بحث عن قصة نبي ورد ذكره في القرآن الكريم

بحث عن قصة نبي ورد ذكره في القرآن الكريم
(اخر تعديل 2024-06-13 21:42:02 )

الأنبياء

من المقرّر في الشريعة الإسلامية أنّ الإيمان بالأنبياء ركنٌ من أركان الإيمان الستة، ويتقرّر الإيمان بهم جميعاً دون الكفر أو الجحد بأحدٍ منهم،[1] وأطلقت العرب لفظ النبي على العلم من أعلام الأرض الذي يهتدي به الناس؛ لإصلاح حياتهم الدنيا والآخرة، وعُدّ الأنبياء -عليهم السلام- من أشرف خلق الله سبحانه، ونالوا المنازل العظيمة الجليلة في الدنيا والآخرة،[2] وفيما يأتي تفصيل قصص بعض الأنبياء.

يوسف عليه السلام

وُلد يوسف -عليه السلام- للنبي يعقوب -عليه السلام-، وقد مُنح يوسف الحُسن والجمال الفائق؛ إذ قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- عن جماله حين رآه ليلة الإسراء والمعراج بأنّه أُعطي نصف الحُسن، كما كانت ليوسف -عليه السلام- مكانةٌ خاصةٌ عند والده، ممّا جعل إخوته يكيدوا له؛ غِيرةً منه، وبدأت قصة يوسف -عليه السلام- بالرؤيا التي رآها وحدّث بها أبيه، فعلم حينها يعقوب أنّ ابنه يوسف سيكون له شأنٌ في يومٍ ما، وطلب منه كتمان أمر الرؤيا عن إخوته، إذ أحسّ يعقوب بمكر إخوة يوسف له، ومن شدّة مكرهم اقترحوا إبعاد يوسف عن نظر أبيهم، فرأى البعض منهم قتله، ورأى آخرون إبعاده إلى أرضٍ بعيدةٍ ليُفترس أو يموت، ورأى البعض إلقائه في البئر، وأجمعوا أخيراً على إلقائه في منطقةٍ مظلمةٍ من البئر يمرّ عليها القادم من فلسطين باتجاه مصر، وطلبوا من أبيهم أن يأخذوا يوسف معهم، فردّ عليهم بأنّه يخشى عليه من الذئب، فطمأنوه، وأخذوا يوسف معهم، وألقوه في ظلمات البئر، ورجعوا إلى أبيهم وأخبروه بأنّ الذئب أكل يوسف، فما كان من يعقوب إلّا أن أوكل الأمر لله، دون أن يجزع أو يتخبّط.[3]

لم تطل مدة مكوث يوسف في البئر؛ إذ بعث بعض المسافرين شخصاً يسقي لهم الماء، فألقى الدلو في البئر، وتعلّق به يوسف عليه السلام، وأخذوه وقدّموه لعزيز مصر بمقابلٍ بسيطٍ، وتعلّق قلب امرأة العزيز بيوسف، وفتنته، إلّا أنّه ثبت على الحق ولم يتزعزع، واعتصم بالله وامتنع عنها، فأمسكت بقميصه من الخلف حين أراد الهروب منها، ورأى العزيز ما كان، فاتُّهم يوسف بالفعل، ونطق شاهدٌ بأنّ القميص يُثبت الحقيقة، فثبت أنّ امرأة العزيز لاحقت يوسف وهو فاراً منها، وعلمن النساء بما فعلت امرأة العزيز، فأرسلت إليهنّ وأعطت كلّ واحدةٍ منهن سكيناً وشيئاً تقطّعه بها، وأخرجت إليهنّ يوسف، فانبهرن من جماله وقطّعن أصابعهن، وانتشر خبر براءة يوسف، فرأى العزيز وامرأته أن يسجنا يوسف هروباً من كلام الناس، وأحبّ يوسف السجن على مخالطة امرأة العزيز، وكان معه في السجن فتيان، ورأى كلٌّ منهما رؤيا، ففسّرهما لهما يوسف -عليه السلام- بعد أن دعاهما إلى توحيد العبادة لله سبحانه، وفُسّرت رؤيا أحدهما بالصلب وأكل الطير من رأسه، وفُسّرت الأخرى بالنجاة من السجن، وطلب يوسف من الناجي ذكره عند سيده بأنّه مظلومٌ، إلّا أنّ الشيطان أنسى الناجي ذكر يوسف، فمكث في السجن بضع سنين، إلى أن رأى الملك في منامه سبع بقراتٍ هزيلةٍ يأكلن سبع بقراتٍ سمانٍ، كما رأى سبع سنبلاتٍ يابساتٍ وأُخر خضر.[3]

طلب الملك من أشراف القوم ومفسّري الرؤى أن يفسّروا رؤياه، وقالوا له بأنّ ما رآه أضغات أحلامٍ لا تفسير لها، وتذكّر الناجي من السجن يوسف عليه السلام، وذكر له الرؤيا وفسّرها بأنّ السبع بقرات السمان والسنبلات الخضر دلالة على سبع سنواتٍ خصبةٍ، وأنّ السبع بقراتٍ الهزيلة والسنبلات اليابسات دلالة على الجدب والقحط، وبيّن يوسف للملك أيضاً خطةً لتجاوز المحنة التي ستصيبهم، وحين سمع الملك تفسير يوسف للرؤيا طلب منه أن يكون قريباً منه، إلّا أنّ يوسف طلب من الملك أن يُثبت براءته، وأثبت الملك ذلك، ثمّ أُخرج يوسف من السجن، ومكّن الله له في الأرض، وبعد ذلك أتوا إخوة يوسف إلّا بنيامين إليه ليأخذوا طعاماً مقابل بضاعةٍ يملكونها، وأوفى لهم في العطاء وطلب منهم أن يأتوا ببنامين في المرة القادمة، وأخبروا أبيهم بما حصل معهم، وطلبوا منه أن يأخذوا بنيامين معهم في المرة القادمة، وعاهدوه على حفظه والحرص عليه، وجعل يوسف الصواع في رحل أخيه بنيامين دون أن يراه أحد؛ ليبقيه عنده، ثم بدأ البحث عن الصواع في الرحال، وكان الجزاء بأنّ من وُجد الصواع في رحله أن يُجعل في خدمة الملك، وأُخذ بنيامين، ورجعوا الإخوة إلى يعقوب عليه السلام، وأخبروه بما حصل معهم، وطلب منهم العودة إلى عزيز مصر، ولما وصلوا علموا أنّه يوسف عليه السلام، وأعطاهم قميصه، وعادوا إلى أبيهم، وطلبوا منه الصفح والمسامحة، ثمّ عادوا جميعاً إلى مصر.[3]

أيوب عليه السلام

عُرف عن أيوب -عليه السلام- المال الكثير، بالإضافة إلى الأولاد والأهل، فابتلاه الله وامتنحه بأن سلب منه ذلك، بالإضافة إلى ابتلائه بجسده باستثناء قلبه ولسانه، وصبر على ذلك واحتسب الأجر من الله سبحانه، ولم يرعاه ويقوم على أموره إلّا زوجته، وعملت لدى الناس لتؤمّن نفسها وزوجها، واختلفت الروايات في تحديد مدة ابتلاء أيوب،[4] وكان كشف البلاء عن أيوب بعد أن تقرّب إلى ربه بالدعاء قائلاً: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)،[5] وكانت الإجابة من الله: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)،[6] فنبعت عين ماءٍ باردٍ، وأمره الله أن يغتسل من الماء ويشرب منها، ففعل، فأذهب الله عنه المرض والسقم الذي بدا عليه، وأبدله بالصحة والعافية، والحُسن والجمال الظاهري والباطني، والمال الكثير الوفير، وأخلف له في أهله،[7] وممّا يستفاد من قصة أيوب -عليه السلام- أهمية حمد الله وشكره في السراء والضراء، ممّا يعين القلب على الخلود إلى الراحة والأمان والاطمئنان، بالإضافة إلى بيان أهمية الصبر.[8]

المراجع

  1. ↑ مثنى الزيدي (5/11/2010)، "سلسلة اركان الايمان (4) الإيمان بالانبياء والرسل عليهم السلام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-9-2019. بتصرّف.
  2. ↑ عمر الأشقر (1983)، الرسل والرسالات (الطبعة الثانية)، الكويت: مكتبة الفلاح، صفحة 13-14. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت عبد القادر شيبة الحمد (2013)، قصص الأنبياء-القصص الحق (الطبعة الرابعة)، صفحة 131-159. بتصرّف.
  4. ↑ ابن كثير (1998)، تحفة النبلاء من قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، مكتبة الصحابة: الإمارات، صفحة 277-282. بتصرّف.
  5. ↑ سورة الأنبياء، آية: 83.
  6. ↑ سورة ص، آية: 42.
  7. ↑ د. أمين بن عبد الله الشقاوي (10/11/2014)، "قصة نبي الله أيوب عليه السلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-9-2019. بتصرّف.
  8. ↑ "قصة أيوب عليه السلام"، articles.islamweb.net، 10/08/2011، اطّلع عليه بتاريخ 29-9-2019. بتصرّف.