مواصفات الرسول صلى الله عليه وسلم

مواصفات الرسول صلى الله عليه وسلم

الرسول عليهِ الصلاةُ والسلام

هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويرجع نسبه -عليه الصلاة والسلام- إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وكنيته أبو القاسم، ومن أسماء رسول الله: أحمد، والعاقب، والماحي، والحاشر، وقد اختلف أهل السير في تاريخ ولادته عليه الصلاة والسلام؛ حيث قيل إنه وُلد يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، وقيل في العاشر من ربيع الأول، وقيل في الثامن، وقيل في الثاني من ربيع الأول.[1]

مواصفات الرسول الخَلقية

وردت العديد من الآثار الصحيحة التي تبيّن جمال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكمال صفاته الخَلقية، فإن كان يوسف -عليه السلام- قد أُعطي شطر الجمال، فإن محمد -صلى الله عليه وسلم- أُعطي الجمال كلّه، وقد وصفه الصحابة -رضي الله عنهم- وصفاً دقيقاً، حيث رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (ما رأيتُ شيئًا أحسنَ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، كأنَّ الشمسَ تجري في وجهِه، وما رأيتُ أحدًا أسرعَ في مِشيتِه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، كأنما الأرضُ تُطوى له، إنا لنجهدُ أنفسَنا، وإنه لغيرُ مكترِثٍ)،[2] ووصف بعض الصحابة -رضي الله عنهم- وجهه بأنه يتلألأ تلألؤ القمر ليلة البدر، ومن صفاته الخَلقية أنه كان متوسّط القامة ليس بالطويل ولا بالقصير، أبيض البشرة مشرباً بالحمرة، مصداقاً لما رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: (كانَ رَبْعَةً مِنَ القَوْمِ ليسَ بالطَّوِيلِ ولَا بالقَصِيرِ، أزْهَرَ اللَّوْنِ ليسَ بأَبْيَضَ، أمْهَقَ ولَا آدَمَ، ليسَ بجَعْدٍ قَطَطٍ، ولَا سَبْطٍ)،[3] وكان واسع الجبين، أشكل العين، عظيم الفم، أبيض الأسنان، إذا تكلّم كأن النور يشعّ من فمه، مصداقاً لما رُوي عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ضَلِيعَ الفَمِ، أَشْكَلَ العَيْنِ، مَنْهُوسَ العَقِبَيْنِ).[4][5][6]

مواصفات الرسول الخُلُقية

شهد الله -تعالى- لرسوله -صلى الله عليه وسلم- بكمال الصفات وعِظم الأخلاق، حيث قال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[7] وهو ما جعل القلوب تتعلّق به وتتخلّى في سبيل حبّه عن كل ما يربطها بالجاهلية، وفيما يأتي بيان بعض الصفات الخلقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم:[8]

  • الصدق: يُعدّ الصدق من الصفات الأصيلة في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد عُرف في مكة قبل الإسلام بالصادق الأمين، وشهد له بهذه الصفة العظيمة العدو قبل الصديق، إذ لم يعهدوا عليه كذباً قط، وعرفوه صادقاً مع نفسه، وصادقاً مع ربه، ومع أهله والناس أجمعين.
  • الكرم: ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أروع الأمثلة في الجود والكرم، فقد كان -عليه الصلاة والسلام- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، ورُوي أنه كان يعطي بسخاءٍ من غير أن يخشى الفقر، أو يحسب له حساباً، وقد ربّى الصحابة -رضي الله عنهم- على خلق الجود والكرم، ووردت الكثير من الأحاديث التي تدلّ على ذلك، ومنها ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (لَوْ كانَ لي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا ما يَسُرُّنِي أنْ لا يَمُرَّ عَلَيَّ ثَلاثٌ، وعِندِي منه شيءٌ إلَّا شيءٌ أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ).[9][10]
  • الرحمة: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرحم الناس بأمّته، وكُتب السيرة والتاريخ مليئةٌ بالمواقف التي تبيّن رحمة النبي -عليه الصلاة والسلام- وعطفه على المسلمين، وقد شهد الله -تعالى- لنبيّه -عليه الصلاة والسلام- في القرآن الكريم بصفة الرحمة، حيث قال: (لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ)،[11] وقد فاقت رحمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل أحدٍ حتى وصفه الله -تعالى- بأنه أولى من المؤمنين بأنفسهم، حيث قال تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ).[12][13]
  • الشجاعة: صفة الشجاعة من الأخلاق العظيمة التي يتحلّى بها الرجال الأقوياء الذين لا يعرفون الخوف ولا يرضون العجز والخور، وقد حثّ الله -تعالى- عباده على التحلّي بهذه الصفة العظيمة، فالمؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثالاً يُقتدى به في الشجاعة والثبات، والمواقف في سيرته العطرة خير دليلٍ على ذلك، فعندما تآمر كفار قريش على قتله، وأحاط فرسانهم المدجّجين بالسلاح بمنزله، لم يرتعد له طرف، ولا ارتجف له جفن، بل كان ثابت القلب شجاعاً، حتى إنه نام في فراشه تلك الليلة، ثم خرج عليهم في منتصف الليل وحثا التراب على وجوههم ثم مضى في طريقه.[14]

رعاية الله للرسول

توفّي والد الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما كان الرسول في بطن أمّه آمنة بنت وهب، ولما بلغ السادسة من العمر توفّيت أمّه فعاش يتيم الأم والأب في كفالة جده عبد المطلب، ولما بلغ الثامنة من العمر توفّي جدّه فانتقل إلى كفالة عمّه أبو طالب الذي أكرمه وأحسن إليه، ونشأ محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكة برعاية الله تعالى، حيث عصمه من دنس الجاهلية، واشتُهر في قومه بحسن الخلق، حيث لقّبوه بالأمين، ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره تزوّج خديجة بن خويلد رضي الله عنها، وبُعث -عليه الصلاة والسلام- وهو ابن أربعين سنة، وكان أوّل ما نزل عليه قول الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ).[15][1]

المراجع

  1. ^ أ ب "اعرف نبيك -صلى الله عليه وسلم-"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-5-2019. بتصرّف.
  2. ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5732، صحيح.
  3. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3547، صحيح.
  4. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 2339، صحيح.
  5. ↑ أبو عبد الرحمن الشامي، "عظمة النبي محمد صلى الله عليه و سلم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-5-2019. بتصرّف.
  6. ↑ "الصفات الخَلْقية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورؤيته في المنام"، www.islamqa.info، 1999-6-25، اطّلع عليه بتاريخ 27-5-2019. بتصرّف.
  7. ↑ سورة القلم، آية: 4.
  8. ↑ محيي الدين محمد عطية (8-12-2016)، " أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-5-2019. بتصرّف.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2389، صحيح.
  10. ↑ "نماذج مِن كرم النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وجوده"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-5-2019. بتصرّف.
  11. ↑ سورة التوبة، آية: 128.
  12. ↑ سورة الأحزاب، آية: 6.
  13. ↑ أ.د. راغب السرجاني (7-12-2011)، "رحمة النبي بالضعفاء"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-5-2019. بتصرّف.
  14. ↑ "صور من شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم"، www.islamweb.net، 2008-4-10، اطّلع عليه بتاريخ 27-5-2019. بتصرّف.
  15. ↑ سورة العلق، آية: 1-4.