الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، ولتكونَ طاقتُها الاستيعابيّة شاملة لحوالي 250,000 نسمةٍ تقريباً،[1] وتُعَدُّ المدينةُ مُنتجَعاً ذا واجهةٍ بحريّةٍ، كما تُوفِّرُ لسكّانِها فرصةً للعيشِ الرغيد والفريد من نوعه، وهي مُميَّزةٌ بمَمرّاتها المائيّة الهادئة، ومَرافِقِها المُتكامِلةِ، ممّا يجعل منها مدينةً عصريّةً،[6] وهي تُعرَفُ باسم مُعجِزةُ الصحراء؛ وذلك لصعوبةِ الظروفِ التي بُنِيَت فيها؛ فَقَدْ بُنِيَت في مكانٍ غيرِ صالحٍ للبناء، في منطقة صحراويّة على بُعدِ 6 أميالٍ، أي ما يقاربُ 9 كم من الخليج العربيّ، وعلى الرغم من ذلك، فَقَدْ نَشأَت مُميَّزةً، واستُخدِمَت في بنائِها أحدث التقنيات والعلوم، وتميَّزَت بوجود بوّابات عُرِفَت باسم (بوّابات المَدِّ والجَزْرِ)؛ إذ تسمحُ بوصولِ المياهِ إلى المدينةِ أثناءَ المَدِّ والجَزْر.[1][2]

وللمدينة مُميِّزاتٌ بيئيّة، وطبيعيّة، وتتوفَّرُ فيها مُختلَفُ العواملِ التي تَجذِبُ الأفرادَ إليها، وفيها الخدماتُ المُتكامِلةُ، كالمدارِس، والمساجِد، ومَمرّات المُشاة، والشواطئ، وفيها مراكز الإطفاء، ومركز لخَفرِ السواحل، وفيها المباني السكنيّة، والمناطق الصناعيّة، إضافة إلى الحدائق العامّة،[2] أمّا بالنسبة لإضاءة الشوارع، والمدينة كلِّها، فقد تمَّ وَضْعُ 13 ألف مصباحٍ في الشوارع، وتمَّ تمديدُ كابلات الكهرباء على مسافة 1,200 كم تقريباً، بالإضافة إلى استخدام الأسفلت المُقاوِمِ لدرجات الحرارة المُرتفِعةِ في الشوراع، وفي ملاعبِ كرة القَدمِ.[1]

وعلى الرغم من أنَّ المدينةَ غيرُ مأهولةٍ بعددٍ كبيرٍ من السكَّان، إلّا أنَّها أُنشِئَت؛ كي تستوعبَ ما يقاربُ 250,000 نسمة، ويجري تطويرُها على 10 مراحلٍ؛ حيثُ تحتاجُ إلى ما يقاربُ 25 عاماً؛ لتكتملَ كما هو مُخطَّطٌ له،[1] ويشرفُ فواز المرزوق على تطويرِ المدينةِ منذُ عام 2002م، وحتى الآن، وهو الرئيس التنفيذيُّ، وريئس مجلس إدارة شركة لآلئ الكويتيّة، أي الشركة المسؤولة عن عمليّة التطوير؛ حيثُ تُعتبَرُ المُطوِّرَ الرئيسيَّ للمدينة، وهي تَضعُ في قائمةِ أهدافِها وبشكلٍ أساسيٍّ مَهمّةَ تزويدِ كاملِ المناطقِ في المدينةِ بالمياه، والكهرباء، وخدمات الصَّرفِ الصحيِّ.[7][5]

رؤية خالد المرزوق في إنشاء مدينة صباح الأحمد البحريّة

تَطلَّعَ السيد خالد المرزوق وابنُه إلى بناء مدينةٍ بحريّةٍ، وكانت فِكرتُهم هي الأولى من نوعِها خلال 30 سنة مَضَت؛ إذ كان خالد المرزوق من رجال الأعمال المشهورين والمعروفين بتطلُّعاتِهم المُستقبَليّة في مجال تنميةِ دولتِهم؛ فَقَدْ تطلَّعَ إلى تطويرِ دولة الكويت، خاصّة بعد حدوث الطَّفرةِ النفطيّةِ في الخمسينيّات، وقد كانت رؤيتُه تتمثّلُ بأنَّ الكويت دولةٌ لها طابعٌ صحراويٌّ، إلّا أنَّ ظهورَ النفط فيها يجب أن يكون عاملاً إيجابيّاً في تطويرِها، وجعلِها تواكِبُ النمُوَّ الاقتصاديَّ، الذي يتناسَبُ والنمُوَّ السكانيَّ فيها.[5]

والجديرُ بالذِّكْرِ أنَّ خالد المرزوق -كما ذَكرَ ابنُه فواز- كان يدعمُ العديدَ من المشاريعِ التي تُؤدِّي إلى تطوُّرِ الدولةِ، ومن بينها إقامةُ مواقفِ السيارات مُتعدِّدة الطوابق، وتُعَدُّ المدينةُ البحريّةُ التي اقترحَها خالد المرزوق والتي نفَّذَها من بعده ابنُه فواز، مثالاً حيّاً على دَورِ القطاعِ الخاصِّ في تحقيقِ العديدِ من الإنجازاتِ، وخاّصة إذا تمَّ دعمُه من قِبَل قادةِ الدولةِ، أو كبارِ الدولةِ الذي يملكون رؤيةً مُستقبَليّةً مُشرِقةً؛ إذ تُعتبَرُ المدينةُ البحريّةُ من مشاريع التنمية المُستدامة، ويُعبِّرُ السيد مرزوق عن مدى نجاحِه، ونجاحِ شركةِ لآلئ، القائِمةِ على تطويرِ المشروع فائلاً إنَّه عندما بدأَت الشركة عملَها لم تكنْ تملكُ مجرفة، إلاّ أنَّها أصبحَت بعد ذلك واحدةً من أكبرِ شركات التنميةِ العِملاقةِ.[5]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ CHRIS SUMMERS FOR MAILONLINE (2016-5-11), "The miracle in the desert - how Kuwait is bringing the sea SIX MILES inland with the help of British engineers to create a brand new city near the border with Saudi Arabia", dailymail. Edited.
  2. ^ أ ب ت " Sabah Al Ahmad Sea City Real Estate", www.re.com.kw, Retrieved 2018-4-7. Edited.
  3. ↑ Sourabh Jain (2017-7-21)، "The Amazing Floating city: Sabah Al Ahmad Sea City"، www.coffeencouch.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-8. بتصرّف.
  4. ↑ "History", www.saasc.com, Retrieved 2018-4-7. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Sea City achieves the impossible", www.theworldfolio.com, Retrieved 2018-4-7. Edited.
  6. ↑ "Vision ", www.saasc.com, Retrieved 2018-4-7. Edited.
  7. ↑ "Development", www.saasc.com, Retrieved 2018-4-7. Edited.