خطوات العمرة الصحيحة

خطوات العمرة الصحيحة
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

العمرة

تعتبر العمرة واحدةً من العبادات التي تقرب المسلم من الله تعالى، وتكسبه أجراً عميماً وكبيراً، وتغفر له ذنوبه وخطاياه؛ إن هو أخلص في أدائها، وصبر على مشقتها.

تعرف العمرة على أنها زيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة، من أجل أداء بعض المناسك الخاصة؛ كالطواف حول الكعبة المشرفة، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق والتقصير، وغيرها. وقد حبَّب الإسلام أداء العمرة للمسلمين المقتدرين، كما وردت العمرة في العديد من النصوص الشرعية؛ سواءً في كتاب الله تعالى، أو في سنة رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وفيما يلي طريقة أداء العمرة بشكل صحيح.

خطوات أداء العمرة

الإحرام

كباقي أنواع العبادات في الديانة الإسلامية، فإنّ الشروع في أداء مناسك العمرة يتطلب من المسلم عقد النية، وعقد النية للعمرة يعرف بالإحرام، ومن الأمور المستحبة قبل عقد النية للإحرام: الاغتسال، والتنظُّف، والتطيُّب، ثم بعد ذلك الإحرام عند الميقات المحدّد شرعاً.

الإحرام للعمرة لا يتم إلا من خلال لبس رداء، وإزار غير مخيطين للرجل، في حين تلبس المرأة ما شاءت من الثياب عدا القفازين، والنقاب، فإن أرادت ستر يديها، ووجهها، سترتهم بأيّ شيء آخر، كما ويُحرم المعتمر بعد صلاته لفريضة أو لإحدى النوافل الرواتب. من السنن الواردة في الإحرام، والتلبية بعده بالقول: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، والتلبية للرّجال تكون بصوت مرتفع، أمّا للنساء فبصوت منخفض، وتنتهي التلبية عند بدء المُعتمر بالطواف.

الطواف

الطواف هو أن يطوف المعتمر أشواطاً سبعة حول الكعبة المشرفة في المسجد الحرام؛ حيث تكون الكعبة عن يسار المعتمر، ومما يتعلق بالطواف من السنن أن يسارع المعتمر في مشيه مع حفاظه على خطواته متقاربة في الثلاثة أشواط الأولى، وأن يضع وسط ردائه تحت الكتف الأيمن في كافة أشواط الطواف، كما ويسن للطائف أن يقبل الحجر الأسود، وأن يلمسه بيده عندما يمرَّ به، فإن لم يستطع فبإمكانه ان يلمسه بعصاً يحملها أو ما يحلُّ محلَّها، ثم يقبل ما لمسه به، وإلا فإنه يشير إليه من بعيد بيده دون أن يقبلها.

من السنن الأخرى أيضاً لمس الركن اليماني باليد دون تقبيله، وفي حال عدم الاستطاعة الإشارة إليه من بعيد، بالإضافة إلى التكبير عند لمس الحجر الأسود، أو الإشارة إليه من بعيد، أما إن صادف وقت صلاة الجماعة وقت الطواف، فإن المعتمر يصلي مع المسلمين الصلاة، ثم يكمل طوافه بعد ذلك. هذا وتعتبر الطهارة واحدة من شروط صحة الطواف.

الصلاة بعد الطواف

من السنن أثناء أداة العمرة، الصلاة خلف مقام سيدنا إبراهيم -عليه السلام- بعد الانتهاء من الطواف؛ حيث يسنّ للمعتمر تلاوة قوله تعالى: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلىً) وهو في طريقه إلى المقام، أما إن لم يستطع الصلاة خلف المقام لسبب من الأسباب، فإنّ له أن يصلي في أي مكان من المسجد، ومن السنة أيضاً أن يقرأ المسلم في الركعة الأولى سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص. وبعد أن يفرغ من الصلاة، يتجه لشرب ماء زمزم، ثم استلام الحجر الأسود، ثم بعد ذلك إلى الصفا، حيث السعي.

السعي

السعي هو السير سبعة أشواط متتالية ابتداءً من الصفا، وانتهاءً بالمروة، ومما يتعلق بأداء هذا النسك الهام، قراءة الآية الكريمة: (إنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًاً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)، وهو في طريقه إلى الصفا، ليقول بعد أن يتلو الآية الكريمة السابقة، وفي بداية الشوط الأول: (أبدأ بما بدأ الله به).

كما ويسن أيضاً الصعود على الصفا، واستقبال الكعبة المشرفة، والنظر إليها، ورفع اليدين بالتكبير، والدعاء، فيقول: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده)، وبعد ذلك يدعو بما يريد، ثم يعيد التكبير السابق مرة ثانية، ويتبعه بدعائه الخاص، وأخيراً يكبر التكبيرة الثالثة، ويسعى نحو المروة، وعندما يصل المروة، فإنه يعاود القيام بما قام به، هذا ويختلف السعي عن الطواف في كون الطهارة لا تعتبر شرطاً من شروط صحته، غير أنه من الأفضل أن يكون المعتمر على وضوء خلال أدائه لهذه المناسك.

حلق الشعر

تعتبر هذه الخطوة، الخطوة الأخيرة التي تنتهي بها مناسك العمرة؛ حيث يجب على المعتمر الرجل حلق شعر الرأس، أو التقصير، غير أن الحلق أفضل، أمّا إن اختار التقصير فإنّه من الواجب عليه أن يقصر كافة أنحاء الرأس، وأن لا يقتصر تقصيره على جهة دون الأخرى. أما بالنسبة للمرأة، فإنها لا تحلق، بل تقص من ضفائر شعرها بقدر رأس أصبع، وبعد أن ينتهي المعتمر من كل ما سبق، فإنه يتحلل من إحرامه، معلناً انتهاء هذه العبادة، وراجياً من الله أن يتقبله عنده، وأن يجزيه خيراً عما قدم.