الوقاية من إنفلونزا الخنزير

الوقاية من إنفلونزا الخنزير

إنفلونزا الخنازير

تعدّ إنفلونزا الخنازير (بالإنجليزية: Swin Flu) أحد الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي للإنسان، ويسببها فيروس إنفلونزا الخنازير بأنواعه المختلفة، وهي: H1N1،H1N2 ،H3N1،H3N2، الذي ينتمي لإسرة أورثوميكسوفيريداي (بالإنجليزية: Orthomyxoviridae)، ويصيب هذا الفيروس الحيوانات، ثم ينتقل عبرها ليصلَ الإنسان في حالات متفرقة، وبالأخص لمن يتعرضون للحيوانات المصابة، حيث ينتقل الفيروس عن طريق استنشاق الهواء المرافق لسعال أو نفث الحيوان المصاب، أو من خلال لمس الحيوان ثم لمس الفم أو الأنف، ومن الجدير بالذكر أن العلماء لم يتوصلوا للطريقة الأكثر شيوعاً لانتقال الفيروس، وفي معظم الحالات ينقل الشخص المصاب بالعدوى الفيروس للأخرين، وعلى الرغم من أنّ الإنسان يستطيع حماية نفسه من هذا الفيروس عن طريق فهم كيفية انتشاره والحيلولة دون وصوله إلى الجهاز التنفسي، وفقًا لما ورد عن خبراء إنفلونزا الخنازير في جامعة هارفرد، إلّا أنّ جسم الإنسان لا يستطيع تكوين المناعة الفاعلة ضده، .[1][2][3]

الوقاية من إنفلونزا الخنازير

مطعوم الإنفلونزا

يتوافر مطعوم إنفلونزا الخنازير (بالإنجليزية: Swine Flu Vaccine) بالشكلين الصيدلانيين الحقن وبخاخ الأنف؛ ويتمّ تصنيعه بالاستناد إلى أسس تصنيع لقاحات الإنفلونزا الموسمية؛ إلّا أنّه ينفرد باحتواءه على أجزاء من فيروس إنفلونزا الخنازير، أي أنّه يقي من الإصابة بإنفلونزا الخنازير دون غيرها وتحديداً الإنفلونزا الناتجة عن الإصابة بفيروس H1N1، وعلى نحو مماثل، فإنّ جميع لقاحات الإنفلونزا الأخرى لا تقي من خطر الإصابة بإنفلونزا الخنازير، ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد لقاح فعّال ضد السلالة الجديدة الناشئة من الفيروس حتى الآن، لذا يعدّ الحصول على مطعوم الإنفلونزا الموسمية ومطعوم إنفلونزا الخنازير أفضل طريقة للوقاية من كلا النوعين، وخاصّة لدى الرضع وكبار السن وذوي المناعة المنخفضة؛ إذ تكون الإنفلونزا الموسمية خطيرة في بعض الأحيان، وبالاعتماد على أنّ أفضل طريقة للوقاية من إنفلونزا الخنازير هي الحصول على المطعوم، فإنّه يُوصى بإعطاء المطعوم للفئات الآتية:[4][5][6]

  • الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة شهور وأربع سنوات.
  • كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن خمسين سنة.
  • الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة؛ كأمراض الجهاز التنفسي بما في ذلك الربو (بالإنجليزية: asthma)، وأمراض القلب والأوعية الدموية (بالإنجليزية: cardiovascular diseases) عدا الضغط (بالإنجليزية: hypertension)، والاضطرابات الكلوية، أو الكبدية، أو العصبية، أو الدموية، أو تلك المتعلقة بعمليات الأيض كالسكري (بالإنجليزية: diabetes) مثلًا.
  • الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة؛ سواء كان السبب هو تناول الأدوية المثبطة للمناعة أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: human immunodeficiency virus).
  • النساء اللاتي يتوقعن حدوث حمل خلال موسم الإنفلونزا.
  • الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye's syndrome) في حال إصابتهم بالتهاب فيروسي، وهم الذين تترواح أعمارهم بين ستة أشهر وثمانية عشر عامًا ويتناولون الأسبرين بشكل دائم.
  • سكان مرافق الرعاية؛ كدور رعاية المسنين.
  • الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة؛ بحيث يكون مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية:Body mass index) 40 كغ/ متر مربع أو أكثر.
  • مقدمو الرعاية للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن خمس سنوات بشكل عام والذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر بشكل خاص، وللكبار الذين تزيد أعمارهم عن خمسين سنة.
  • مقدمو الرعاية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية تزيد من خطر الإصابة بإنفلونزا الخنازير.
  • الهنود الحمر؛ سكان ألاسكا الأصليين.

وفي خضم الحديث عن مطعوم إنفلونزا الخنازير، يتوجب الحديث عن احتمالية وجود أعراض جانبية وآثار سلبية ناتجة عن الحصول على جرعة من المطعوم؛ حيث يُذكر أنّ احتمالية أن يسبب مطعوم الإنفلونزا خطرًا حقيقيًّا هو احتمال ضئيل؛ إذ تشبه أعراض مطعوم إنفلونزا الخنازير تلك الناتجة عن الحصول على جرعة من مطعوم الإنفلونزا العادية، وتتضمن هذه الأعراض الألم والاحمرار أو التورم في مكان الحقن، بالإضافة للشحوب وربما الإغماء خصوصًا لدى المراهقين، والصداع، وآلام العضلات، وارتفاع درجة الحرارة، والغثيان، وأمّا فيما يتعلّق بظهور ردود فعل تحسسية حادّة، فإنّها نادرة الحدوث وتظهر على هيئة صعوبة في التنفس، أو بحة في الصوت، أو صفيرٍ، أوظهور الشرية (بالإنجليزية: utricaria) على الجلد، أو الشحوب والضعف العام، أو الدوار، أو تسارع نبضات القلب، وفي حال حدوث أي من هذه الأعراض يجب استشارة الطبيب فورًا، وتجدر الإشارة بالذكر إلى أنّه لا ينبغي إعطاء مطعوم إنفلونزا الخنازير للأشخاص الذين يعانون من حساسية البيض أو بروتين الدجاج لإنّ اللقاح يتمّ تصنيعه في البيض بالاعتماد على وجود نوعين من المضادات الحيوية؛ البوليمكسين (بالإنجليزية: polymixin) والنيومايسين (بالإنجليزية: neomycin)، كما لا يجدر إعطاء اللقاح للأشخاص الذين يعانون من حساسية اتجاه اللقاح نفسه.[4]

اتخاذ الإجراءات الوقائية

يبرز دور المحافظة على النظافة الشخصية في الوقاية من عدد كبير من الفيروسات كفيروس إنفلونزا الخنازير وفيروس إنفلونزا الطيور، حيث أنّ اتباع الإجراءات الصحيّة بشكل دائم يساعد في التخلص من هذه الفيروسات ويوقف خطر العدوى حتى قبل بدء ظهور الأعراض، ويُنصح باتباع التدابير الاحترازية الآتية للحدّ من خطر الإصابة بانفلونرا الخنازير:[2][7][8]

  • استخدام المنديل عند السعال أو العطس: يحول استخدام المنديل دون تلوث اليدين برذاذ الفم أو الأنف، مع التأكيد على ضرورة التخلص من المنديل وطرحه في سلة المهملات، وفي حال عدم توافر المنديل يجدر الاستعاضة عنه بنسيج الملابس الذي يغطي منطقة المرفق وتجنب استخدام اليدين، ويذكر أنّ قناع الوجه يفي بهذا الغرض.
  • تجنب لمس الوجه:وخاصّة في مناطق الفم والأنف والعينين، مما يحول دون التقاط الفيروسات من الأسطح الملوثة ويمنع الإصابة بالعدوى.
  • تجنّب الأماكن المكتظة: لما للأماكن المكتظة من دورٍ في زيادة انتشار الفيروس.
  • تجنّب الاحتكاك المباشر بالأشخاص المصابين: بالإضافة إلى ذلك تجنّب المصافحة والتقبيل لما لهما من دورٍ في نقل الفيروس من شخص لآخر.
  • العناية بالأطفال ومراقبتهم: ويتضمن ذلك مراقبة الحالة الصحيّة للطفل، كظهور أعراض الإنفلونزا كالقشعريرة وارتفاع درجة الحرارة وسيلان الأنف والتعب، كما يشمل ذلك متابعة النظافة الشخصية للأطفال ومدى التزامهم بالتدابير الوقائية سابقة الذكر.
  • اللجوء إلى الطبيب: في حال ظهور أي من أعراض الإنفلونزا كالحمّى والتعب وسيلان الأنف، يُفضل استشارة الطبيب في أقرب وقت، حيث يمكن للطبيب أن يصف الأدوية المضادة للفيروسات، مثل: زاناميفير (بالإنجليزية: zanamivir) والأوسيلتاميفير (بالإنجليزية: oseltamivir)، والتي قد يُقلل استخدامها من فترة الإصابة بأعراض الحمى.
  • استخدام الأقنعة: على الرغم من تباين وجهات النظر حول ما إذا كانت الأقنعة تقي من الإصابة بإنفلونزا الخنازير أم لا، إلّا أنّه يُنصح بارتداءها عندما يكون الشخص مصابًا بإنفلونزا الخنازير بهدف احتواء الفيروس، وخاصّة عند ارتياد وسائل النقل العام، وتعود الفكرة في ارتداء القناع إلى كونه يقلل من انتقال الرذاذ ويحول دون لمس الأنف والفم وبالتالي يقلل من خطر العدوى، وبشكل عام تعتمد فعّالية القناع على جودته.
  • تعقيم اليدين: يعدّ تعقيم اليدين إحدى أهمّ الإجراءات الوقائية لمنع الإصابة بإنفلونزا الخنازير، وعادةً ما تتم هذه الخطوة باستخدام الماء والصابون، وفي حال عدم توفرهما يمكن اللجوء إلى استخدام جل معقم للأيدي أو منظفات الأيدي المحتوية على الكحول، كما يمكن استخدام المطهرات لتعقيم الأشياء التي تتعرض للمس من عدد كبير من الأشخاص؛ كمقابض الأبواب، ولوحات مفاتيح الكمبيوتر، وسلالم الأدراج، والهواتف، على الرغم من أنّه يُذكر أنّ هذه المطهرات غير فعّالة بشكل عام.

الوقاية من نقل إنفلونزا الخنازير للآخرين

بهدف الوقاية من انتشار إنفلونزا الخنازير، وتقليل فرص انتقال العدوى للآخرين، يٌنصح الأشخاص المصابون بأعراض الإنفلونزا كارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها، والسعال، والتهاب الحلق، وسيلان الأنف أو انسداده، وآلام الجسم والرأس، والتعب العام، والإسهال والقيء، يُنصح هؤلاء الأشخاص بتجنب مغادرة المنزل طيلة فترة ظهور الأعراض وحتى مرور 24 ساعة على الأقل على آخر ظهور لإحدى علامات الحمى، كأن تكون درجة حرارة الجسم أعلى من 37.78 درجة وذلك دون استخدام الأدوية الخافضة للحرارة، وتجدر الإشارة بالذكر إلى أنّ البقاء في المنزل يتضمن عدم الذهاب إلى العمل، أو المدرسة، أو حتى السفر.[5]

الأعراض المرافقة للإصابة بإنفلونزا الخنازير

تتشابه الأعراض التي تسببها الإصابة بإنفلونزا الخنازير مع تلك التي تسببها الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، وعلى الرغم من أنّ فيروس إنفلونزا الخنازير شكّل خطرًا حقيقيّا على حياة الإنسان على مستوى عالميٍّ في فترة سابقة من الوقت، إلّا أنّه وفي الوقت الحالي بات الأمر أقل خطورة؛ إذ تمّ تضمين لقاح إنفلونزا الخنازير مع لقاح الإنفلونزا الموسمية، ويمكن بيان الأعراض التي تسببها إنفلونزا الخنازير كما يلي:[9][10]

  • الأعراض الأكثر شيوعًا: تبدأ أعراض إنفلونزا الخنازير المشابهة لأعراض الإنفلونزا العادية بالظهور بعد يوم إلى ثلاثة أيام من الإصابة بالفيروس وتتضمن هذه الأعراض ارتفاع درجة الحرارة في الغالب أو انخفاضها، التعب العام وآلام الرأس والجسم، والتهاب الحلق، والسعال وانسداد الأنف أو سيلانه، والإسهال والقيء بين الفينة والأخرى والذي يعدّ أكثر شيوعًا في حالة الإصابة بإنفلونزا الخنازير.
  • الأعراض الأكثر خطورة: تتضمن الأعراض الأكثر خطورة والتي نادرًا ما تظهر عند الأطفال، التنفس السريع أو صعوبته، وازرقاق لون البشرة أو ظهورها بلون الرمادي، وعدم الحصول على كمية كافية من السوائل، وانعدام القدرة على الاستيقاظ أو التحرك، والانزعاج الواضح والاضطراب، وظهور الطفح الجلدي، أمّا عن البالغين فتتضمن الأعراض صعوبة التنفس وآلام البطن والصدر أو الإحساس بوجود ضغط في منطقة الصدر أو البطن، والشعور بالدوار والارتباك والقيء المستمر،وعلى الرغم من أنّ الأعراض المشابهة لأعراض الإنفلونزا العادية قد تتلاشى لبعض الوقت إلّا أنّها تعود أكثر شدّة من ذي قبل.
  • المضاعفات: في الغالب يتماثل معظم الأشخاص المصابون بإنفلونزا الخنازير للشفاء خلال فترة تتراوح بين بضعة أيام وأسبوعين وذلك منذ بدء ظهور الأعراض لأول مرّة، ولكن ولسوء الحظ قد يُصاب بعض الأشخاص بمجموعة من المضاعفات الخطيرة والتي قد يعاني منها بشكل خاص السيدات الحوامل والأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن خمس سنوات، والكبار الذين تزيد أعمارهم عن خمس وستين سنة وأولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالربو والسكري وأمراض القلب، وتظهر هذه المضاعفات على هيئة التهاب رئوي (بالإنجليزية: pneumonia) أو التهاب في القصبات الهوائية (بالإنجليزية: bronchitis) أو التهاب الأذن (بالإنجليزية: ear infection) أو الاضطرابات وحدوث نوبات من الصرع (بالإنجليزية: seizure)، أو ربما توقف التنفس (بالإنجليزية: respiratory failure)، إضافةً إلى تفاقم الحالة المرضية بشكل عام، ويجب التنويه إلى أنّه يُفضل مراجعة الطبيب فور ظهور الأعراض الاعتيادية على الأشخاص الأكثر عرضة لتفاقم الحالة المرضية، أما الأشخاص الأصحّاء فغالبًا ما يمكنهم التعافي وحدهم من خلال المكوث في المنزل حتى الشفاء وتجنب الاختلاط بالآخرين لمنع انتشار الفيروس، وفيما يتعلّق بالأطفال الرضع فيجب إسعاف الرضيع في حال تفاقمت حالته المرضية وأصبح غير قادرٍ على تناول الطعام أو عدم القدرة على إظهار الدموع عند البكاء، أو ظهور صعوبة في التتفس، أو كان لديه انخفاض في معدل التبول اليومي، وبشكل عام يجب الحصول على الرعاية الطبية فورًا في حال ظهور أي من المضاعفات سابقة الذكر وخصوصًا لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.

المراجع

  1. ↑ "Five ways to protect yourself from swine flu", www.health.harvard.edu,May, 2009، Retrieved September 7,2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Swine flu (H1N1 flu)", www.mayoclinic.org, Retrieved 19-9-2019. Edited.
  3. ↑ "Variant Influenza Viruses: Background and CDC Risk Assessment and Reporting", www.cdc.gov, Retrieved 19-9-2019. Edited.
  4. ^ أ ب Omudhome Ogbru"H1N1 Swine Flu Vaccines"www.rxlist.com, Retrieved September 7,2019. Edited.
  5. ^ أ ب Miranda Hitti (July 6, 2009), "Swine Flu: 10 Things Not to Do"، www.webmd.com, Retrieved September 7 ,2019. Edited.
  6. ↑ Charles Patrick Davis, MD, PhD, "Swine Flu (Swine Influenza A [H1N1 and H3N2)"]، www.medicinenet.com, Retrieved 19-9-2019. Edited.
  7. ↑ "Swine flu – protecting your family", www.mydr.com.au,July 16, 2011، Retrieved September 7, 2019. Edited.
  8. ↑ Jill Seladi-Schulman, PhD (16-5-2019), "Everything you need to know about swine flu"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 19-9-2019. Edited.
  9. ↑ Vincent Iannelli (June 25, 2019), "Symptoms of Swine Flu (H1N1 Flu)"، www.verywellhealth.com, Retrieved September 8, 2019. Edited.
  10. ↑ "Symptoms and Signs of Swine Flu", www.emedicinehealth.com, Retrieved 19-9-2019. Edited.