مفهوم الاستنساخ في الإسلام
الإنسان
خَلَق الله تعالى الإنسانَ وكرّمَه وأحسنَ خلْقه وفضّله على سائرِ المخلوقات، وأوجد القَوانينَ والأنظمةَ التي تُحافِظُ على كرامته وعلى المقاصِدِ الشرعيّة وهي: الدّين، والنّفس، والعقل، والنسل، والمال؛ حيث حرّم الاعتداء عليها من قِبل الآخرين ومن قِبل الشخص نفسه، وميّزه بالعقل ليكون سبيلاً له لدخول الجنّة، ومن خلال هذا العقل بحث الإنسان عن كلّ ما هو جديد يفيده ويخلّصه من المشكلات، وقد أتاح له الشرع جميع سبل البحث العلمي لتطوير حياته، فكان لا بدّ من إدخال النتائج أو طرق البحث لغربال الشريعة للتأكّد من مطابقتها للشّرع أم لا، لأنّ أيّ شيءٍ يُخالِف الشّرع سيُسبّب الكثير من المُشكلاتِ والمفاسدَ للإنسانِ وللمحيطين به [1]
عندما ظهر مَفهوم الاستنساخ فإنّه أحدث ثَورةً في مجال علم الجينات، كما أنّه أصبح موضعَ اختلافٍ بين الناس في حرمته أو تحليل الشرع له؛ حيث يدخل من ضمن إيجاد خلايا جديدةً لم تكن موجودة وتؤدّي إلى وجود كائن حي جديد بطريقةٍ غير طبيعيّةٍ وربما ذلك قد يؤدي إلى التعدي على حياة البعض والإضرار بهم وهذا ما حرّمه الشرع.[1]
الاستنساخ
ممّا لا شكّ فيه وكما هو معروفٌ بأنّ الجنين يتكوّن في بطن أمّه من التقاءِ نطفة الزوج أو الحيوان المنوي مع نطفة الزوجة أو البويضة لتتكوّن البويضة المخصّبة أو الأمشاج، وعندما تنغرس هذه البويضة في رحم الأم فإنها تبدأ بالنموّ لتكوّن جنيناً وهو عبارة عن إنسانٍ ولكنّه صغير الحجم،[2] وتكون نطفة الرجل تحتوي على نصف عدد الكروموسومات وتحمل الصفات الوراثية للزّوج، وتحمل نطفة المَرأة نصفَ عدد الكروموسومات وتحمل هي الأخرى الصفات الوراثيّة للأمّ، وعند تخصيب البويضة فإنّها تحمل عدداً كاملاً من الكروموسومات وتحمل الصّفات الوراثيّة للوالدين.[3]
طرق الاستنساخ
الاستنساخ هو توليدُ كائنٍ حيّ أو أكثر بطريقتين؛ وهما:[4]
- الاستنساخ بالتّشطير: وهي طريقة فصل الخليّة المُخصّبة بعد تكوّنها بشكلٍ كاملٍ إلى أكثر من خليّة من خلال تحفيزها للانقسام والتمايز ومن ثمّ فصل هذه اللقائح اصطناعيّاً لتتكوّن لدى الإنسان توائم متماثلةٍ، وقد جرى تطبيق ذلك على الحيوان وليس على الإنسان.
- النقل النوويّ أو الإحلال النووي للخليّة البيضيّة: حيث يتمّ أخذ المادة الوراثيّة على شكل نواةٍ من خليةٍ جسديةٍ كاملةٍ، ومن ثمّ إيداعها في بويضةٍ منزوعةِ النّواة، فتتكوّن لقيحة تحوي حقيبةً وراثيةً كاملةً، وبعد أن يتمّ غرسها في رحم الأمّ فإنّها تُنتج مخلوقاً كاملاً.
حكم الشرع في الاستنساخ
الحكم الشرعي للاستنساخ:[5]
- تحريم الاستنساخ للبشر بأي طريقةٍ تؤدّي إلى التكاثر البشريّ، وإذا حَصل تجاوزٌ في هذا الأمر لا بُدّ من عرض الأمر على اللجان لبيان أحكامها الشرعيّة.
- تحريم أيّ حالة يتمّ إدخال طرفٍ ثالثٍ فيها؛ فالتّزاوج لا يجوز إلّا بين الزوج والزوجة، ولا يجوز استخدام رحم امرأةٍ أخرى أو استخدام أيّ نطفةٍ من شخصٍ غير الزوجين.[6]
- يَجوز استخدام تقنيات الاستنساخ والهندسة الوراثيّة في الكائنات الحيّة الأخرى غير البشر لتحقيق المنافع ودرء المفاسد.[6]
المراجع
- ^ أ ب "حكم الاستنساخ البشري"، islamqa.info، 27-5-2001، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2018. بتصرّف.
- ↑ "كيف يتكون الجنين؟"، webteb، 30-11-2017، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2018. بتصرّف.
- ↑ "هل تعرفون ما هو دور الكروموسومات في الجسم؟"، صحتي، 18-2-2017، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2018. بتصرّف.
- ↑ "حكم الاسْتِنْسَاخُ "، طريق الاسلام، 9-6-2010، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2018. بتصرّف.
- ↑ سماحة المفتي العام الدكتور نوح علي سلمان (5-1-2010)، "ما المدى العلمي الذي يسمح به الدِّين في مجال الاستفادة من الاستنساخ؟"، دار الإفتاء، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب "حكم الاستنساخ"، المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، 12-5-2017، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2018. بتصرّف.