مفهوم النزعة الإنسانية

مفهوم النزعة الإنسانية

النزعة الإنسانية

تعتبر النزعة الإنسانية اتجاهاً فكرياً ظهر واكتمل في عصر النهضة الأوروبية، ويجتمع فيه الكثير من المذاهب الفلسفية والعلمية والأدبية والأخلاقية، وتمثل النزعة الإنسانية مذهباً فلسفياً أدبياً لا دينياً تغلب عليه النظرة المادية، وازدهرت النزعة الإنسانية في أوروبا، وللنزعة الإنسانية جذور وأسلاف ومن اول الإنسانيين (طاليس واكذينوفان) وهما يونانيين الأصل، ولا ننسى (بروتاجوراس) وهو احد السفسطائيين ومقولته الشهيرة أنّ: (الإنسان هو مقياس الأشياء)، وتطورت هذه النزعة حتى نضجت واكتملت في عصر النهضة الأوروبية، وكان تركيزها على الإنسان وتحريره من قيود العصور الوسطى، وسيطرة الكنيسة، وتبقى النزعة الإنسانية تعبيراً عن رأي شخصي أصله الإنسان.

مفهوم النزعة الإنسانية

تعددت معاني الإنسانية مما جعلها مصطلحاً غامضاً، وأول من استخدم هذا المصطلح هو المؤرخ الألماني جورج فويت في عام 1856م خاصةً في فترة عصر النهضة الأوروبية لوصف الحركة التي نمت وتطورت لإحياء التعليم الكلاسيكي في النهضة الإيطالية، وكلمة إنساني تعني الباحث العلمي أو المعلم حين ذاك في الأدب اليوناني، ثمّ من خلال الثورة الفرنسية وبعدها في ألمانيا إلى أن أصبح مصطلح الإنسانية مرتبطاً مع الفلسفة الطبيعية، بالإضافة إلى العلمانية، فالملاحظ أنّ النزعة الإنسانية من خلال ظهورها الأول ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالدعوة إلى تطوير وبناء النظم التربوية والتعليمية.

أهم مرتكزات النزعة الإنسانية

  • يجب على أي إنسان أن يستكشف ويجتهد ويبحث في سر وجوده وحياته.
  • تعتبر الحياة جميلة ويستحق أن يعيشها الإنسان بما فيها من تناقضات وصراعات.
  • يجب على الإنسان أن يتحلى بالأمل ويواجه الصعوبات والتحديات في الحياة.
  • يجب على الإنسان أن يولي اهتماماً أكبر بالمادة قبل الروح لأنّه الشيء الوحيد الذي يمكن أن يسيطر عليه.

مراحل وعصور النزعة الإنسانية

  • إنسانية عصر النهضة.
  • إنسانية عصر التنوير.
  • إنسانية القرن التاسع عشر.
  • إنسانية القرن العشرين.

سمات وخصائص النزعة الإنسانية

  • مخالفة للنظرة اللاهوتية للإنسان الذي تعتبره جزءاً من نظام إلهي، أما النظرة العلمية فتراه من النظام الطبيعي، فالنزعة الإنسانية تركز على الإنسان، والبداية تكون مع الخبرة الإنسانية.
  • القناعة بأنّ الفرد الإنساني ذو مكانة وأنّ احترامه واجب.
  • الأفكار المطروحة لا يمكن أن نعزلها عن إطارها الإجتماعي التاريخي من جهة، ولا يمكن اختزالها لتصبح مجرد عقلنة لمصالحها الطبقية أو الاقتصادية من ناحية أخرى.

النزعة الإنسانية هي ليست فلسفة مغلقة بل هي رؤية شخصية متنوعة الجوانب في عدة مجالات منها، الإجتماعي، والأدبي، والفلسفي، بالإضافة إلى السياسي، ومركز اهتمامها الإنسان، وتساعده على إطلاق قدراته ومواهبه، وترفض أشكال الإغتراب والاضطهاد، وتطالب باحترام كرامة الإنسان.