أعراض دهون الكبد

أعراض دهون الكبد

مرض الكبد الدهني

يُعدّ الكبد ثاني أكبر الأعضاء الحيويّة في جسم الإنسان، ويقوم بالعديد من الوظائف المهمة في الجسم، مثل معالجة الطعام والشراب، وتصفية الدم من المواد الضارّة والسامّة، ويتمّ استخدام مصطلح مرض الكبد الدهنيّ (بالإنجليزية: Fatty Liver Disease) للتعبير عن تجمّع الدهون في الكبد بما يزيد عن الحدّ الطبيعيّ، إذ إنّ تجمّع كميّة كبيرة من الدهون في الكبد قد يؤدي إلى عدد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة، ويتمّ تقسيم مرض الكبد الدهنيّ إلى نوعين رئيسيين، مرض الكبد الكحوليّ، ومرض الكبد الدهنيّ اللاكحوليّ، وتجدر الإشارة إلى أنّ الحالات الخفيفة من مرض الكبد الدهنيّ يمكن علاجها من خلال إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة، وتناول بعض أنواع الأدوية، أمّا في حال تطوّر الحالة إلى مراحل متقدّمة فقد تؤدي إلى بعض المضاعفات الصحيّة الخطيرة، مثل التهاب الكبد، وتشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، والإصابة بسرطان الكبد، ومن الجدير بالذكر أنّ نسبة الأشخاص الذين يعانون من مرض الكبد الدهنيّ ارتفعت في الآونة الأخيرة، حيثُ تقدّر نسبة الأشخاص الذين يعانون من المرض في أوروبا وأمريكا بما يقارب 30%.[1]

أعراض مرض الكبد الدهني

يُعدّ مرض الكبد الدهنيّ من الأمراض الصامتة التي لا تصاحبها أيّ أعراض واضحة في معظم الحالات، أمّا في حال تطوّر الحالة والإصابة بالتهاب الكبد، فقد يعاني الشخص من التعب، والإعياء، وانتفاخ الكبد، والذي يمكن الكشف عنه خلال إجراء الطبيب للفحص السريريّ للشخص المصاب، كما قد يعاني من فقدان الوزن، والشعور بألم في منطقة البطن، بالإضافة للارتباك أو التشوّش، وفقدان الشهيّة، وفي حال الإصابة بتشمّع الكبد، أو فشل الكبد، قد تظهر على الشخص المصاب مجموعة من الأعراض الأخرى مثل تجمّع السوائل في منطقة البطن، والنزيف البطنيّ، والإصابة باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)؛ المتمثّل باصفرار لون الجلد ومنطقة بياض العينين.[1]

أسباب مرض الكبد الدهني

يُعدّ تناول الكحول السبب الرئيسيّ للإصابة بمرض الكبد الكحوليّ، إذ يقوم الكبد بتكسير الكحول للتخلّص من أثره السامّ في الجسم، وتنتج عن هذه العمليّة مجموعة من العناصر الضّارة التي بدورها تؤدي إلى الإضرار بخلايا الكبد، وتسبّب الالتهاب، وتثبّط قدرة الجسم الدفاعيّة، أمّا بالنسبة لمرض الكبد الدهنيّ اللاكحوليّ فلم يتمكّن العلماء إلى الآن من تحديد المسبّب الرئيسيّ للإصابة بالمرض، ولكن يوجد عدد من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، نذكر منها الآتي:[2]

  • المعاناة من السُمنة.
  • الإصابة بمرض السكريّ من النوع الثاني.
  • ارتفاع نسبة الدهون في الدم، مثل الكولسترول والدهون الثلاثيّة.
  • المعاناة من ارتفاع ضغط الدم.
  • فقدان الوزن بشكلٍ سريع.
  • التعرّض لبعض أنواع السموم.
  • المعاناة من أمراض العدوى، مثل التهاب الكبد الفيروسيّ ج (بالإنجليزية: Hepatitis C).
  • تناول بعض أنواع الأدوية، مثل الأدوية المستخدمة في علاج مرض السرطان، والكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids).
  • المعاناة من بعض الاضطرابات الأيضيّة، مثل متلازمة الأيض (بالإنجليزية: Metabolic syndrome).

تشخيص مرض الكبد الدهني

توجد عدد من الاختبارات التشخيصيّة التي يتمّ إجراؤها للمساعدة على تشخيص الإصابة بمرض الكبد الدهنيّ، وفي حال الشكّ بالإصابة بالمرض يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريريّ للكشف عن وجود انتفاخ في الكبد، والبحث عن العلامات الأخرى التي قد تدلّ على الإصابة بتشمّع الكبد، كما يقوم الطبيب بسؤال الشخص حول التاريخ الصحيّ، والأدوية التي يتناولها، وقد يحتاج الطبيب إجراء مجموعة من الفحوصات الأخرى؛ ومن هذه الفحوصات ما يلي:[3]

  • تحليل الدم: يتمّ إجراء عدد من تحاليل الدم للكشف عن الإصابة بالتهاب الكبد، والتحقّق من مستوى إنزيمات الكبد في الدم؛ التي في حال ارتفاعها قد تشير إلى حدوث ضرر في أنسجة الكبد، كما يتمّ الكشف عن مستوى الكولسترول والدهون الثلاثيّة في الدم.
  • الاختبارات التصويريّة: يساعد التصوير بالموجات فوق الصوتيّة على الكشف عن الإصابة بمرض الكبد الدهنيّ، كما يمكن اللجوء إلى التصوير الطبقيّ المحوريّ (بالإنجليزية: CT scan)، أو التصوير بالرنين المغناطيسيّ.
  • خزعة الكبد: في الحقيقة لا يمكن الوصول للتشخيص النهائيّ للإصابة بمرض الكبد الدهنيّ إلّا عن طريق أخذ خزعة من الكبد وتحليلها مخبريّاً، حيثُ يتمّ أخذ عيّنة من نسيج الكبد من خلال إدخال إبرة عبر جدار البطن وصولاً إلى الكبد.

علاج مرض الكبد الدهني

في الحقيقة لم يتمّ تطوير علاج دوائي فعّال لمرض الكبد الدهنيّ حتى الآن، وما زالت استخدام فيتامين هـ وبعض الأدوية قيد الدراسة والتجريب، ويتركّز العلاج على إجراء بعض التغييرات الصحيّة على نمط الحياة، ومحاولة خسارة الوزن، والامتناع عن شرب الكحول، كما قد يقوم الطبيب بتغيير نوع الدواء الذي يتناوله الشخص المصاب في حال الشكّ بتسبّبه بالمرض، ومن التغييرات الصحيّة التي يمكن إجراؤها للمساعدة على منع تطوّر المرض، أو علاجه في حال كان ضمن مراحله الأولى، نذكر ما يلي:[2][4]

  • اتباع نظام غذائيّ صحيّ: من خلال خفض كميّة ملح الطعام، والسكّريات، وتناول المزيد من الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة: تساعد ممارسة التمارين الرياضيّة على التخفيف من تجمّع الدهون في الكبد، وخسارة الوزن، كما تساعد على التخفيف من مشكلة مقاومة الإنسولين التي بدورها تلعب دوراً مهمّاً في الإصابة بمرض الكبد الدهنيّ.
  • الامتناع عن التدخين: يجب الحرص على تجنّب التدخين لخفض خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • استشارة الطبيب قبل تناول الأدوية: تجدر استشارة الطبيب قبل تناول أيّ من الأدوية، أو المكمّلات الغذائيّة، أو العلاجات العشبية، لما قد يكون لها من أثر يزيد من الضرر على الكبد.
  • الحرص على تلقي المطاعيم المناسبة: ينبغي الحصول على جميع المطاعيم التي تساعد على الوقاية من الإصابة بأمراض عدوى الكبد مثل التهاب الكبد الفيروسيّ، بالإضافة إلى مجموعة من المطاعيم التي تقي من الأمراض الأخرى، مثل عدوى الإنفلونزا والمكوّرات الرئويّة (بالإنجليزية: Pneumococcus).

المراجع

  1. ^ أ ب "Fatty Liver (Hepatic Steatosis)", www.healthline.com, Retrieved 8-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب "Fatty Liver Disease", medlineplus.gov, Retrieved 8-12-2018. Edited.
  3. ↑ Benjamin Wedro, "Fatty Liver"، www.emedicinehealth.com, Retrieved 8-12-2018. Edited.
  4. ↑ "Fatty liver", www.mydr.com.au, Retrieved 8-12-2018. Edited.