الفرق بين همزة الوصل و همزة القطع

الفرق بين همزة الوصل و همزة القطع
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الهمزة

يختلف علماء اللغة في تصنيف الهمزة، فعند القدامى تُعرَف الهمزة بأنّها حرف شديد، وللغة العربيّة ستة عشر مخرجاً، فالهمزة تخرج من أوّل مخارج الحلق الحلق من آخره، وتعدّ من أثقل الحروف في الحلق؛ إذ يثقل بها اللّسان، أمّا عند المحدّثين فالهمزة حرف مهموس؛ وذلك باعتبارها حرف لا يتذبذب في الحنجرة، وهو رأي يتوافق مع التجارب المخبريّة التي أجراها علماء غربيّون، ولكنّه أيضاً حرف انفجاريّ؛ أي أنّه يخرج بعد اندفاع الهواء الذي كان مضغوطاً بين الوترين الصوتيين، ويُعتبَر مخرجها من أقصى الحلق.[١] وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي الهمزة رمزاً من رأس الحرف (ع) بعد مرور قرنين على وضع حروف الهجاء.[٢]

أنواع الهمزة

للهمزة تسميات عديدة مُصنّفة بالاعتماد على وظيفتها أو موضعها في الكلمة اسماً كانت أم فعلاً، وتُصنّف لنوعين رئيسيين بالاعتماد على لفظها: همزة الوصل، وهمزة القطع، فهمزة القطع أصليّة وتقع في أوّل الكلمة ووسطها وآخرها، وتُرسَم وتلفظ أينما وقعت. أمّا همزة الوصل فتُعتبَر زائدة وموضعها أوّل الكلمة السّاكنة بحيث تثبت صورتها؛ أي تُرسَم ألفها لكنّها لا تلفظ.[٢]

همزة الوصل

همزة الوصل هي الهمزة التي لا تظهر إلّا على شكل حرف الألف، فتُكتَب ولا تُلفَظ إذا جاءت في وسط الجملة متل قولنا (محمد اجتهد)، فيُوصَل حرف الدال بحرف الجيم دونما وجود أيّ لفظٍ لهمزة الوصل، أمّا إذا جاءت همزة الوصل في أوّل الجملة، فتُكتَب وتلفظ؛ كقولنا: اجتهد محمد.[٣] وتكون همزة الوصل قياسيّة وسماعيّة.[٢]

يمكن أن تتواجد همزة الوصل في عدّة مواضع، منها:[٤]

  • الأسماء العشرة: وهي عشرة أسماء في اللغة العربية تبدأ بهمزة وصل، وكذلك إذا ثنيّت ابتدأت بهمزة وصل، وهذه الأسماء هي: اسم، واست، وابن، وابنة، وابنم، وامرؤ، وامرأة، واثنان، واثنتان، وايمن الله.
  • مصدر الفعل الخماسي: فإذا صيغ مصدر صريح من فعل ماضٍ خماسيّ الأحرف، كانَ أوّله همزة وصل؛ كمصدر الفعل اجتمع، اجتماع، ومثلها ابتسام، واختلاف، وامتحان، وغيرها.
  • مصدر الفعل السداسي: فإذا صيغ مصدر صريح للفعل الماضي السداسي الأحرف، ابتدأ المصدر بهمزة وصل؛ كمصدر الفعل استخرج، استخراج، ومثلها استقبال، واستحسان، واستعداد، وغيرها.
  • ماضي الفعل الخماسي: مثل: اجتمعَ، وابتسمَ، واختلفَ.
  • أمر الفعل الخماسي: مثل: اجتهدْ، اجتمعْ، اتّحدْ.
  • ماضي الفعل السداسي: مثل: استخرجَ، استقلَ، استقبلَ.
  • أمر الفعل السداسي: مثل: استوعِبْ، واستقبِلْ، واستخرِجْ.
  • أمر الفعل الثلاثي: اكتبْ، وافتحْ، واجلسْ.

تقع همزة الوصل في (ال) التعريف الشمسية، مثل: التكاثر، والشمس، وفي (ال) التعريف القمريّة، مثل: القمر، والبحر.

همزة القطع

همزة القطع هي الهمزة التي تكتب وتلفظ دائماً، أكانت في أوّل الجملة، مثل: أكتب على السبورة، أو في وسط الجملة مثل: كنت أكتب على السبورة.[٣]

تُلفَظ الهمزة وتُعتبَر همزة قطع في عدة مواضع منها:[٤]

  • مصدر الفعل الثلاثي: فالمصدر الصريح للفعل الثلاثي يكون مبتدئاً بهمزة قطع، فمصدر الفعل الثلاثيّ أخذَ هو أخذْ، وهنا الهمزة تُعدّ همزة قطع، ومثلها: أكلْ، وأسى، وغيرها.
  • مصدر الفعل الرباعي: فإذا جيئ بالمصدر الصريح للفعل الرباعيّ كالفعل أسرعَ الذي مصدره إسراع، تكون الهمزة في بدايته همزة قطع. ومثلها: إنقاذ، وإهمال، وغيرها.
  • جميع الأسماء عدا ما تقدّم ذكره في همزة الوصل: مثل الضمائر، وبعض الأدوات مثل إذا الشرطيّة، والأسماء مثل أحمد وأشرف.
  • ماضي الفعل الثلاثي المهموز، مثل: أخذ، وأكل، وغيرها.
  • ماضي الفعل الرباعي، مثل: أبدى، وأحسن، وأسرع.
  • أمر الفعل الرباعي، مثل: أجبْ، وأسرعْ، وغيرها.
  • همزة الفعل المضارع: وهي همزة قطع في جميع الأفعال من الثلاثيّ مثل (أكتب) إلى السداسيْ مثل (أستحسن).

جميع الحروف همزتها قطع، عدا (الـ) الشمسيّة والقمريّة فهي همزة وصل، ومن الأمثلة على حروف القطع: همزة الاستفهام والنداء.

الهمزة والألف اللينة

قد يقع البعض في لبسٍ بين الهمزة -أو ما تسمى بالألف القاسية- والألف الليّنة؛ لأنّ كليهما يتشكلان من حرف الألف، فالهمزة حرف يقبل جميع الحركات، ويقع في أوّل الكلمة ككلمة (أكتب)، أو في وسطها مثل (سأل)، أو آخرها مثل (شاطئ)، أمّا الألف الليّنة فتعدّ حرف ناتج من امتداد صوتيّ ناتج عن إشباع حركة الفتحة للحرف الذي يسبقها، ومواضعها في وسط الكلمة متل: باب، وآخرها مثل: مستشفى، وهو حرفٌ لا يقبل الحركات.[٣]

حالات الهمزة

يُجمَعُ على أنّ الهمزة حرفٌ يتميّز بثقله، ويخضع لسبع حالاتٍ موجودة في القرآن الكريم، وهي:[١]

  • التحقيق: ونعني بها إعطاء الهمزة كامل صفاتها اللفظيّة بخروجها من أقصى الحلق.
  • التسهيل: وهو أن ينطق بالهمزة بينها وبين الحرف المتجانس لحركتها.
  • الحذف: وهو سقوط الهمزات في حالة تطرفها أو عند التقاء همزتين من كلمتين.
  • الإبدال: هو جعل الهمزة ياءً أو واواً أو ألفاً.

حالات خاصّة

في بعض الحالات تخضع همزة الوصل والقطع لتغيُّرات في كتابتها شكلاً أو في لفظها، ومن هذه الحالات حذف ألف الوصل كتابةً من كلمة (ابن) في حال وقوعها بين علمين مثل: محمد بن عبدالله، وتُحذَف ألف (الـ) التعريف إذا سُبِقَت بحرف اللام، مثل حذف (الـ) التعريف من كلمة (المجد) في جملة: المجد للمجد، وتُحذَف همزة القطع إذا سُبِقَت بهمزة استفهامية في حالة الكسر، فكلمة اسمك خالدٌ إذا سُبِقَت بهمزة استفهاميّة تصبح: أسمكَ خالد؟ أمّا في حالة النصب -أي الفتح- إذا سبق الحرف المنصوب همزة استفهاميّة فإنّه يُرسَم كحرف مدّ، مثل: آلسفر أحبّ إليكم من الإقامة؟[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب د.أكرم علي حمدان، "الهمزة بين القراء والنّحاة "، مجلة البحوث والدراسات القرآنية، العدد الثامن، صفحة 170-174.
  2. ^ أ ب ت أدما طربيه (2000)، معجم الهمزة، لبنان: مكتبة لبنان ناشرون، صفحة 1،8،9.
  3. ^ أ ب ت أحمد محمد أبوبكر ، القواعد الذهبية في الإملاء والترقيم ، صفحة 7-9.
  4. ^ أ ب أحمد محمد أبوبكر ، القواعد الذهبية في الإملاء والترقيم ، صفحة 10-13.
  5. ↑ سعيد الأفغاني (2003)، الموجز في قواعد اللغة العربية، لبنان: دار الفكر، صفحة 42.