أعراض مرض التوحد

أعراض مرض التوحد

مرض التوحد

يُعدّ مرض التوحد أحد الاضطرابات التطوّرية العصبيّة المتمثلة بتكرار الأنماط السلوكيّة، وحدوث اضطراب في التواصل الاجتماعي، والتفاعل مع الآخرين، وغالباً ما يتمّ تشخيص هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة، حيث إنّ أعراض المرض تظهر في العادة قبل سنّ الثالثة، وتنبغي الإشارة إلى أنّ مرض التوحد يُطلق عليه اسم اضطراب طيف التوحد، ويُعزى ذلك إلى أنّ مرض التوحد يضمّ طيفاً واسعاً من الأعراض المتنوّعة والمختلفة بالشِّدة، بمعنى آخر، لا يُمكن أن نجد طفلين مصابين بالتوحد يعانون من الأعراض نفسها، وهنا يُمكن القول بأنّ طيف التوحد يشمل عدداً من الاضطرابات المختلفة، مثل: متلازمة أسبرجر، واضطرابات الطفولة التحللية، واضطرابات نمائية شاملة غير محددة. أمّا بالحديث عن الاحصائيات المُتعلّقة بمرض التوحد، وبالرجوع إلى تقارير مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention)، نجد أنّ هناك حوالي واحد من بين كلّ 59 طفل في الولايات المتحدة مصاباً بالتوحد.[1]

أعراض مرض التوحد

تجدر الإشارة إلى أنّ هناك العديد من الأعراض التي قد تظهر على مرضى التوحد، وفيما يأتي نُجمل بعضاً منها:

  • أعراض تُؤثر على التواصل الاجتماعي مع الآخرين، مثل:[1]
  • أعراض تتمثّل بتكرار أمور معيّنة، والقيام بأشياء غير اعتياديّة، مثل:
  • تبنِّي نمط كلامي غير اعتيادي؛ كالتحدّث بنبرة شبيهة بصوت الرجل الآلي.
  • تجنُّب التواصل البصري مع الآخرين.
  • عدم استخدام لغة الرُّضّع الخاصّة في التواصل مع الوالدين.
  • عدم استجابة الطفل في حال مناداته باسمه.
  • حدوث تأخير في تطور مهارات الكلام لدى الطفل.
  • مواجهة صعوبة في استكمال الحوار.
  • تكرار الجمل باستمرار.
  • مواجهة صعوبة في فهم المشاعر، والتعبير عنها.
  • تكرار الحركات؛ كالاهتزاز من جانب لآخر.
  • ترتيب الألعاب أو الأشياء بطريقة منظّمة جداً.
  • الانشغال بالأشياء المحيطة؛ كالألعاب والأدوات المنزلية.
  • تناول أنواع معينة من الطعام دون الأخرى.[2]
  • الحساسيّة غير الطبيعية للضوء، والصوت، واللّمس.[2]
  • القيام بأنشطة قد تتسبّب الضرر لنفسه، كالعضّ وضرب الرأس.[2]

الوقاية من مرض التوحد

بالرغم من صعوبة تحديد الأسباب التي قد تكمن وراء الإصابة بمرض التوحد، إلا أنّ الأطبّاء يعتقدون أنّ العامل الجيني يلعب الدور الأكبر في زيادة خطر الإصابة بالتوحد، وبغض النظر عن السبب الدقيق الذي يكمن وراءه ينبغي القول أنّ هناك مجموعة من النصائح التي يُمكن اتباعها للتقليل من خطر الإصابة بالتوحد، ومن هذه النصائح نذكر ما يأتي:[3]

  • اتّباع نمط حياه صحّي: ويتضمّن ذلك ممارسة التمارين الرياضيّة، وتناول الطعام الصحي المتوازن، وإجراء فحوصات بشكل دوري، وتجنّب تناول المشروبات الكحوليّة بأنواعها، والأخذ بعين الاعتبار الرعاية الجيدة أثناء الحمل، والحرص على تناول جميع الفيتامينات، والمكمّلات الغذائيّة التي تحتاجها الأم الحامل.
  • تجنّب تناول الأدوية خلال فترة الحمل: حيث يجدر بالمرأة الحامل استشارة الطبيب حول إمكانيّة تناول أدوية معيّنة، خاصّةً وإنْ كان الأمر يتعلّق بالأدوية المضادة للتشنّجات.
  • علاج المشاكل الصحيّة: حيث يُنصح باستشارة الطبيب حول وجود مشاكل صحيّة معيّنة، بهدف السيطرة عليها وعلاجها، مثال ذلك معاناة المرأة من مشكلة بيلة الفينيل كيتون (بالإنجليزية: Phenylketonuria)، ومرض حساسية القمح.
  • أخذ المطاعيم: إذْ يُنصح بأخذ مطعوم الحصبة الألمانيّة قبل حدوث الحمل.

عوامل الخطورة

يُصيب مرض التوحد الأطفال من مُختلف الأجناس والأعراق، ولكن يُمكن القول بأنّ هناك عدد من العوامل التي قد تلعب دوراً هامّاً في زيادة خطر الإصابة بالتوحد، ومن هذه العوامل نذكر ما يأتي:[2]

  • جنس الطفل: تزداد فرصة تعرّض الأطفال الذكور للإصابة بالتوحد مقارنة بالإناث بنسبة 4 إلى 1 ما بين الذكور والإناث.
  • التاريخ العائلي: فوجود فرد مصاب بالتوحد في العائلة، يزيد من خطر ولادة طفل آخر مصاب بالتوحد أيضاً.
  • الإصابة باضطرابات أخرى: مثل متلازمة الصبغي س الهش (بالإنجليزية: Fragile X Syndrom)، والتصلب الحدبي (بالإنجليزية: Tuberous sclerosis)، ومتلازمة ريت (بالإنجليزية: Rett Syndrome)، حيث تزيد الإصابة بمثل هذه الحالات من خطر الإصابة بالتوحد، أو ظهور أعراض مشابهة لأعراض التوحد.
  • ولادة الطفل قبل أوانه: إذْ إنّ الولادة المبكّرة التي تحدث قبل إتمام الحمل للأسبوع 26، تزيد من خطر إصابة الطفل بالتوحد.

علاج مرض التوحد

العلاج الدوائي

في الحقيقة لا يوجد أيّ علاج في الوقت الحالي يُمكنه حلّ مشكلة التوحد كُليّاً، ولكن يُمكن القول بأنّ هناك عدد من الأدوية التي يُمكن استخدامها في حالات التوحد، والتي تساعد في تحسين نوعية الحياة لمريض التوحد والتخفيف من أعراض المرض؛ مثل: فرط النشاط، واضطرابات النوم، والاضطرابات المعوية، والقلق، والسلوك المتكرر. وبناءاً على ذلك فإنّ الأدوية المستخدمة في حالة التوحد تختلف بشكلٍ كبير من شخص لآخر؛ فاختيار العلاج يكون مُرتبطاً بطبيعة الأعراض التي يُعانيها مريض التوحّد، ومن الأدوية المستخدمة في هذه الحالة: أدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors)، والمنبّهات (بالإنجليزية: Stimulants)، ومضادّات القلق، ومضادّات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، ومضادات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotics).[4]

العلاج السلوكي

يُفيد العلاج السلوكي والتدخل المبكّر في تحسّن حالة مريض التوحد وعلاجه، وفيما يأتي نذكر مجموعة من الأساليب المتبعة في العلاج السلوكي:[1]

  • تحليل السلوك التطبيقي: (بالإنجليزية: Applied Behavior Analysis)، واختصاراً ABA؛ تهدف هذه الطريقة إلى تحفيز الأنماط السلوكيّة المرغوب فيها كمهارات التواصل، والذاكرة، والتركيز، وتحسين الأداء الأكاديمي، كما يهدف للتقليل من السلوكيات السلبية والمؤذية، وتقليل العزلة الاجتماعية. ويتمّ ذلك من خلال اتّباع المرشد النفسي أسلوب التعزيزات الإيجابيّة بعد أن يقوم بدراسة سلوكيات المريض، ومدى تأثير البيئة المحيطة على هذه السلوكيّات، وكيفيّة تعلّمه.
  • نموذج دينفر للتدخل المبكر: (بالإنجليزية: Early Start Denver Model)؛ فهو من طرق العلاج السلوكي، الذي يعتمد أسلوب اللّعب في دعم مهارات التواصل للطفل، وقدراته العقليّة، ويستهدف هذا الأسلوب الفئة العمرية التي تقع بين 1-4 سنوات.
  • العلاج الوظيفي: (بالإنجليزية: Occupational therapy)؛ يساعد العلاج الوظيفي مريض التوحد في تطوير المهارات التي تمكّنه من القيام بالمهام اليوميّة، وتعلّم الاستقلاليّة، والاعتماد على النفس، كارتداء الملابس، والاهتمام بالنظافة، وتعلُّم المهارات الحركيّة الدقيقة.
  • علاج النطق: يقوم المرشد بتعليم المريض كيفيّة ربط العواطف بتعابير الوجه، وكيفيّة تفسير لغة الجسد، والاستجابة للأسئلة، وتعليم المريض الفروقات البسيطة بالنغمات الصوتيّة، والعمل على تقوية الكلام وجعله أكثر وضوحاً.
  • برنامج علاج وتعليم الأطفال المصابين بالتوحد وإعاقات التواصل المشابهة: (بالإنجليزية: TEACCH)، وهو عبارة عن برنامج يساعد في دمج احتياجات طفل التوحد في بيئة الغرفة الصفية، مع التشديد على التعلّم البصري، ولفت الانتباه، والتعامل مع صعوبات التواصل.
  • العلاج السلوكي اللفظي: (بالإنجليزية: Verbal behavior therapy)، يُساعد هذا الأسلوب مريض التوحد على ربط اللّغة بالمعنى، حيث يقوم المرشد بالتركيز على سبب استخدام الكلمات، لا على الكلمات نفسها.

المراجع

  1. ^ أ ب ت Rachell Nall (20-11-2018), "What to know about autism"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Autism spectrum disorder", www.mayoclinic.org,6-1-2018، Retrieved 18-12-2018. Edited.
  3. ↑ "Can You Prevent Autism?", www.webmd.com, Retrieved 18-12-2018. Edited.
  4. ↑ "Autism Treatment Options", www.everydayhealth.com, Retrieved 18-12-2018. Edited.