الذبح بعد صلاة العيد

الذبح بعد صلاة العيد
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

ذبح الأضحية بعد صلاة العيد

لا يجوز ذبح الأضحية قبل طلوع فجر يوم النحر، كما أنّه لا يجوز قبل انتهاء صلاة العيد، حيث إنّ وقت الذبح يبدأ بعد الصلاة، سواء أكانت الخطبة انتهت أم لم تنتهِ بعد، وإن كان الإمام قد ذبح أو لم يذبح، فالمهم هنا أن لا يتم الذبح قبل الصلاة، وإن حصل ذلك فعلى من فعل أن يذبح غيرها، حيث روى جندب بن سفيان في قوله: (ضَحَّينا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُضْحِيَةً ذاتَ يومٍَ، فإذا أُناسٌ قد ذَبَحوا ضَحاياهم قبلَ الصلاةِ، فلما انصَرَف رآهُمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنهم قد ذَبَحوا قبلَ الصلاةِ، فقال : ( مَن ذبَح قبلَ الصلاةِ فليَذبَحْ مكانَها أُخرَى، ومَن كان لم يَذبَحْ حتى صلَّيْنا فليَذبَحْ على اسمِ اللهِ)،[1][2]أمّا من كانت صلاة العيد غير واجبة عليهم، كمن ليس لهم موطن، مثل من يعيش في الصحراء، فعليهم تقدير وقت انتهاء الصلاة من خلال مراقبة شروق الشمس، في حين أن بعض الأوطان يكون فيها تعدد في الصلوات، فيجوز الذبح لمن انتهت صلاته حتى وإن لم تنتهِ عند إمام آخر في نفس الموطن، وذلك عائد لتقدّم الصلاة،[3]في حين أنّ زمن الذبح قد اختلف فيه العلماء، فمنهم من قال إنَّ أيّام التضحية ثلاثة، هي يوم العيد وأوّل يومين من أيّام التشريق، فيما رأى آخرون أنّ زمن الذبح حتّى آخر أيّام التشريق، كما يجوز الذبح في الليل لأنّ مسمّى اليوم في اللغة يشمل الليلة.[2]

كيفية الذبح وصفاته

يكون الذبح بيد المسلم العاقل، فلا يذبح لغير الله وباسمه، وتكون آلة الذبح حادّة، وعند اختيار الأضحية عليها أن تكون من أكمل الأضاحي وأعظمها، ويتم الإحسان إليها وعدم تعذيبها، وإذا ما كانت الأضحية من الإبل فيتم نحرها واقفة ومعقولة في يدها اليسرى، أمّا إذا كانت من غير الإبل فيتم ذبحها وهي مضطجعة على جانبها الأيسر، ويكون في جميع الحالات متجه نحو القبلة فيبدأ بالتسمية بذكرالله قبل النحر، بالإضافة إلى ذكر اسم صاحبها فهذا من الآداب المستحبّة، وأن يدعو الله بالقبول، كما على من يذبح أن يُكمل شروط صحة الذكاة بإنهار الدم وقطع الحلقوم والمريء والعرقين الغليظين المحيطين بهما.[4]

شروط الأضحية

للأضحية شروط لصحّتها، فهي عبادة وتقرّب لله تعالى، فلن تكون أضحية إذا لم تكن خالصة لوجه الله تعالى، وعلى سنّة نبيه الصادق الأمين، ومن شروطها:[5]

  • أن تكون الأضحية ملك لصاحبها، كشرائها أو قبولها كهدية، ولا يجوز أن تكون معلّقة للغير كالرهن.
  • أن تكون من الأنعام، وهي الإبل والبقر والضأن والماعز بأنواعها.
  • أن يكون سن الأضحية مقبول شرعاً، فالإبل يكون خمس سنوات ودخل في السادسة، والبقر سنتان ودخل في الثالثة، والماعز من له سنة ودخل في الثانية، أمّا الجذع من الضأن فمن له ستة أشهر.
  • أن تكون سليمة من العيوب، وهذه العيوب العمى أو العور، ومن ظهر عليه المرض، والأعرج الذي لا يستطيع السير مع السليم، والهزيل الذي لا مخ فيه.

ماهية الأضحية وحكمة مشروعيتها

الأضحية في اللغة هي ما يُذبح في أيّام عيد الأضحى، وتعني في الاصطلاح ما يُذبح من الأنعام في يوم الأضحى إلى آخر أيّام التشريق، تقرّباً لوجه الله تعالى، وهي سُنّة مؤكّدة في رأي جمهور الفقهاء،[2]وقد شرع الله تعالى الأضحية إحياءً لسنّة نبيه وخليله سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما همّ بتنفيذ أمر الخالق جلّ وعلا في ذبح ابنه إسماعيل، ففداه الله تعالى بذبح عظيم، وذلك جزاء لهما على إطاعة أمره والامتثال له، وصبرهما على ذلك، كما أن في الأضحية شكر لله تعالى على ما منّ على الناس من نعم لا تُحصى، ومنها نعمة الحياة.[6]

المراجع

  1. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جندب بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 5500، صحيح.
  2. ^ أ ب ت "ذَبحُ الأضْحِيَّةِ"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-9-2018. بتصرّف.
  3. ↑ عبد الله بن جاسر (1969)، مفيد الأنام ونور الظلام في تحرير الأحكام لحج بيت الله الحرام (الطبعة الثانية)، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، صفحة 220، جزء 2. بتصرّف.
  4. ↑ سعيد بن وهف القحطاني، صلاة العيدين، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 134-145، جزء 1. بتصرّف.
  5. ↑ يحيى نعيم محمد خلة (16-9-2015)، "شروط الأضحية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-9-2018. بتصرّف.
  6. ↑ عَبد الله الطيّار، عبد الله المطلق، محمَّد الموسَى (2012)، الفقه الميسّر (الطبعة الثانية)، السعودية: مَدَارُ الوَطن، صفحة 118، جزء 4. بتصرّف.