أعراض الجلطة بالرجل

أعراض الجلطة بالرجل

الجلطة في الرجل

تُعرف جلطة الرجل طبيّاً بالتخثّر الوريدي العميق (بالإنجليزيّة: Deep Vein Thrombosis)، وهو تجلّط يُعيق تدفق الدم في وريد عميق في الجسم، وعادة ما يكون الوريد في أسفل الساقين، أو الفخذين، أو حوض الجسم، وقد تُصيب أيضاً أوردة عميقة في أجزاء أخرى من الجسم؛ كالذراعين، والكبد، والدماغ، والأمعاء، والكلى. وبالرغم من أنّ جلطة الساق تُعدّ من الحالات الصحيّة التي يُمكن علاجها والوقاية منها، إلّا أنّ خطورتها تكمن في احتماليّة تطور المضاعفات والإصابة بالانصمام الرئويّ (بالإنجليزيّة: Pulmonary Embolism) نتيجة انتقال التخثّر عبر مجرى الدم إلى الأوعية الدموية في الرئتين، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات تُشكّل خطراً على حياة الإنسان في الرئتين وغيرها من أعضاء الجسم.[1][2]

أعراض الجلطة في الرجل

لا يُدرك الأشخاص في العديد من الحالات إصابتهم بجلطة الرجل إلّا بعد تطوّر الحالة والإصابة بالانصمام الرئوي؛ حيث إنّ الأعراض غالباً ما تظهر في 50% من الحالات فقط، وفيما يأتي بيان لبعض أهمّ الأعراض والعلامات المصاحبة للتخثر الوريدي العميق في الرجل:[2][3]

  • انتفاخ في إحدى القدمين، أو الكاحلين، أو الساقين.
  • تشنج وألم في الساق المصابة، وعادة ما يبدأ الألم في بطة الرجل أو الربلة (بالإنجليزيّة: Calf).
  • الشعور بألم شديد وغير مبرر في القدم والكاحل.
  • الشعور بأنّ جزءاً من الجلد يبدو أكثر دفئاً من المنطقة المحيطة به.
  • تغيّر لون الجلد في المنطقة المصابة؛ بحيث يُصبح شاحباً، أو مائلاً إلى اللون الأحمر أو الأزرق.
  • انتفاخ وزيادة سُمك الأوردة الدموية في المنطقة المصابة.

أسباب الإصابة بجلطة الرجل

عادة ما تنتج جلطة الرجل عن أسباب صحيّة تؤدي إلى إعاقة تدفق الدم وقدرته على التخثر بشكل طبيعيّ، وفيما يأتي نذكر بعضاً من أهمّ عوامل الخطورة التي يُمكن أن تزيد من احتماليّة الإصابة بجلطة الرجل:[4]

  • اضطرابات تخثر الدم الوراثيّة: قد يُصاب بعض الأشخاص بخلل في قدرة الدم على التخثر نتيجة عوامل وراثية، إلّا أنّها غالباً لا تسبب تجلّط الدم لوحدها، بل تستدعي وجود غيرها من عوامل الخطورة. وتجدر الإشارة إلى أنّ وجود تاريخ مرضي أو تاريخ عائلي للإصابة بالتخثر الوريدي العميق والانصمام الرئوي يزيد من خطورة إصابة الشخص بجلطة الرجل.
  • الراحة في الفراش لفترات طويلة: حيث إنّ عدم تحريك الساقين والعضلات لفترات طويلة يؤدي إلى عدم قدرة الدم على التدفق بالشكل الطبيعي وبالتالي تجلّطه، كما هو الحال عند بقاء المصاب بالمستشفى لفترات طويلة، أو عند الإصابة بالشلل (بالإنجليزيّة: Paralysis). كما أنّ الجلوس لفترات طويلة عند القيادة وعند ركوب الطائرة مثلاً قد يكون له نفس التأثير.
  • الإصابة الجسدية: إنّ الإصابة أو الجراحة في أحد أوردة الجسم تزيد من خطر تشكّل الجلطات.
  • الحمل: حيث إنّ الحمل يزيد من الضغط الواقع على الأوردة في منطقة الحوض والساقين، وتُعدّ الحوامل اللواتي ورثن أحد اضطرابات تخثر الدم أكثر عرضة للإصابة بجلطة الرجل مقارنة بغيرهنّ. وتجدر الإشارة إلى أنّ خطورة الإصابة لا تزول بانتهاء الحمل، بل عادة ما تكون الحامل مُعرّضة لخطر التخثر الوريدي العميق لمدة تصل إلى ستة أسابيع بعد الولادة.
  • الأدوية: قد تزيد بعض أنواع الأدوية قدرة الدم على التخثر كحبوب منع الحمل (بالإنجليزيّة: Oral Contraceptives)، والعلاج بالهرمونات البديلة (بالإنجليزيّة: Hormonal Replacement Therapy).
  • النظام الصحي والغذائي: تزداد خطورة الإصابة بجلطة الرجل نتيجة التدخين الذي يؤثر في تخثر الدم والدورة الدمويّة، كما أنّها تزداد نتيجة السمنة التي قد تزيد الضغط الواقع على الساقين والحوض.
  • العمر: تجدر الإشارة إلى أنّ الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً يُعدّون أكثر عرضة للإصابة بالتخثّر الوريدي العميق.
  • فشل القلب: (بالإنجليزيّة: Heart Failure)، يزداد خطر الإصابة بالتخثر الوريدي العميق وخطر الإصابة بالانصمام الرئوي في حال الإصابة بفشل القلب، وعادةً ما تكون أعراض الانصمام الرئويّ أكثر وضوحاً في هذه الحالة نتيجة القصور في عمل القلب والرئتين عند المصابين بالفشل القلبيّ.
  • السرطان: من الممكن أن تنتج جلطة الساق في هذه الحالة عن السرطان نفسه، أو عن الأدوية المستخدمة في علاجه.
  • داء الأمعاء الالتهابي: (بالإنجليزيّة: Inflammatory Bowel Disease)، يزداد خطر الإصابة بالتخثر الوريدي العميق عند الإصابة بأحد أمراض الأمعاء مثل: داء كرون (بالإنجليزيّة: Crohn's Disease) والتهاب القولون التقرحي (بالإنجليزيّة: Ulcerative Colitis).

علاج الجلطة في الرجل

يهدف علاج التخثر الوريدي العميق إلى تجنّب تطوّر وتقدم حالة الإصابة؛ وذلك بإبقاء حجم التجلّط كما هو وتجنّب تمدّده، ومنع انتقاله في مجرى الدم وبالتالي تجنّب وصوله إلى الرئتين والإصابة بالانصمام الرئوي. بالإضافة إلى ذلك، يعمل العلاج على الوقاية من أيّة إصابة لاحقة بجلطة في الرجل.[5]

العلاج الدوائي

غالباً ما يقوم علاج جلطة الرجل على تناول المريض لمجموعة من الأدوية تُعرف بمضادّات التخثّر (بالإنجليزيّة: Anticoagulants) أو المميعات والتي تمنع زيادة حجم التجلّط ومنع تكوّن غيره. وبالرغم من أنّ مضادات التخثر لا تعمل على إزالة التخثر المتكوّن بشكل مباشر، إلّا أنّها تعمل على إيقاف عمليّات التخثّر في الجسم وبالتالي إعطائه الفرصة لهدم التخثّر الموجود بشكل طبيعي. وفي الحقيقة هناك العديد من خيارات العلاج التي قد يوصي الطبيب بأخذها اعتماداً على عدة عوامل؛ كالحمل، والمخاطر الصحية على المصاب، والتاريخ المرضي للإصابة بالجلطات الدموية، إضافة إلى وجود أمراض أخرى يُعاني منها المريض. وفي العادة يحتاج المصاب إلى تناول مضادات التخثر لمدة لا تقل عن 3 أشهر، وفيما يأتي بيان لأهمّ هذه الأدوية:[2][6]

  • هيبارين (بالإنجليزيّة: Heparin).
  • وارفارين (بالإنجليزيّة: Warfarin).
  • ريفاروكسيبان (بالإنجليزيّة: Rivaroxaban).
  • أبيكسابان (بالإنجليزيّة: Apixaban).

العلاج غير الدوائي والمنزلي

بعد تناول العلاج الدوائي، عادة ما يُنصح المصاب باتباع بعض الخطوات الصحيّة التي تُساهم في العلاج الصحيح، وفيما يأتي نذكر بعضاً منها:[5][6]

  • ارتداء الجوارب الضاغطة: (بالإنجليزيّة: Compression Stockings)، في حال أوصى الطبيب بذلك تُلبَس هذه الجوارب في الساقين؛ من القدمين وحتى الركبتين يومياً ولمدة سنتين على الأقل، ويساعد ارتداؤها على منع تراكم الدم وتخثّره، بالإضافة إلى منع بعض الأعراض المصاحبة لجلطة الرجل كانتفاخ الساق.
  • ممارسة التمارين الرياضية والحركة: عادة ما يُنصح المصاب بممارسة التمارين كالمشي؛ لمنع تطور المضاعفات والوقاية من الإصابة بالتخثر الوريدي العميق مرة أخرى، كما ويُنصح الأشخاص اللذين قضوا فترة طويلة في السرير؛ نتيجة عمليّة جراحيّة مثلاً، بالبدء بالحركة بأسرع وقت ممكن.
  • رفع الساق: يُنصح المصاب عادة برفع الساق المصابة عند الراحة أو وضع وسادة أسفلها؛ وذلك لتجنّب الضغط وتراكم الدم في بطّة الرجل، ولتعزيز تدفق الدم.
  • مراجعة الطبيب بانتظام: تجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب بشكل دوري إضافة إلى الانتباه تحسّباً لحدوث النزيف الشديد عند الإصابة بكدمة أو بجرح؛ إذ إنّ الإصابة الطفيفة قد تتحول إلى إصابة خطيرة في حال تناول أدوية تخثر الدم.

فيديو عملية التروية الدموية للقدم

المراجع

  1. ↑ "Deep Vein Thrombosis (DVT)", my.clevelandclinic.org, Retrieved 17-1-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Deep vein thrombosis and pulmonary embolism", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-1-2019. Edited.
  3. ↑ "Everything You Want to Know About Deep Vein Thrombosis (DVT)", www.healthline.com, Retrieved 17-1-2019. Edited.
  4. ↑ "Deep vein thrombosis (DVT) Symptoms & causes", www.mayoclinic.org, Retrieved 17-1-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Deep vein thrombosis (DVT) Diagnosis & treatment", www.mayoclinic.org, Retrieved 18-1-2019. Edited.
  6. ^ أ ب "Treatment - Deep vein thrombosis", www.nhs.uk, Retrieved 18-1-2019. Edited.