تعريف أبو نواس

تعريف أبو نواس

أبو نوّاس

إنّ شاعر العراقِ في العصرِ العباسيِ الأوّلِ هو أبو نوّاس الحسنُ بنُ هانئ بن عبدالأول بن صباح الحكمي، الذي اختُلِفَ في زمنِ ولادتِه؛ فقد تحدّثَ البعضُ عن ولادتِه عامَ مئةٍ وستةٍ وثلاثين للهجرةٍ، وقِيلَ عامَ تسعةٍ وأربعين، فيما ذهبَ البعضُ، وتحدّثوا عن أنّه وُلِدَ عامَ خمسةٍ وأربعين، أو بعدها بثلاثِ سنواتٍ، ولم يكُن مولدُه فقط ما اختُلِفَ عليه، وإنّما ظهرَ الاختلافُ أيضاً في السنةِ التي تُوفِّيَ فيها؛ إذ تحدّثَ البعضُ عن وفاتِه عامَ مئةٍ وخمسةٍ وتسعين للهجرةِ، وقِيل سنةَ سبعٍ وتسعين للهجرةِ، إلّا أنّ المصادرَ أجمعَت على أنّ أصلَه من الأهوازِ.[1]

صفاتُ أبي نواس

إنّ الحديثَ عن صفاتِ أبي نوّاس الخَلقيةِ يستوجبُ إيرادَ ذِكرِ أبي الفرجِ الأصفهاني بأنّ أبا نوّاس كان أبيضَ البشرة، ذا جسمٍ حسنٍ، يلبسُ العمامةَ، والقلنسوةَ، كما ذكرَ ابنُ منظورٍ أنّه كان ذا جسمٍ نحيفٍ، وشعرٍ مُنسدِلٍ. أمّا صفاتُه الأخرى فقد ورد أنّه كان سريعَ البديهةِ، فكاهياً، خفيفَ الظلِّ، عدا عن رقّةِ طَبعهِ، ودهائِه، وكلامِه اللطيفِ. ومن الجديرِ بالذكرِ أنّ بعضَ المصادرِ تذكرُ تأثُّرَ أبي نوّاس بوالدتِه الفارسيةِ أكثرَ من والدِه ذي الأصولِ العربيةِ، والذي لم يعِش معَه طويلاً؛ فقد مات وهو صغيرٌ، وتربّى مع أمه، وهذا ما جعلَه يكره البداوةَ، والأساليبَ القديمةَ، ويتّجه إلى مظاهرِ الحضارةِ، ويحبُّ اللهوَ في حياتِه.[2]

شِعر أبي نوّاس

أصبحَ أبو نوّاس مرهفَ الشعورِ، يخشى الموتَ؛ فهو مُؤلِمٌ في نظرِه، وهذا الخوفُ جعلَه حكيماً يدعو الناسَ إلى طلبِ الرحمةِ؛ فكانَ شِعرُه فيه عِظَةٌ للناسِ، ونَدمٌ على ما فاتَ من هفواتٍ، والناظرُ إلى شِعرِ أبي نوّاس يراه جامعاً للنقيضَين: شعرِ اللهوِ والمَلذّاتِ، وشِعرِ الزُّهدِ والموعظةِ، وبشكلٍ عامٍّ، فإنّ شِعرَ أبي نوّاس يتّصفُ بالعفويّةِ، والانسيابِ، والمعاني الحكيمةِ،[3] فضلاً عن مقدرتِه على نَظمِ الشِّعرِ في مواضيعَ مُتعدّدةٍ، كالهجاءِ، والمدحِ، والعتابِ، والغزلِ، والزُّهدِ، والمراثي، وشِعر الخمريّاتِ، وغيرها، ومن أبرزِ ما قاله أبو نوّاس:[2]

لتلك أبكي ولا أبكي لمنزلةٍ

كانت تحلُّ بها هندٌ وأسماءُ

كانت تحلُّ بها هندٌ وأسماءُ

كانت تحلُّ بها هندٌ وأسماءُ

كانت تحلُّ بها هندٌ وأسماءُ

حاشا لدرةَ أن تُبنى الخيامُ لها

وأن تروحَ عليها الإبلُ والشاءُ

وأن تروحَ عليها الإبلُ والشاءُ

وأن تروحَ عليها الإبلُ والشاءُ

وأن تروحَ عليها الإبلُ والشاءُ

المراجع

  1. ↑ علي فاعور، ديوان أبي نواس، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 4-5. بتصرف.
  2. ^ أ ب عمر الطباع، ديوان ابو النواس، بيروت: دار الارقم بن أبي الأرقم، صفحة 14-18. بتصرف.
  3. ↑ حسن جعفر خريباني‎، أبو نواس - الحسن بن هانئ ، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 70-80. بتصرف.