التربية الذكية

التربية الذكية

التربية الذكية

تعرّف التربية على أنّها حُسن القيام على شؤون الطفل والإشراف عليه وتعهده، حتى يتجاوز مرحلة الطفولة، وتشمل أيضاً توجيه الناس بتدرج، والإشراف على سياستهم بما يحقق منفعتهم، وتقع مسؤولية التربية على كل من تولّى شأناً من شؤون الناس وقام على تدبيرها، وفي اللغة فإنّ مفردة (الربّ) مصدر يأتي بمعنى التربية، وهو: "تبليغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً"، وهذا يعني أنّ التربية بالأساس تقصدُ الاهتمام بشؤون النّشأ ضمن مراحل متدرجة حتى يصلوا إلى الكمال والنضوج المطلوب.[1] وفي هذا المقال، سنتناول بعض الخطوط الضرورية لتربية الأطفال في الأسر، تربية ذكيّة وناجحة.

وضوح الرؤية عند المربّي

ممّا يذهبُ إليه العاقل أنّ النتيجة المميّزة تحتاج إلى منهجٍ مميز وواضح، وكذلك التربية حتى تنجح وتُثمر لا بدّ أن يمتلك المربّون فيها خارطة طريق مبيّنة تحدد القيم والمبادئ والمفاهيم التي تسري في حدودها قافلة الأسرة، فوضوح الرؤيا وانطلاقها من مصدرٍ سليم يخلقُ جوّاً تربوياً آمناً وسعيداً ومستقراً يعين على تحديد الميزات ومواطن الخلل بسهولة.[2]

ثبات المرجعيّة

من سمات الأسرة السويّة، انتعاش أفرادها في جوّ روحاني مشترك وانتماء ديني واحد،[3] والذي يشكّل منبعاً للقيم والمعتقدات والمبادئ، وإليه تردّ كلّ شؤون الأسرة وأصولها في التعامل مع الآخر.[2] ولكنّ هذا لا يعني أن تفرض الواجبات الدينية قهراً على الأبناء، إذ إنّ هذا يعدّ نوعاً من الإساءة الروحية لهم كما يشوّه علاقتهم مع مصدر دينهم.[3]

الصبر ضرورة في العملية التربوية

إنّ حسن التعامل مع المواقف اليومية، والالتزام بالضوابط، والحكمة والتوازن، قيمٌ لا يتعلّمها الأطفال بمجرّد تلقيها، بل تحتاجُ حتى تثبت وترسخ أن تنضج على موقد الزمن بهدوء، وهذا يتطلب من المربّي أن يتسامح مع أخطائهم ولا يبالغ في التعنيف، ويحرص على التواصل الدائم لنقل المعارف والخبرات لهم، والإجابة على أسئلتهم برحابة وسعة.[4]

الثقة عنصر مهمّ للأمان

أن ينشأ الطفل في بيئة أساسُ العلاقات بين أفرادها حسن التعامل، يبني لديه أحساساً بالأمان ناتج من توقّع الخير من الآخرين، وبعبارة أخرى: يمتلك الطفل ثقة في تعامله مع أسرته، وهذه الثقة يترجمها الطفل لأمان يعد ضرورياً لنموّه النفسي والعقلي والاجتماعي، ويتوسّع هذا المفهوم فيما بعد ليساعد الفرد على بناء علاقات صحيّة مع الآخرين في المجتمع.[5]

المراجع

  1. ↑ د.حسن بن علي بن حسن الحجاجي (1988)، الفكر التربوي عند ابن القيم (الطبعة الأولى)، السعودية: دار حافظ، صفحة 156+157. بتصرّف.
  2. ^ أ ب د.عبد الكريم بكّار (2009)، مسار الأسرة (الطبعة الأولى)، السعودية: دار السلام، صفحة 9+10+11. بتصرّف.
  3. ^ أ ب د.أوسم وصفيّ (2009)، صحة العلاقات (الطبعة الثالثة)، صفحة 74. بتصرّف.
  4. ↑ د.عبد الكريم بكّار (2009)، مسار الأسرة (الطبعة الأولى)، السعودية: دار السلام، صفحة 18+19. بتصرّف.
  5. ↑ د.أوسم وصفي (2009)، صحة العلاقات (الطبعة الثالثة)، صفحة 72. بتصرّف.