ورد في الأمانة قوله صلى الله عليه وسلم: (الخازنُ المسلمُ الأمينُ، الذي ينفذُ-وربما قال: يُعطي-ما أمر به، كاملًا موفرًا، طيبٌ به نفسَه، فيدفعه إلى الذي أمر له به، أحدُ المتصدقين)،[1] وقوله أيضاً: (أربعٌ إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حِفظُ أمانةٍ، وصدقُ حديثٍ، وحُسنُ خليقةٍ، وعِفَّةٌ في طُعمةٍ).[2]
الأمانة لغةً مصدر أَمُنَ، ولها عدة تعريفات، منها أنّها النزاهة، والصدق، والإخلاص، والوفاء، والثبات على العهد،[3] أمّا أصل الأمْنِ فهو الطُمأنينة الحاصلة في النفس، يصاحبها زوال الخوف، ومن هنا فإنّ الأمانة تُطلق على كل ما يؤمّن الإنسان عليه، أمّا اصطلاحاً فهي كلّ حقّ يلزم حفظه وأداؤه، وبها يتعفف الإنسان عن التصرف بالمال، أو ما يؤتمن عليه من عرض، أو حرم، مع قدرته على التصرف بها، ويرى الكفوي أنّ الأمانة تتعدى إلى كونها ما افتُرض على الإنسان من عبادات، كالصلاة، والصوم، والزكاة، وأداء الدين، ومنها الودائع، وأخصّها حفظُ الأسرار وكتمها.[4]
نذكر منها:[5]
إن تضييع المسلم للأمانة الموكلة إليه دليل على نقص في دينه وإيمانه، ويعود سبب تفريطه في حمل الأمانة وحفظها إلى سوء فهمه لمعنى الأمانة، وما ينتج عن تضيعها وعن التفريط فيها، من عذاب وعقاب ونكال في القبر، حيث ستسأله الملائكة عن تلك الأمانة والتفريط فيها وهو في قبره، ومن أسباب تضييعها أيضًا ضعف الوازع الديني، وانتقام المرؤوس من صاحب العمل.[6]