مدينة شرشال الجزائرية

مدينة شرشال الجزائرية

مدينة شرشال الجزائرية

مدينة شرشال هي مدينة ساحلية جزائرية، تبعد حوالي 100كم غرب العاصمة الجزائرية، ويحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب جبال الظهرة، ومن الشرق جبل شنوة، ومن الغرب مرتفعات تنس، واعتبرت شرشال من المدن المهمة جداً؛ بسبب موقعها الجغرافي المميز، وبلغ عدد سكانها بحسب الإحصائيات الأخيرة حوالي 30.000 نسمة، وسنعرفكم في هذا المقال على هذه المدينة الجميلة.

تسمية مدينة شرشال

اختلفت المصادر والمراجع حول أصل تسمية مدينة شرشال، فأرجعها البعض إلى أنها كلمة أمازيغية قديمة جداً، وهناك من يعتقد بأنها كلمة عربية تعني أن الشر غادر وانحل، وأُرجعت إلى هذا المعنى لأنه قيل بأن هذه المدينة لم تكن تنبت، وأن أرضها جافة، إلا أن هذا المعتقد يتعارض مع تاريخ المدينة التي كانت عاصمة بسبب اشتمالها على الأراضي الخصبة، والمياه الوفيرة، أما تفسير كلمة شرشال بأنها أمازيغية فيعود ذلك إلى تقسيمها إلى جزأين؛ فكلمة شر تعني الآثار، وكلمة شال تعني التراب، وهناك البعض ممن يقول بأنها كلمة أمازيغية تعني صوت الماء القوي.

تاريخ مدينة شرشال

عُرفت شرشال بأنها مدينة أمازيغية فينيقية، وكان يُطلق عليها آنذاك اسم إيول، وتطورت المدينة وازدهرت في عهد القرطاجيين، ثم خضعت شرشال لحكم ماسينيسا فأضحت واحدة من مدن النوميديين، واستولى عليها الرومان بعد انتصارهم على مملكة نوميديا، وفي عهد الملك يوبا الثاني أصبحت شرشال عاصمة لموريتانيا القيصرية، وتغير اسمها من إيول إلى قيصرية نسبة إلى الإمبراطور الروماني أغسطس قيصر، وجعل يوبا الثاني منها مركزاً للثقافة الأمازيغية التي جمعت بين اليونانية والرومانية، وفقدت قيصرية استقلالها في زمن الإمبراطور الروماني كاليجولا، وأُلحقت إلى روما.

دمر الوندال شرشال بعد ذلك، مما أدى إلى خضوعها للبيزنطيين الذين أعادوا إليها أهميتها ومكانتها، وعند زوال الفترة البيزنطية رجعت شرشال إلى الانحدار، وبعد الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا أطلق عليها اسم شرشال، وبرزت في هذه المدينة بعض قيادات حركة المقاومة الشعبية الجزائرية، ومنهم: محمد بن عيسى البركاني، حيث قاتل وقُتل في معركة الزمالة عام 1834م، وموسى بن علي بن حسين الذي يعود أصله إلى مصر، وهو شهير باسم الدرقاوي، أو بوحمار؛ لأنه كان يركب حماراً عند تجواله بين القبائل لحثها على الجهاد.

متحف شرشال

صمم متحف شرشال على النمط المغربي، وهو يحتوي على أربع أروقة توجد بداخلها نوافذ تُشرف على فناء، ويحتوي المتحف على أجمل القطع والتحف التي وجدت في المدينة، وهي تُحف تنمُّ عن ذوق رفيع، وتصميم دقيق مُتقن، وهي منحوتة من أفضل المواد وأجودها؛ كرخام كرارا الإيطالي، ومن هذه التحف تمثال أبولون الساطع، وديان الصيادة، إضافة إلى لوحات فسيفسائية جميلة.