صفات الجليس الصالح

صفات الجليس الصالح

الجليس الصّالح

الإنسان اجتماعيّ بطبعه، يميل إلى تكوين العلاقات في الحيّ، أو المدرسة، أو الجامعة، أو المسجد، أو العمل، ولأنّ للصّاحب تأثيراً كبيراً في صاحبه فيجب على كلّ إنسان أن يختار الجليس الصّالح الذي يُعينه على طاعة الله وينهض بهمّته إلى المعالي، ويبثّ فيه دوماً روحَ التفاؤل، حيث يقول النبيّ صلّى الله عليه وسلم: (إنَّما مثلُ الجليسِ الصَّالحِ والجليسِ السُّوءِ، كحاملِ المِسكِ ونافخِ الكيرِ. فحاملُ المسكِ، إمَّا أن يُحذِيَك، وإمَّا أن تَبتاعَ منه، وإمَّا أن تجِدَ منه ريحًا طيِّبةً. ونافخُ الكيرِ، إمَّا أن يحرِقَ ثيابَك، وإمَّا أن تجِدَ ريحًا خبيثةً)[صحيح مسلم]، ومن هذا الحديث نستدلّ على أنّه لا بدّ أن يحصل النفع في الدين والدنيا من الجليس الصّالح.

صفات الجليس الصّالح

  • يذكّرك بالله عزّ وجلّ، ويحدّثك عن نعمه، ويعينك على طاعته، حيث تشعر دائماً أنّه يقرّبك منه، كما ينصحك إن أخطأت، ويشجّعك إن أحسنت.
  • يحمل همّك، ويسعى إلى إدخال السرور إلى قلبك، وإذا رآك في مشكلة يعمل بكلّ وسعه على حلّها.
  • يدعو لك بالخير والسعادة.
  • يلبّيك عند الحاجة، ويقف معك في السرّاء والضرّاء.
  • يستمع إلى نصائحك، ويسعى إلى إصلاح أخطائه التي تنبّهه لها.
  • يسامحك على الزلّة، ولا يقف لك عند كلّ صغيرةٍ وكبيرة، بل يتغاضى عن عيوبك؛ لتستمرّ أخوّته معك في الله.
  • يمتلك عقلاً راجحاً، ويعينك برأيه السديد إن طلبتَ المشورة.
  • يُخلص في مودّته لك، ولا ينافق أو يُداهن.
  • يحفظ سرّك وكل ما تأتمنه عنده.

ثمار مجالسة الصّالحين

  • القرب من الله؛ بسبب حديثهم الدائم عنه وتأثيرهم الإيجابيّ في الإكثار من الطاعات والبعد عن المعاصي.
  • اكتساب محبّة الله تعالى؛ بسبب المحبّة فيه.
  • مرافقتهم في الجنة، وإن لم يصل العمل إلى مثل أعمالهم؛ لقوله صلّى الله عليه وسلم للرّجل الذي سأله عن السّاعة: (أنت مع مَن أحْبَبْتَ).
  • اكتساب شفاعتهم يوم القيامة.
  • الشعور بالأُنس في حضورهم، والإحساس بالسكينة وطمأنينة القلب.
  • النجاة من فزع يوم القيامة؛ لقوله تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف: 67].
  • الانتفاع بدعائهم في ظهر الغيب.
  • وصول بركتهم إلى من يجالسهم، والانتفاع بالخير والرّحمة التي تنالهم من الله تعالى.
  • الإحساس بوجود الإخوان المؤازرين وقتَ الشدّة.
  • الاطلاع على عيوب النفس؛ فالمرء عندما يصاحب الصّالحين ويرى همّتهم واشتغالهم في الطاعة، يشعر بتقصيره في حقّ الله، ويسعى إلى سدّ الخلل الحاصل منه في الطاعات والقرب منه جلّ وعلا.
  • الشعور بأهمّية الوقت وضرورة اغتنامه فيما ينفع؛ تأثّراً بمحافظتهم على أوقاتهم وحرصهم على عدم ضياع دقيقة واحدة منها.
  • التعرّف من خلالهم على جلساء آخرين أصحاب علم ومعرفة، ممّا يؤدّي إلى الاستفادة والانتفاع من علمهم.