ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام عدة أحاديث تفيد الإخبار بظهور المهدي عليه السلام في آخر الزمان، حيث تكون مهمته أن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن امتلأت ظلماً وجوراً، ويمكث المهدي في الأرض سبع سنوات تخرج فيها الأرض خيراتها، ويفيض المال، كما صح عن النبي الكريم كذلك أحاديث فيها بيان لبعض صفات المهدي الجسدية وأنه أقنى الأنف، وأجلى الجبهة، يواطىء اسمه واسم أبيه اسم النبي عليه الصلاة والسلام واسم أبيه، ومن تلك الأحاديث التي صححها العلماء بخصوص ظهور المهدي: (يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً).[1][2]
قد تحدث بعض علماء الأمة عن توافر الأخبار والأحاديث التي وردت عن ظهور المهدي بما يفيد العلم اليقيني بظهوره، وأنَّ مجموع هذه الأحاديث بلغ حد التواتر المعنوي الذي جعل ظهور المهدي عليه السلام من معتقدات أهل السنة والجماعة، وبالتالي لا يجوز إنكار ظهوره، ومن قال بذلك من العلماء محمد السفاريني، والحافظ أبو الحسن الآبري، وقد أحصى العلامة الشيخ الشوكاني خمسين حديثاً نبوياً في ظهور المهدي وصفاته، منها ما هو صحيح ومنها ما هو حسن، ومنها ما هو ضعيف ولكن يجبر بروايات أخرى، بالإضافة إلى ما صح رفعه عن عدد من الصحابة من الأحاديث.[3]
أما الوقت الذي يظهر فيه المهدي عليه السلام فهو في آخر الزمان قبل أن ينزل عيسى عليه السلام من السماء، وعند اقتراب خروج الدجال، ومن العلامات التي تفيد ظهور المهدي حصول الاختلاف بين المسلمين عند موت خليفة حيث يظهر حينها المهدي ويبايع له الناس، وقد جاء في السنة أنَّ نزول عيسى عليه السلام يكون في زمن ظهور المهدي وإمارته.[4]