تعريف القرآن لغة واصطلاحاً

تعريف القرآن لغة واصطلاحاً

حياة الإنسان مع القرآن الكريم

أنعم الله -تعالى- على عباده بنعمٍ كثيرةٍ في الدنيا، منها: نعمة الحياة والعيش مع القرآن الكريم، حيث يحيا الإنسان في ظلّه، فينتاب المسلم شعوراً ممتزجاً بالسّعادة، والفرح، والطّمأنينة عند تلاوته، والحديث عنه، فيحمد الله -تعالى- على نعمة القدرة على تلاوة القرآن الكريم، والإقبال عليه، ويسعى المسلم دائماً على أن يغيّر نفسه، وحياته إلى الأفضل بعد تلاوته، وتدبّره خاصّة في شهر رمضان المبارك فهو فرصةٌ لقراءة القرآن الكريم كثيراً، فيحاول جاهداً أن يُكثر من ختم القرآن الكريم، لكن مع الحرص على فهم آياته، وتدبّرها، والعمل بها، واستشعار معانيها كما كان يفعل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وصحابته رضي الله عنهم، وبذلك يحقّق المسلم التغيير الذي يريد،[1] والواجب على جميع المسلمين قراءة القرآن الكريم، وإن كانوا كباراً في السّن عليهم المحاولة، والقراءة قدر المستطاع، حتى لو حصل بعض الخطأ أثناء التلاوة؛ فبذلك يتعلّموا القراءة الصحيحة، وليحرص المسلم ألّا يتوانى عن قراءة القرآن الكريم بل يسعى المسلم، ويجتهد في تلاوته فذلك من سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[2]

تعريف القرآن الكريم لغةً واصطلاحاً

تعريف القرآن الكريم يشتمل على شقيّن؛ الأول تعريفه في اللغة، والثاني تعريفه في الاصطلاح، وفيما يأتي بيان ذلك حسب تفسير العلماء:[3].[4]

تعريف القرآن الكريم لغةً

عرّف العلماء القرآن الكريم لغةً في تفاسيرهم، ومعاجمهم على حسب قولين، بيانهما على النحو الآتي:

  • القول الأول: أنّه اسمٌ من أسماء الأعلام، وليس مشتقّاً من أفعالٍ معيّنةٍ.
  • القول الثاني: أنّ لفظ القرآن الكريم مشتقٌّ من فعلٍ مهموسٍ، مثل: قرأ، واقرأ.

تعريف القرآن الكريم اصطلاحاً

القرآن في الاصطلاح هو كلام الله لفظاً، الذي أنزله على رسول الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم، الذي اصطفاه الله -تعالى- من بين الناس ليكون نبيّاً، ورسولاً للأمّة بأكملها، والقرآن يعدّ المعجزة الخالدة التي لا يستطيع أحدٌ من البشر الإتيان بمثلها، وهو المعجزة التي أيدّ الله -تعالى- بها رسوله الكريم؛ ليكون دليل صدقٍ له على دعوته، وهو المبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس، المتعبّد بقراءته، وتلاوته، وتدبّره، فمن يتلو القرآن، ويفهم معانيه من أجل الله تعالى، فسوف ينال الأجر العظيم، وهو الكتاب الذي نُقل بالتواتر.

الوسائل المُعينة على تدبّر القرآن الكريم

هناك طرقٌ عدّةٌ، ووسائلٌ يُمكن للعبد اتّباعها حتى يتدبّر، ويتلو القرآن الكريم حقّ تلاوته، ويحصّل من تلاوته فائدةً مرجوّةً، ومن هذه الوسائل:[1]

  • الاستعانة بكتب التفاسير المختلفة، فإذا استشكلت بعض المفردات أثناء التلاوة على التالي للقرآن، فعليه أن يقرأ تفسيراً لها حتى يكون على فهمٍ كاملٍ للآيات.
  • تلاوة القرآن الكريم بصوتٍ جميلٍ حسنٍ؛ حسب المستطاع.
  • الاستعانة بأصوات القرّاء عند سماع الآيات الكريمة، والإصغاء جيّداً، والابتعاد عمّا يُحدث تشتّتاً.
  • فهم الآيات التي لها ميزةً خاصّةً أثرّت في نفس القارىء، ثمّ معاودة ترديدها أكثر من مرّةٍ.
  • استشعار معنى الآيات الكريمة أثناء التلاوة، فيستشعر العبد أنّ هذه الآيات موجّهةً له.
  • استحضار صفات الله العظيمة الواردة في الآيات الكريمة التي يقرؤها.

أجر تلاوة القرآن الكريم

جعل الله تعالى لقارئ للقرآن الكريم أجوراً عديدةً، وفوائد تحصل له في حياته بفضل تلاوته للقرآن، منها:[5].[6]

  • ينجو الإنسان من التشبيه السيء الذي ذكره الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف، حيث قال: (إنَّ الذي ليس في جوفِه شيءٌ من القرآنِ كالبيتِ الْخَرِبِ).[7]
  • هداية العبد بتلاوة القرآن في دنياه؛ ليتبّع الطريق المستقيم، وحفظٌ له من الشقاء، والتعاسة، واتّباع سبيل الضلال، حيث قال الله تعالى: (إِنَّ هـذَا القُرآنَ يَهدي لِلَّتي هِيَ أَقوَمُ).[8]
  • تعمّ الطّمأنينة، والسّكينة، والهدوء في نفس قارئ القرآن.
  • تحصل البركة في المال، والأهل، وفي جميع جوانب الحياة.
  • حضور واجتماع الملائكة للمجالس التي فيها تلاوة القرآن الكريم.
  • ينال القارئ بكلّ حرفٍ يتلوه حسنةً، ثمّ تتضاعف الحسنة إلى عشر حسناتٍ، والله يُضاعف لمن يشاء.
  • يُحفظ العبد من الغفلة والضياع، بتلاوة القرآن.
  • سببٌ في بلوغ الدّرجات العلا من الجنة، والنّجاة من النار.
  • يُثاب المسلم على تلاوة القرآن، حيث إنّها عبادةٌ يتقرّب بها إلى الله تعالى.
  • يلبس حافظ القرآن تاج الوقار في الجنّة.
  • يذكر الله تعالى عباده التّالين للقرآن الكريم عنده.
  • يزداد علم العبد من خلال تفقّهه، وتدبّره للمعاني الواردة في الآيات الكريمة.
  • شفاءٌ للعبد من الأمراض بنوعيها؛ النفسيّة المعنويّة، فيكون الشفاء من الأمراض التي تُصيب القلب من الرياء، وما يتعرّض له ويسمع به من شبهاتٍ في دينه، والنوع الثاني: الأمراض الجسديّة المحسوسة، فيُشفى الإنسان من الأمراض البدنية التي قد تُصيبه بتلاوة آيات القرآن.[9]

آداب تلاوة القرآن الكريم

يستحبّ للمسلم عند تلاوة القرآن الكريم أن يتحلّى ببعض الآداب، وفيما يأتي بيان البعض منها:[10]

  • إخلاص النية لله تعالى، فلا يُقرأ القرآن للرياء أو السُمعة، ولا لموافقة حال الناس، بل يكون القصد لله تعالى، ولنيل مرضاته.
  • الطهارة، والوضوء، واستحباب التسوّك قبل البدء بالتلاوة.
  • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، بألّا يضرّ في الدين أو الدنيا.
  • البسملة قبل بداية كلّ سورةٍ، باستثناء سورة التوبة، وهي التي تسمّى بسورة براءة أيضاً.
  • استشعار معاني الآيات عند قراءتها، وتدبّرها .
  • سؤال الرحمة، والاستعاذة من النار، والخشوع والبكاء عند تلاوة القرآن.
  • السجود إذا وردت آياتٌ فيها سجدة، فيستحبّ أن يسجد المسلم عند قراءتها؛ فيكبّر، ويقول كما يقول بسجود الصلاة.

المراجع

  1. ^ أ ب عادل المحلاوي، "الحياة مع القرآن"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2018. بتصرّف.
  2. ↑ "فضل قراءة القرآن وتعلمه"، www.binbaz.com، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2018.بتصرف
  3. ↑ د.أمين الدويري (7-12-2016)، "التعريف بالقرآن الكريم لغةً واصطلاحاً"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2018. بتصرّف.
  4. ↑ د.عبد الله الشنقيطي (31-8-2008)، "في تعريف القرآن الكريم وذكر طرف مما يدل على فضله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2018. بتصرّف.
  5. ↑ د.مهران عثمان، "فضل تلاوة القرآن"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2018. بتصرّف.
  6. ↑ أحمد الشيباني (14-2-2014)، "فضل القرآن وفضل أهله وأهمية قراءته للمسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2018. بتصرّف.
  7. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2913، حسن صحيح.
  8. ↑ سورة الإسراء، آية: 9.
  9. ↑ فهد الشويرخ (23-5-2018)، "من بركات القرآن الكريم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2018. بتصرّف.
  10. ↑ محمد المهنا، "منْ فضائلِ القرآنِ الكريمِ وشيءٌ من آدابِ تلاوتِه"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2018. بتصرّف.