تعريف الحديث الحسن

تعريف الحديث الحسن

تعريف الحديث النبوي

يُعرفُ الحديثُ النبويّ بأنّهُ كُلّ ما وردَ عن النبيّ مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام من أقوالٍ أو أفعالٍ أو تقارير أو صِفاتٍ خَلقيّة أو خُلُقيّة، أمّا الأقوال فهيَ كُلّ ما خرجَ من فِيِّ النبيّ الكريم صلّى الله عليهِ وسلّم وكُلّ ما يخرجُ منهُ من قولٍ هوَ حقّ ولا يخرجُ منهُ إلاَ الحقّ صلّى الله عليِهِ وسلّم، أمّا الأفعال فهيَ ما قامَ بهِ عليهِ الصلاةُ والسلام ورآهُ الصحابة يفعلها فرَووها عنه، والتقرير يُقصد بهِ ما كانَ في زمنِ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام فأقرّه أو رأى أحداً من أصحابهِ فعلهُ فأقرّهُ عليه، وكذلك صفاتهُ عليهِ الصلاةُ والسلام في أخلاقه وفي خِلقته هيَ حديثٌ يُروىَ عنهُ صلّى الله عليهِ وسلّم.

أهميّة الحديث النبويّ الشريف

والحديث النبويّ الشريف هوَ مصدرٌ أساسيّ من مصادر التشريع الإسلاميّ، ويُعدّ المصدر الثاني للتشريع بعدَ القُرآن الكريم، والحديث النبويّ يشرحُ القُرآن الكريم ويُبيّنهُ للناس ويوضّح الأحكام والقوانين من حيث الحلال والحرام وغير ذلك، ولأهميّته ولأهمية ما ينبني عليه فقد أعطى العُلماء الحديث النبويّ الشريف أقصى درجات الاهتمام والدراسة، فأسسوا ما يُعرف بعِلم الحديث والذي من خِلاله يتمّ معرفة درجات الحديث من حيث الصحّة والضَعف وغير ذلك الكثير من درجات وتصنيفات الحديث.

أقسام الحديث النبويّ الشريف

للحديث النبويّ قسمان رئيسيّان هُما المتن والسند، والمتن يُقصد بهِ نصّ الحديث الذي قالهَ أو فعله أو أقرّه أو وُصِفَ بهِ النبيّ مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام، بينما السند هوَ سلسلة الرواة الذين أوصلوا لنا هذا الحديث، فكانَ هذا الحديث مُسنداً عبرَ سلسلة من الرِجال فُلان عن فُلان حتّى يصلَ الحديث إلى مُنتهاه وهوَ سيّدنا مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام.

درجات الحديث النبويّ

للحديث النبويّ الشريف درجاتٌ أو أنواع من حيث القوّة والضعف وغير ذلك حتّى إنَّ بعضهُم قد أوصل هذهِ الدرجات إلى خمسة وستّينَ نوعاً أو درجة كما بيّن ذلكَ الإمام الحافظ ابن كثير والحاكم النيسابوري شيخ المُحدّثين، ومن هذهِ الأنواع: الصحيح، والضعيف، والحسن، والمتصل، والمرفوع، والمقطوع، والمنقطع، والمدلس، والشاذ، والمنكر، والمُرسل، والموقوف، وفي هذهِ المقال سيكون حديثنا عن الحديث الحسن.

الحديث الحسن

يقول جُمهور العُلماء إنَّ الحديث الحسن في الاحتجاج هو كالصحيح، وقد عرّفَ الإمام الترمذيَ الحديث الحسَن بقوله إنَّ الحديث الحسن (هوَ الذي لا يكون في إسناده من يُتّهم بالكذب –يعني من الرجال الذي رووا الحديث بالسند- ولا يكون حديثاً شاذّاً، ويُروى من غير وجه).

وقد ورد في حقّ الحديث الحسن العديد من التعريفات، وذلك لكونه يقع في وسط الحديث بين الصحيح والضعيف، لذا نجد لهُ تعريفاً أيضاً قالهُ الخطّابيّ: (هو ما عُرفَ مخرجهُ، واشتهر رجاله، وعليهِ مدار أكثر الحديث، وهو الذي يقبله العلماء ويستعملهُ الفقهاء).

لذلك نجد أنَّ جميع الفُقهاء قد احتجّوا بالحديث الحسَن، وأجمعوا على صحّته في الاحتجاج، فكانَ هذا ارتضاءً منهُم لرواية الحديث الحسَن، والأخذ بهِ وليسَ في هذا إشارة لضعفهِ على أيِّ حالٍ من الأحوال.