بحث علمي عن تلوث المياه

بحث علمي عن تلوث المياه
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

تلوث المياه

المياهُ مورد أساسيّ للحياة على الأرض، ويعتمد البشرُ على المياه في مختلف الأنشطة الإنتاجية الزراعية، والعديد من الأنشطة الصناعية كذلك، ويمكن الجزمُ بأنّ غالبية الأنشطة البشرية تؤثر سلباً على نقاء، وجودة المياه الصالحة للاستخدام، وذلك بتلويثها بصورة مباشرة نتيجةَ التوسّعات الحضرية، وتصريف مياه الأنشطة الصناعية، والزراعية، وتمثّل أهمّ الملوثات المباشرة الأسمدة، والمبيدات، والبراز، هذا بالإضافة إلى الملوثات الكيميائية، والنفطية، ويُعدّ الحصولُ على مياه نظيفة لأغراض الشرب، والنظافة من أهمّ شروط صحة الإنسان، وتحسين مستوى حياته، إلا أنّ العديد من مصادر المياه أصبحت لا تفي بالمعايير اللازمة، نتيجة التغيرات التي تطرأ عليها بسبب الملوثات، والتي تؤثر على الأنظمة الإحيائية المائية كذلك.[1]

مصادر تلوث المياه

يُقصدُ بمصادر التلوث الأماكنُ، أو النقاط التي تنتقل منها الملوثات إلى المياه، وتُقسم المصادر إلى مجموعتين، وهما:[2]

  • نقاط التلوث المحددة: وهي المصادرُ الثابتةُ المعروفة التي يمكن الوصول إليها، كالمصانع، ومحطات معالجة المياه، حيث تقوم المصانع التي تستهلك المياه، كمصانع الإلكترونيات، ومصافي النفط، بإخراج عوادم تصنيعٍ سائلة، يصرفها البعض مباشرة إلى المسطحات المائية، بينما يعالجها البعضُ الآخر قبل تصريفها، ويرسلُ البعضُ تلك النفايات إلى محطات معالجة مياه الصرف الصحي، حيث يتمّ التعامل معها، وإطلاقها في الأنهار، والبحار مرة أخرى.
  • الجريان السطحي الملوث: وهو تلوث غير محدد بمكان، حيثُ تقوم مصافي مياه الأمطار بالتصريف في البحار، والمحيطات حاملةً معها العديدَ من أنواع الملوثات التي تنتشر في الشوارع، من زيوت سيارات، ومخلفات عضوية، ومبيدات حشرية، وأسمدة مستخدمة في الحدائق العامة، وغيرها من الملوثات المنتشرة في الشوارع، والتي تحملها الأمطار نحو تلك المصافي التي لا تحتوي على أنظمة معالجة.

التلوث الصناعي

تتلوث مياهُ البحار، والأنهار بالنفايات الصناعية، بسبب التصريف المباشر في المجاري المائية، أو عند وصول النفايات السائلة إلى المياه الجوفية، وتحتوي المخلفات الصناعية عادة على تركيزات عالية من المعادن، والسّموم التي تتجاوز الحدَّ الأقصى لمعايير السلامة، وتتراكم تلك المعادن كالصوديوم، والزئبق، والرصاص، والكروم في الكائنات المائية التي تتغذى بطريقة التّرشيح، كالمحار، والأعشاب البحرية، ومن أشهر حالات التلوث التي وقعت بسبب الأنشطة الصناعية ما جرى في ميناماتا اليابانية في ستينيات القرن الماضي، عندما قام أحد مصانع إنتاج حامض الخليك بتصريف النفايات التي احتوت على تركيزات عالية للغاية من زئبق الميثيل في مياه الخليج، في الوقت الذي اعتمد فيه أغلبُ السّكان على نشاط الصّيد، واستهلاك الأطعمة البحرية، وعلى مدار ثلاثين عاماً انتقلت إلى أجسام السّكان كميات كبيرة من تلك المادّة، ممّا أدى إلى ظهور أعراض مرضية شبه وبائية أصابت ما لا يقلُّ عن خمسين ألف شخص، وشملت تلك الأعراضُ تلفَ الدماغ، والشّللَ، والهذيانَ، وفقدانَ القدرة على الحديث.[3]

التلوث الزراعي ومياه الصرف

إنّ بعض المواد الكيميائية التي تُستخدَمُ كأسمدة زراعية توجد بشكل طبيعي في البيئية، وتساعد على تغذية الكائنات الحية، إلا أنّ تسريبَ تلك المواد بكميات كبيرة إلى مياه الأنهار يؤدي إلى فقدان التوازن الطبيعي، والقضاء على العديد من الكائنات الحية، فتسريب كميات كبيرة من الفوسفات يؤدي إلى تسريع نمو الطحالب التي تتكدس بالقرب من السّدود بوجه خاص، وتموت، وتؤدّي البكتريا الناتجة عن تحلل تلك الطحالب إلى استهلاك كميات ضخمة من الأكسجين، الأمر الذي يؤدي إلى موت الأسماك، وغيرها من الكائنات بسبب الاختناق، أما مياه الصرف الصحي التي تحتوي على فضلات بشرية، أو حيوانية غير معالجة تؤدي إلى نقل العديد من الأمراض، والأوبئة، كما تزيد من نسبة النتيروجين الذي يُسبّب قتلَ النباتات المائية.[4]

آثار التلوث على البيئة

تعتمدُ الحياة المائية كبقية الأنظمة البيئية على الأرض، وعلى التفاعلات القائمة بين شبكة من الحيوانات، والنباتات، والفطريات، والبكتيريا، ويؤدي إلحاقُ الضرر بعنصر، أو أكثرَ من عناصر تلك الشبكة إلى إحداث تأثيرات سلبية على بقية العناصر الأخرى، الأمرُ الذي يُعرّض النظام البيئي المائي بأكمله للخطر، فالتلوث الذي يسبب نموَ الطحالب يقلّلُ من نسب الأكسجين في الماء، ويمكن كذلك أن يتطور إلى إنتاج سموم عصبية تؤثر على كائنات بحرية مُعرّضة لخطر الانقراض، كالحيتان، والسلاحف البحرية، بينما يؤدي تسرب المواد الكيميائية والمعدنية إلى المياه إلى تسميم الحياة البحرية بأكملها، وانتقال تلك السموم إلى أعلى السلسلة الغذائية، مع تراكم تلك السموم في أنظمة الكائنات الأكبر، فأسماك التّونة يمكن أن تحتويَ على كميات كبيرة من الزئبق بسبب افتراسها أسماكاً أصغر، وتنتقل السّموم إلى البشر من خلال أنشطة الصيد.[5]

الأمراض الناتجة عن تلوث المياه

معظمُ الأمراض التي يُصاب بها البشر حولَ العالم لها علاقة بجودة المياه، وخدمات الصّرف الصحي، ومن أشهر تلك الأمراض الملاريا، وهو مرض طفيليّ يلعبُ الدّورَ الأكبر في انتقاله من وإلى الإنسان البعوضُ الحامل للطفيل، والذي يتكاثر على أسطح المياه الراكدة، كالخزانات، والبرك، والمستنقعات، وحتى إطارات السيارات، أو العلب القديمة التي تحتوي على المياه، ومن أعراض الملاريا الحمى، والغثيان، والصداع، وآلام المفاصل، والإسهال، والتعرق، والشعور بالإجهاد، كذلك يُصاب بالكوليرا آلافُ الأشخاص سنوياً حول العالم، وهو مرض بكتيريّ ينتقل إلى الإنسان مع استخدامه الماءَ المُلوّث بسبب سوء المرافق الصحية، ويسبب إفرازَ الأمعاء الدقيقة كميات كبيرة من السوائل، ممّا يُؤدي إلى الجفاف، ويمكن أن تنتقلَ الكوليرا كذلك بسبب استخدام المياه الملوثة بالفضلات الآدمية في ري المحاصيل، أو استخدام تلك الفضلات كأسمدة، كما يمكن أن تنتقلَ بسبب العادات غير الصحية، كعدم الحرص على غسل اليدين بعد استخدام المرحاض.[4]

مراجع

  1. ↑ "Water pollution — overview", eea,15-3-2018، Retrieved 16-9-2018. Edited.
  2. ↑ "Water Pollution", thankyouocean, Retrieved 16-9-2018. Edited.
  3. ↑ Rosalind Stanwell Smith (1-5-2002), " World Water Day 2001: Pollution from Industry, Mining and Agriculture"، who, Retrieved 16-9-2018. Edited.
  4. ^ أ ب "Substances Causing Pollution in Rivers", waterwise, Retrieved 16-9-2018. Edited.
  5. ↑ Melissa Denchak (14-5-2018), "Water Pollution: Everything You Need to Know"، nrdc, Retrieved 16-9-2018. Edited.