مدينة قنوات السورية

مدينة قنوات السورية
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

مدينة قنوات

مدينة القنوات أو كاناثا هي مدينة سورية أثرية تقع على بعد سبعة كيلومترات شمال شرقي منطقة السويداء الواقعة جنوب الجمهورية العربية السورية، على بعد خمسة وتسعين كيلومتراً جنوب شرقي دمشق، وهي محاذية للجانب الشمالي الغربي لسفح جبل العرب، بارتفاع يزيد عن ألف ومئتين وخمسين متراً عن سطح البحر.

تقسم مدينة القنوات إلى قسمين، مدينة عليا جنوبية، ومدينة سفلى شمالية، وهي مبنية بالكامل من الحجارة البازلتية السوداء مما منحها مظهراً جذاباً وغريباً.

أصل تسمية مدينة قنوات

وجد اسم كاناثا وهو الاسم القديم لمدينة القنوات على النقود والنقوش الرومانية القديمة، إذ كتب بجانب أسماء الأباطرة والقادة الذين حكموا هذه المنطقة آنذاك، فوجد اسم سبتيما كاناثا نسبة للإمبراطور سبتيموس سيفيروس، واسم غابينا كاناثا نسبة إلى الإمبراطور غابينوس.

امتد نشاط سكان مدينة كاناثا ليشمل كافة أنحاء الإمبراطورية الرومانية، حيث عثر على نصب كتابي يوناني في موقع قرب مدينة ليون بفرنسا يحمل تذكاراً لأحد تجار كاناثا آنذاك ويدعى تيم بن سعد، وهذا يؤكد وصول أهل مدينة القنوات بتجارتهم إلى أنحاء مختلفة من أوروبا.

أهمية مدينة القنوات التاريخية

تبرز أهمية مدينة القنوات التاريخية والحضارية من خلال انضمامها إلى اتحاد المدن العشر عام خمسين قبل الميلاد، بالإضافة إلى أنّها محطة تجارية مهمة تربط طريق دمشق والبصرى، وحكمت المدينة في ذلك الوقت بواسطة مجلس الشيوخ المحلي، بالإضافة إلى مسؤولين عن التموين، ومفتشين، وشرطة.

شهدت المدينة في القرن الأول الميلادي تطوراً كبيراً في مجال الزراعة، واستطاعت أن تشغل في العصر البيزنطي مركزاً أسقفياً ارتبط ارتباطاً وثيقاً بأنطاكية، كما شكلت مركزاً مهماً للحج المسيحي جانب مدينة السويداء.

آثار مدينة قنوات التاريخية

في المرحلة الواقعة بين عام ألف وتسعمئة وسبعة وتسعين، وألفين وسبعة عكفت بعثة سورية ألمانية على التنقيب في عدد من المباني المكتشفة في المنطقة، واستطاعوا أن يكتشفوا في تلك الفترة العديد من المعابد الأثرية المهمة ومنها:

  • مقبرة الأساقفة التي تعدّ من أهم الاكتشافات الأثرية التي وجدت في قرية القنوات عام ألف وتسعمئة وستين، حيث عثر فيها على أربعة نواويس حجرية مزخرفة بصور نباتية، وكتابات يونانية، وصلبان، ثمّ اكتشفت بعد ذلك منطقة المعابد، والكنائس وكان ذلك بين عامي ألف وتسعمئة واثنين وستين، وألف وتسعمئة وخمسة وستين، حيث وجد فيها بقايا لمعابد مسيحية مندثرة، تعود للفترة البيزنطية، والرومانية، إضافة إلى مجموعة من المنحوتات الصخرية التي تدل على حياة تلك الحضارات.
  • معبد زيوس ماجيستوس الذي يعود إلى القرن الثالث الميلادي.
  • معبد الإله تياندريوس المقام خارج أسوار المدينة والذي يرجع تاريخ بنائه للقرن الثاني الميلادي.
  • معبد حوريات الماء ويعود للقرن الثالث الميلادي، وكانت وظيفته تقديس الينابيع الأخرى.
  • المسرح الصغير الذي يقع شمالي معبد الحوريات، وخصص لإقامة الحفلات الموسيقية وكان يتسع لأكثر من ثلاثة آلاف شخص.
  • موقع المقابر الشمالية الذي كان أحد نتائج أعمال التنقيب الأخيرة، ووجدت فيه مجموعة من الأواني الفخارية، والزجاجية، ونقود فضية وبرونزية، وسلاسل مصنوعة من الخرز، وأساور وخواتم برونزية وفضيات، إضافة إلى رقاقات ذهبية، ومنحوتات بازلتية، وتماثيل، ووكتابات يونانية.