بحث عن الوحدة الوطنية

بحث عن الوحدة الوطنية

الوحدة الوطنيّة

كثيرًا ما نسمع عبارة الوحدة الوطنيّة تترددّ على ألسنة السّياسيين في معرض الحديث عن الحالة الاجتماعيّة في البلد، فمتى ما توفّرت تلك الحالة الإيجابيّة في المجتمع فهذا يعني أنّ البلد في حالة مستقرة سياسيًّا واجتماعيًّا، وإنّ وجود ما يسيء إلى الوحدة الوطنيّة في بلدٍ من البلدان من أفعالٍ أو أقوالٍ فهذا يهدّد تلك الحالة الإيجابيّة وربّما أدّى إلى كثيرٍ من الفتن والمشاكل بين مكوّنات المجتمع، فما هو تعريف الوحدة الوطنية؟ وما هي الأمور التي تحقق الوحدة الوطنيّة؟ وما هي الأمور التي تسيء لها؟

تعريف الوحدة الوطنيّة

تُعرّف الوحدة الوطنيّة بأنّها الحالة الاجتماعيّة والسّياسيّة في البلد، والتي تعبّر عن وحدة الشعب بمختلف شرائحه ومنابته على هدف واحدٍ وهمّ مشترك دون النّظر في اعتبارات اختلاف المنابت وتنوع الأصول، وخضوع جميع المواطنين في البلد للقانون والعدالة والمساواة بعيدًا عن التّمييز والمحاباة بناءً على الأعراق والأصول والدين؛ فحالة الوحدة الوطنيّة إذن هي حالة إيجابيّة يسعى المجتمع للوصول إليها حتّى يتجنّب المشاكل والقلاقل فيه .

متى تنشأ الحاجة للوحدة الوطنيّة

نشأت الحاجة الملحّة إلى الوحدة الوطنيّة في البلدان التي تنوّعت المنابع والأصول فيها، ففي الولايات المتّحدة الأمريكيّة على سبيل المثال اندمجت كثيرٌ من الأعراق المتنوّعة في هذا البلد وانصهرت لتكوّن تلك الدّولة القويّة، فسّكان الولايات المتحدة ومنذ نشأتها أتوا من بلدان مختلفة من أوروبا وإفريقيا وغيرها، وحينما وُضع الدّستور الأمريكي لم يميّز بين أصول الأمريكيّين حرصًا على الوحدة الوطنيّة بين مكوّناته، وقد استطاع السّاسة في الولايات المتحدة أن يرسّخوا مبادىء الوحدة الوطنيّة حقيقةً على أرض الواقع.

الأمور التي تحقّق الوحدة الوطنيّة

تُعتبر السّياسات المتّخذة في الدّولة من أهمّ الأمور التي تحقّق الوحدة الوطنية، فحينما يتضمّن دستور الدّولة نصوصًا جادّة في التّأكيد على الوحدة الوطنيّة والتّأكيد على معايير النّزاهة والمساواة بين المواطنين، ومساءلة من يتعرّض للوحدة الوطنيّة بالقول أو الفعل، وتنفيذ تلك السّياسات على أرض الواقع فإنّ ذلك يضمن بلا شكّ أن تتحقّق الوحدة الوطنيّة في البلد.

كما أنّ من الأمور التي تُحقّق الوحدة الوطنيّة تثقيف وتربية المجتمع على ما تضمّنته شريعة الرّحمن من توجيهات تدعو إلى الوحدة بين مكوّنات المجتمع المسلم دون محاباة أو تمييز؛ فالمسلمون سواسية كأسنان المشط، ولا فرق لغني على فقير ولا لقوي على ضعيف إلا بالتّقوى.

الأمور التي تسيء إلى الوحدة الوطنيّة

لا شكّ بأنّ هناك أمور تسيء للوحدة الوطنيّة في أي بلدٍ ومنها التّصريحات التي تدعو إلى التّمييز بين المواطنين بناءً على العرق أو الأصل، وهناك أفعال تسيء كذلك للوحدة الوطنيّة منها رفع شعارات العنصريّة والطّائفيّة.