مراحل نمو الطفل بعد الولادة

مراحل نمو الطفل بعد الولادة

نمو الطفل وتطوره

يُصاحب نموّ الطفل وتطوره مجموعة من التغيّرات التي تحدُث ما بين الولادة والنُضج، وتُعتبر عملية نموّ الإنسان عملية مُعقدة، وطويلة، إذ يُصاحبُها تغيّرات في الشكل، وتكوين الأنسجة وتوزيعها مع نموّ الطّفل، ومثالُ التغيّرات التي تحدث مع نضوج الطفل زيادة كتلة العضلات نسبةً إلى مجموع كتلة الجسم الكليّة.[1]

مراحل نمو الطفل بعد الولادة

تبلغ مدّة الحمل حوالي تسعة أشهر في الحالات الطبيعيّة، ويُصاحب هذه المرحلة عدّة تغيّرات؛ ليست جسديّة فحسب، وإنّما قد تكون نفسيّة بحيث تشمل اختلاف مشاعر الأبوين، ومخاوفهم تجاه المولود الجديد، ومشاعر الأبوّة والأمومة، وبعد الولادة يدخل الطّفل بمراحل مختلفة متتالية من النمو كل منها يتطلب رعاية خاصة نظراً لاختلاف التغيّرات خلالها، وفيما يلي بيان لأبرز مراحل نمو الطفل بعد الولادة:[2]

السنة الأولى من العمر

تشهد السنة الأولى من عمر الطفل نطقه لأول مرة، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ معدّل النمو يختلف بين طفل وآخر، لذلك يجب عدم مقارنة نمو الطفل مع أقرانه من الأطفال من نفس الفئة العُمريّة، إذ إنّ بعض الأطفال ينطقون بكلماتهم الأولى خلال الأشهر الثمانية الأولى من حياتهم، في حين لا ينطق آخرون إلّا بعد مرور أكثر من سنة، وقد يبدأ الطفل بالمشي خلال أيّ وقت بين الشهر التّاسع والشهر الثامن عشر، وفيما يلي بيان لأبرز التغيّرات التي تُصاحب هذه المرحلة وفقاً للعمر بالأشهر:[3]

  • من الشهر الأول وحتّى الثالث: يتكيّف جسم الطفل ودماغه خلال هذه الفترة مع العيش في العالم الخارجيّ، وتشهد أيضاً عدّة تغيّرات تطرأ على الطفل، نذكر منها ما يلي:
  • من الشهر الرابع وحتّى السادس: خلال هذه الفترة يتعلّم الأطفال كيفية الوصول إلى العالم من حولهم والتّعامل معه، كما أنّهم يكونون قادرين على إتقان استخدام أيديهم، وإمساك الأشياء، واكتشاف أصواتهم، وفيما يلي بيان لأبرز التغيّرات التي قد تُلاحظ على الطفل خلال هذه الأشهر:
  • من الشهر السابع وحتّى التاسع: نذكر من التغيّرات التي قد تطرأ في هذه المرحلة ما يلي:
  • من الشهر العاشر وحتّى الثاني عشر: تُعتبر هذه المرحلة انتقالية، إذ تصل بين مرحلة الرضاعة ومرحلة الطفل المُتهادي (بالإنجليزية: Toddler)، وتجدر الإشارة إلى أنّ الطفل يتعلّم العديد من الأمور خلال هذه المرحلة، نذكر منها ما يلي:
  • الابتسامة.
  • رفع الرأس والصدر عندما يكون الطفل على بطنه.
  • قدرة العين على تتبّع حركة بعض الأجسام.
  • فتح اليدين وإغلاقهما، ووضع اليد على الفم.
  • مسك الأشياء بالأيدي.
  • التّدحرج من الخلف إلى الأمام والعكس، ويُذكر بأنّ التدحرج من الخلف إلى الأمام قد يحدث أولاً.
  • المناغاة، وقد يبدو وكأنّ الطفل يتكلّم لغة حقيقيّة.
  • الضحك.
  • إمكانية الوصول إلى الأشياء والإمساك بها، إضافة إلى استخدام اليدين للعب بالألعاب والأشياء الأخرى.
  • الجلوس مع الحاجة للمساعدة والقدرة على التّحكم بالرأس بشكل كبير.
  • البدء بالزحف، ويُذكر بأنّ بعض الأطفال قد ينتقلون إلى مرحلة المشي مُباشرة دون المرور بمرحلة الزحف.
  • الجلوس دون الحاجة للماساعدة.
  • الردّ على بعض الكلمات المألوفة كاسمه مثلاً، وإبداء ردود أفعال تجاه بعض الكلمات.
  • التّصفيق واللّعب بالألعاب.
  • تعلّم الاستناد على بعض الأشياء للوصول إلى وضعية الوقوف.
  • قد تبدو بعض كلمات المناغاة مفهومة خلال هذه المرحلة مثل كلمتي ماما وبابا.
  • القدرة على أكل بعض أنواع الطعام دون الحاجة للمساعدة.
  • التّحرك في أرجاء الغرفة على القدمين من خلال الإمساك بالأثاث للمساعدة على المشي.
  • النّطق بعدّة كلمات، وبحسب الدّراسات فبحلول عيد ميلاد الطفل الأول سيكون قادراً على نطق ثلاث كلمات في المتوسط.
  • الإشارة إلى الأشياء التي يُريدها بهدف جذب الانتباه.
  • التّظاهر باللعب، أو محاولة تقليد من حوله، كمحاولة التّحدث بالهاتف كما يفعلون.

الفترة بين السنة الثانية والثالثة من العمر

تشهد السنة الثانية حركة الأطفال حول الأشياء بشكل أكبر، بحيث يكونون على وعي بأنفسهم ومُحيطهم، وتزداد رغبتهم باستكشاف الأشياء والأشخاص الجدد، كما سيُظهر الأطفال أيضاً المزيد من الاستقلالية والاعتماد على النّفس وسيبدؤون بإظهار سلوك التّحدي، وسيكون الطفل قادراً على التّعرف على نفسه خلال الصور أو المرآة، كما يُلاحظ ميلهم لتقليد سلوك الآخرين خاصّة أولئك الذين يكبرونهم سنّاً، وفيما يتعلّق بالمهارات النّطقية فسيكون الطّفل قادراً على تشكيل العبارات والجُمل البسيطة والتّعرف على أسماء الأشخاص والأشياء المألوفة، كما تظهر قدرتهم على اتّباع التعليمات والتوجيهات البسيطة.[4]

وتشهد المرحلة ما بين السنة الثانية والثالثة وصول الطفل إلى مراحل مهمّة مُتعلّقة بكيفية اللعب، والتعلّم، والتّحدث، والتّصرف، والتّحرك، والتفكير، إضافة إلى تغيّرات اجتماعية وعاطفية كبيرة، وتزداد رغبة الطفل بالاستقلال والاعتماد على الذّات في هذه المرحلة.[5]

مرحلة ما قبل المدرسة

يُلاحظ تطوّر عدّة مهارات على الأطفال خلال مرحلة ما قبل المدرسة؛ أي في المرحلة ما بين الثالثة والخامسة من العمر، ومن هذه المهارات تسمية الألوان، وإظهار المودّة تجاه الآخرين، والقفز على قدم واحدة، وسيبدأ عالم الطفل بالانفتاح مع هذه المرحلة، إذ تزداد الاستقلاليّة والاعتماد على النّفس لدى الطفل ويبدأ بالتركيز أكثر على الأشخاص من خارج الأسرة سواءً البالغين أو الأطفال، كما يُلاحظ بأنّ رغبتهم بالاستكشاف والاستفسار عن الأشياء من حولهم تزداد أيضاً، وتبدأ شخصية الطفل وطرقه الخاصة في التفكير والتحرك بالتشكّل، وذلك من خلال تفاعلاته مع العائلة والأشخاص من حوله، وفي الحقيقة ينبغي بالأطفال خلال هذه المرحلة أن يكونوا قادرين على القيام بعدّة مهارات، منها:[6]

  • ركوب دراجة ثلاثية العجلات.
  • استخدام المقصات بشكل آمن.
  • ملاحظة الفرق بين الذكور والإناث.
  • المساعدة على ارتداء الملابس وخلعها.
  • اللعب مع الأطفال الآخرين.
  • تذكّر جزء من القصص عند سردها عليهم، والقدرة على ترديد الأغاني.

مرحلة الدراسة الابتدائية

تُمثل مرحلة الدراسة الابتدائية المرحلة ما بين سنّ الخامسة والثانية عشر من العمر، وتُعبّر عن مرحلة تطور وتقدم كبير بالنّسبة للطفل، وتجدر الإشارة إلى أنّ التغيّرات خلال هذه المرحلة تكون أكثر تدرجاً مع استمرار تفكير الطفل، وعواطفه، وجسده بالتّطور، وفي الحقيقة ينبغي زيارة الطبيب وإخضاع الطفل للفحوصات بشكل دوريّ خلال هذه المرحلة، والاهتمام بالمطاعيم الواجب إعطاءها للطفل بحسب العُمُر، حيث إنّ زيادة تفاعل الطفل مع أقرانه تجعله أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض، وتجدر الإشارة إلى ضرورة التّوجه للطبيب إذا ما شعر الأهل بأنّ الطفل يواجه مشاكل في النّمو، كما يُلاحظ بأنّ الطفل يقضي وقتاً أقل في المنزل خلال هذه المرحلة مقارنة بالمراحل السابقة، وهذا ما يتطلب اتّخاذ الإجراءات المُناسبة من قِبل الأهل خاصّة فيما يتعلّق بموعد النّوم والعادات الصحيّة، ويُنصح بتحديد أوقات مخصّصة للقراءة مع الأطفال للمساهمة في التطور المعرفيّ واللغويّ لديهم.[7]

مرحلة المراهقة

تُمثل المراهقة مرحلة بلوغ الشخص، وتُقسم المراهقة إلى ثلاث مراحل رئيسيّة؛ ألا وهي المُبكرة، والمُتوسطة، والمُتأخرة، حيث تبدأ المراهقة المُبكرة من سنّ الحادية عشر وحتّى الرابعة عشر، أمّا المراهقة المُتوسطة فتستمر من سنّ الخامسة عشر وحتّى السابعة عشر، في حين أنّ المراهقة المُتأخرة تستمر من عمر الثامنة عشر وحتّى الحادية والعشرين، ويُصاحب هذه المراحل تغيّرات عدّة، إذ ينمو الشخص فسيولوجيّاً، واجتماعيّاً، وفكريّاً، ونفسيّاً، وذلك بهدف بناء هويّة شخصيّة مستقلّة والتحضير لمرحلة الرشد.[8]

المراجع

  1. ↑ "Human development", www.britannica.com, Retrieved 7-9-2018. Edited.
  2. ↑ "Ages & Stages", www.healthychildren.org, Retrieved 7-9-2018. Edited.
  3. ↑ "Baby’s First Year: How Infants Develop", www.webmd.com, Retrieved 11-9-2018. Edited.
  4. ↑ "Toddlers (1-2 years of age)", www.cdc.gov, Retrieved 11-9-2018. Edited.
  5. ↑ "Toddlers (2-3 years of age)", www.cdc.gov, Retrieved 11-9-2018. Edited.
  6. ↑ "Preschoolers (3-5 years of age)", www.cdc.gov, Retrieved 11-9-2018. Edited.
  7. ↑ "K-8 (5 - 12 years)", www.northshore.org, Retrieved 11-9-2018. Edited.
  8. ↑ "Stages of Adolescence", www.healthychildren.org, Retrieved 11-9-2018. Edited.