مفهوم العبادة وأنواعها

مفهوم العبادة وأنواعها

العبادة

خلق الله تعالى الإنسان وأحسن خلقه وميّزه بالعقل عن بقية المخلوقات وسخّرها لخدمته وذلك لتحقيق غاية شريفة وهي العبادة وعمارة الأرض، قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ*مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ*إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات: 56-58]، فمن خلال العبادة يتواصل الإنسان مع خالقه عز وجل دون وجود الوسائط، ولا تقتصر العبادة على الصلاة، والصيام، والزكاة وإنما مجالاتها كثيرة، ويمكن أن يسخّر العبد كل حركة من حركاته عبادة لله تعالى فيكتسب الأجر والثواب، فما هو مفهوم العبادة؟ وما أنواعها؟

مفهوم العبادة

  • العبادة لغة: هي الطاعة مع الخضوع، والتذلّل للغير بقصد تعظيمه، ولا يجوز فِعل ذلك إلا لله.
  • العبادة شرعاً: هي تعرّف بأنّها كلّ ما يحبه الله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة على حد سواء، وهي أعلى مراتب الخضوع والتذلل له عز وجل، حيث إنّ المقصود منها تعظيمه بأمره.

أنواع العبادة

  • العبادة القلبيّة: هي التي تقوم على التوحيد والإخلاص والتي لا يراها الناس.
  • العبادة البدنيّة: هي التي تعتمد على القيام بحركات مخصوصة في البدن مثل الصلاة والصيام.
  • العبادة الماليّة: هي الزكاة.
  • العبادة المشتركة بين الماليّة والبدنيّة: مثل حج بيت الله الحرام و الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس.

العبادة على أساس المنفعة

  • العبادة ذاتيّة المنفعة: هي التي ينفع فيها العبد نفسه فقط، مثل الصلاة، والصيام، والحج، وقراءة القرآن.
  • العبادة متعدية المنفعة: هي التي ينفع فيها العبد نفسه وغيره، كالزكاة مثلاً، فإنّ الغني يُخرج مقداراً من المال ويعطيه للفقير، وبذلك فإنّه ينفع الفقير ويكسب الأجر والثواب من الله تعالى، وتعدّ هذه العبادة أفضل من العبادة ذاتية المنفعة باعتبار أنّ أثرها أعم وأشمل، وطبعاً لا أحد ينكر فضل العبادة ذاتية المنفعة وأجرها العظيم عنده عز وجل.

العبادة على أساس التذلل الاختياري والاجباري

  • العبادة الكونيّة: هي الخضوع لأمر الله تعالى الكوني، وتخص جميع الخلق ولا تختص بفئة محددة دون عن غيرها، فهي تشمل المؤمن والكافر، قال تعالى: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا) [مريم: 93]، وهنا لا يحصل الإنسان على الحمد نتيجة القيام بهذه العبادة، لكن يمكن أن يحصل على الأجر والثواب عند الصبر على المحن والشدائد.
  • العبادة الشرعيّة: هي الخضوع لأمر الله تعالى الشرعي وهي مخصصة لمن آمن فقط، وأطاع الله عز وجل، واتبع الرسل والأنبياء، وصدّقهم، قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا) [الفرقان: 63].