مراحل نمو التعبير الفني عند الأطفال

مراحل نمو التعبير الفني عند الأطفال

رسوم الأطفال

تتطوّر مهارة الرسم عند الأطفال وتتقدّم مع مرور الوقت وزيادة العمر، حسب نموّ الطفل الحركي، والعقليّ، والجسدي، ففي عمر العامين يجرب التلوين باستخدام الألوان، وفي الثالثة من عمره يضبط رسومه أكثر، وفي الرابعة يبدأ بالرسم من خلال التخيّل، وفي عمر الخامسة يصبح أكثر وعياً بشخصه، ويعبر عن ذلك، ثمّ يبدأ الطفل باستخدام أقلام التلوين المائية التي يعبّر بها عن ذاته أكثر، وتجلب له البهجة والسرور، ومن ثم تتطور قدراتهم حسب التدريب والممارسة والميول.

مراحل نمو التعبير الفني عند الأطفال

مرحلة ما قبل الرسم

تسمّى بمرحلة الشخبطة، التي يعمل الطفل من خلالها على رسم بعض الخطوط العشوائية والتي تعبّر عما بداخله من مشاعر من غير هدف معين، ولا يحاول من خلالها إلاّ القيام ببعض اللعب، أو كنشاطٍ بدني ليثبت نفسه وقدرته على عمل شيء حركي، حيث إنّه عند انتهاء عامه الأوّل يبدأ بالإمساك بالورقة أو أيّ سطح يشبه الورقة، ليترك عليها رسوماته كحائط الغرفة، وهذا هو نقطة انطلاق الحركة وامتدادها لديه، فعند إمساك الطفل بهذه الأشياء ويحدث أثراً من هذا النوع في الرمل أو باستخدام التلوين والأقلام، وتلك الشخبطات العشوائية والفوضوية هو بداية الإبداع الخطي للطفل، وهذا التعبير العشوائي عن طريق اللعب أو ما يسمّى الخربشة يبدأ عند الشهر الثامن عشر، وهو لا يرسم بخطوط ثابتة لأنّه لا يرسم بدقّة إنّما يلعب ويلهو.

مرحلة الرسم

تسمّى بمرحلة التخطيط، أو مرحلة الصورة الفكريّة المرسومة، ويعمد الطفل من خلالها إلى الرسم بشكل غير منتظم، ويقلد الآخرين عند مسكهم للقلم وتحريكهم إياه بعفوية ولهو ولعب ليعبر عمّا يحتاجه، ثمّ يتطور لينتقل لشكلٍ واتجاهات عديدة كالرسم باتجاه أفقي أو باتجاه عمودي ومائل، وتعبّر عن مستوى الوعي والإدراك عند الطفل، وينتبه إلى مدى قدرته على إحداث الأثر في الورقة بيديه.

مرحلة الرسم التحضيري للأشكال

يبدأ في هذه المرحلة برسم الرموز ويخطّط بشكل دائري ومنوّع، وينتقل من مجرد اللهو واللعب إلى الرسم والتخيل الذي يعتمد على التفكّر بما حوله، وعلاقته بالحياة، ويعبّر عن هذه العلاقة بطريقة اللعب أو الرسم ، وكل هذا حَسْب عمر الطفل، وما يجول في خاطره وداخله.

مرحلة رسم الأشكال

يعبّر خلال هذه المرحلة عمّا يدور في داخله، ويرسم ما يعرفه وليس ما يراه، ثمّ يعتمد مع الوقت على البصر ليرسم، ويتحكم أكثر بيديه أكثر، ويعتمد على قدرته على الكلام والرسم والألعاب، ولا يقلد الكبار في رسوماته ولا يسعى إلى إبهارهم إنّما يعبر عما بداخله كنتيجة لنموّ الشخصية وتطوّرها.

مرحلة محاولة التعبير عن الواقع

عند تطور لغة الطفل ووضوحها أكثر ينعكس ذلك على رسوماته وألعابه، حيث نجد أنّ كلامه، ورسوماته، ولعبه أصبح مضبوطاً وله حدود جيدة، وفي هذه المرحلة يأخذ الطفل طابعاً خاصّاً به، وتظهر موهبته الخاصّة به، فبعض الأطفال يُظهر الألوان وبعضهم الآخر لا يظهرها، أو يأخذ كلّ الصفحة أو جزء منها ، فكلّ له أسلوبه؛ لأنّه يعبر عن اللغة الداخلية لديه.

كل مرحلة ينمو فيها الطفل يزيد إدراكه وفهمه للأمور أكثر، ويصبح تعبيره أفضل، سواء باستخدام القلم، أو من خلال الأنشطة الإبداعية التي تقدّمها الأم والمدرسة فمن خلال ذلك نستطيع اكتشاف شخصية الطفل وطريقة النمو الصحي له وللتعبير الفنيّ لديه.