شجاعة أبي بكر الصديق

شجاعة أبي بكر الصديق

شجاعة أبي بكر الصديق في الدعوة

روت السيدة عائشة رضي الله عنها موقفاً يدل على شجاعة أبي بكر الصديق في الدعوة إلى دين الله تعالى، فقد اجتمع أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام يوما وكانوا تسعة وثلاثين رجلاً، فاقترح أبو بكر على النبي الكريم الظهور بعد الاختفاء، وعندما اقتنع الرسول الكريم بقوله خرج المسلمين وتفرقوا في نواحي المسجد، ثمَّ وقف الصديق خطيباً يدعو إلى دين الله تعالى، فثار عليه المشركون وضربوه ضربا شديداً حتى أغمي عليه من شدة الضرب، ثمَّ جاءت عشيرته فأجلوه من بين يد المشركين، وحملوه إلى أهله.[١]كما روى عروة بن الزبير موقفاً آخر يدل على شجاعة الصديق، فقد سأل يوماً ابن عمرو بن العاص عن أشد ما وجد النبي عليه الصلاة والسلام من المشركين، فذكر له أنَّ النبي كان يصلي في حجر الكعبة فجاء عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه على عنقه فخنقه خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر الصديق فوضع يده على كتف عقبة ثمَّ دفعه عن رسول الله وهو يقول: (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ).[٢][٣]

شجاعة أبي بكر في المعارك

قد شهد الإمام علي رضي الله عنه بشجاعة الصديق مبيناً أنه أشجع الناس بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وذكر موقفه في معركة بدر حينما وضع المسلمون للنبي عريشاً لحمايته من المشركين، فانبرى الصديق شاهراً سيفه يذود عن الرسول الكريم ويدفع عنه سيوف المشركين، وهو يضرب هذا، ويجأ هذا، ويتلتل هذا.[٣]

شجاعة أبي بكر عند وفاة النبي الكريم

قد ظهرت شجاعة أبي بكر الصديق حينما وصلته أنباء وفاة النبي عليه الصلاة والسلام فأقبل من مسكنه على فرس له، وعندما وصل بيت النبي نزل عن فرسه ثمَّ دخل على رسول الله، فأشاح عن وجهه وقبَّله وبكى، ثمَّ خطب في الناس قائلاً: ألا من كان يعبد محمداً فإنَّ محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإنَّ الله حي لا يموت، ولا شك بأَِن ثبوت القلب عند حلول المصائب هي شجاعة ورباطة جأش لا نظير لها، ولا توجد مصيبة أعظم على الأمة من مصيبة فقدان ووفاة النبي عليه الصلاة والسلام.[٤]

المراجع

  1. ↑ الشيخ فيصل الشدي ، "صديق الأمة والمواقف العظام "، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-11. بتصرّف.
  2. ↑ سورة غافر ، آية: 28.
  3. ^ أ ب "نماذج من شجاعة الصحابة رضي الله عنهم "الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-11. بتصرّف.
  4. ↑ "مواقف من شجاعة أبي بكر الصديق ورباطة جأشه رضي الله عنه "، إسلام ويب، 2011-5-17، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-11. بتصرّف.