الوعي هو كلمة تدل على ضمِّ الشيء واحتوائه، وفي اللغة العربية يكون وعي الشيء بحفظه وفهمه وتقبله، ومن هنا يمكننا القول بأنّه لا يوجد وعي بدون علم، فهما يرتبطان معاً طرديّاً وبشكلٍ قويّ، كما ويعبّر الوعي من ناحيةٍ أخرى عن الحالة العقليّة والإدراكيّة للعقل، تحديداً في اللحظات التي يكون فيها العقل على تواصلٍ مباشرٍ مع المحيط الخارجيّ باستخدام الحواس الخمسة، والتي تُمثل منافذ الوعي عند الإنسان، ومن ناحية علميّة يعكس الوعي الحالة العقليّة التي تميّز الإنسان، تحديداً المتعلّقة بملكات المحاكمة المنطقيّة، والشعوريّة، والعقلانيّة أو الحكمة، إضافةً للذاتيّة، والإدراكيّة الحسيّة التي تبين العلاقة بين الكيان الشخصيّ للإنسان ومحيطه الطبيعيّ أو الخارجيّ. وفي المحصّلة يمكن القول بأنّ ما يكوّنه الإنسان من مفاهيم، ووجهات نظر، وأفكار متعلّقة بالحياة والطبيعة المحيطة به، وقد يكون في هذه الحالة زائفاً أي يُنافي الواقع الموجود ولا يتطابق معه، أو جزئياً غير مطابق لبعض المفاهيم غير الشاملة لنواحٍ عديدةٍ من الحياة.[1]
يُصنّف الوعي إلى عدة أصنافٍ نتيجة اختلاف مدلولاته من مجالٍ إلى آخر؛ حيث يقرنه البعض باليقظة، في حين يقرنه البعض الآخر بالشعور، الذي يتضمن جميع العمليات السيكولوجية الشعورية، ولكن يمكن جعل الدلالة العامة للوعي على أنّه نشاط معين فكري، أو تخيلي أو يدوي يتمّ ممارسته، ومن هنا يُصنف الوعي إلى ما يلي:[1]
يرى هيغل بأنّ الإنسان هو المخلوق الوحيد الموجود الذي يستطيع أن يعي ذاته؛ لأنّه موجود كباقي الأشياء الأخرى الموجودة في الطبيعة، غير أنّه موجوداً لذاته وكيانه، أمّا باقي الأشياء فإن وجدت فهي موجودة نتيجةً لكيفية واحدة، ومن هنا يجب على الإنسان أن يعيش ويتعايش بوصفه موجوداً من أجل ذاته؛ كونه مدفوعاً لهذا الهدف سواء مما يتلقاه مباشرةً، أو ممّا يُعرض عليه خارجيّاً.[4]