مفهوم العبادة في الإسلام وخصائصها

مفهوم العبادة في الإسلام وخصائصها

مفهوم العبادة

لقد خلق الله تعالى الكون وكل شيءٍ يدل عليه، لذلك لابد من المسلم التفكر بخلقه عز وجل لمعرفة قدراته وتثبيت حبه في القلب، فالمسلم عندما يحب الله تعالى فإنه يطيعه في كل شيء ولا يحاول مخالفته فدائما يطيع المحب المحبوب.

فرض الله تعالى على المسلمين العبادات، وأعطاهم الفرص لزيادة الأجر والثواب من خلال النوافل والأعمال الصالحة، قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج:32]، فما معنى العبادات في الإسلام، وما أنواعها؟، وما هي الخصائص التي تتصف بها؟

تعريفات العبادة

  • العبادة لغةً الطاعة والتذلل، فيقال تعبّد فلان لفلان أي تذلل له، ويجب ألا تكون الطاعة إلاّ لله تعالى.
  • العبادة في الإسلام هي إظهار الخضوع والخشوع لله تعالى، بعد الايمان به عز وجل إيماناً مطلقاً وبما جاء به سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي طاعةٌ ممزوجةٌ بالمحبة والرغبة؛ فمن يؤدّي الطاعات من غير محبة الله تعالى فإنّه لم يكسب أجرها وثوابها، وقد بيّن الله تعالى في كتابه الكريم هذه العبادات، وفصّلها رسول الله صلى الله عليه وسلّم ووضّحها للناس حتى لا يلتبس الأمر عليهم.

أنواع العبادة في الإسلام

وتنقسم العبادات في الإسلام إلى نوعين هما:

  • العبادات التعامليّة وهي التي تختص بطريقة تعامل العبد مع الناس، فالمسلم يجب أن يتصف بالصدق والأمانة وتقديم الخير.
  • العبادات الشعائريّة وهي التي تختص بالفرائض التي فرضها الله تعالى مثل الصلاة والصيام والزكاة، وكذلك النوافل والأعمال الصالحة.

خصائص العبادة

للعبادة خصائص عدة منها:

  • الشمولية حيث إنّ العبادات في الإسلام جاءت شاملةً لجميع نواحي الحياة الدنيوية والحياة الآخرة.
  • الإخلاص لله تعالى في النية عند القيام بأيٍّ من العبادات، فلا يجوز الإشراك مع الله تعالى، مثل أنْ يصلي العبد أمام الناس ليقال عنه من المصلين، أو يذهب للقتال من أجل أن يقول عنه الناس شجاعاً وجريئاً ولا يخاف.
  • توقيفية؛ أي أنّ القرآن الكريم وضّحها وبيّنها وحددّها، وجاءت السنّة لتشرح كل ما يختص بها ولا يجوز إيجاد أيّة عباداتٍ لم ترد في القرآن.
  • مباشرِةً ولا تحتاج إلى وسيطٍ ليطّلع عليها الله عز وجل، فهي تُرفع من العبد إليه عز وجل مباشرةً، وقد ندد القرآن الكريم بالمشركين الذين حاولوا التوسط عند الله تعالى بتقريب القرابين لهم.
  • مراعاتها لطبيعة البشر من حيث القوة والضعف، وحالات النشاط والفتور، وقد أوجب على المسلم قدر استطاعته ولم يكلّف نفساً إلّا وسعها.