أسهل طريقة لحفظ القرآن

أسهل طريقة لحفظ القرآن

القرآن الكريم

ذهب أهل اللغة إلى أن كلمة قرآن مشتقةٌ من قرأ بمعنى جمع، كما جاء في قول الله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)،[1] وقد فسّر ابن عباس -رضي الله عنه- الآيات الكريمة قائلاً: "إذا جمعناه وأثبتناه في صدرك فاعمل به"، ويُعرّف القرآن الكريم على أنه كلام الله -تعالى- المنزل على نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة جبريل عليه السلام، المحفوظ في الصدور، والمكتوب في المصاحف، والمنقول إلينا بالتواتر، وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وينقسم إلى ثلاثين جزءاً، ويبلغ عدد سوره مئة وأربع عشرة سورة، وللقرآن الكريم خمسة وخمسين اسماً، منها: الفرقان، والكتاب، والهدى، والرحمة، والنور، والمبين، والذكر، والحكمة.[2][3]

أسهل طريقة لحفظ القرآن

يُنصح باتباع الخطوات الآتية لحفظ القرآن الكريم بطريقةٍ سريعةٍ وسهلةٍ:[4]

  • الخطوة الأولى: تبدأ عملية الحفظ بتكرار قراءة الآية الأولى من السورة عشرين مرة، ثم قراءة الآية الثانية عشرين مرة، وهكذا حتى الوصول إلى الآية الرابعة، ثم تكرار قراءة الآيات من الأولى إلى الرابعة عشرين مرّة ليتمّ ربط الآيات ببعضها البعض، ثم الانتقال إلى الآية الخامسة وتكرار قراءتها عشرين مرة، ثم تكرار الآية السادسة عشرين مرة، ثم السابعة كذلك، ثم الثامنة كذلك، وبعدها ينبغي تكرار قراءة الآيات من الخامسة إلى الثامنة عشرين مرة للربط بين الآيات، ثم تكرار قراءة الآيات من الأولى إلى الثامنة عشرين مرة، وهكذا يتم تثبيت حفظ الصفحة الأولى، ومن الجدير بالذكر أن العملية نفسها ستكرّر في حفظ كل صفحات القرآن الكريم، ويُنصح عدم زيادة الحفظ عن الثمن في اليوم الواحد، حتى لا يزيد المحفوظ ويتفلّت الحفظ.
  • الخطوة الثانية: قبل الانتقال إلى حفظ صفحةٍ جديدةٍ في اليوم التالي، ينبغي ترسيخ حفظ الصفحة السابقة من خلال قراءتها عشرين مرة، ثم الانتقال إلى حفظ صفحةٍ جديدةٍ بنفس الطريقة التي سبق ذكرها.
  • الخطوة الثالثة: يجب مراجعة حفظ القرآن الكريم باستمرار حتى لا يتفلّت الحفظ، ولذلك يُنصح تقسيم القرآن الكريم إلى ثلاثة أقسام، في كل قسمٍ عشرة أجزاء، ثم حفظ صفحة ومراجعة أربع صفحات في كل يوم حتى يتم حفظ القسم الأول من القرآن الكريم والمكون من عشرة أجزاء، عندها ينبغي التوقف عن الحفظ والتفرغ للمراجعة لشهرٍ كامل، ويُنصح مراجعة ثمانية صفحات في اليوم الواحد.
  • الخطوة الرابعة: بعد الانتهاء من مراجعة القسم الأول، يتمّ الانتقال إلى حفظ القسم الثاني من خلال حفظ صفحةٍ أو صفحتين بحسب القدرة، ومراجعة ثمانية صفحات يومياً حتى يكتمل حفظ القسم الثاني، عندها ينبغي التوقّف عن الحفظ لمدّة شهرين والتفرّغ لمراجعة العشرين جزءاً التي تمّ حفظها، ويُنصح مراجعة ثماني صفحات يومياً، وبعد انتهاء المراجعة يُنتقل إلى حفظ القسم الأخير بحفظ صفحة ومراجعة ثمانية صفحات يومياً إلى أن يتمّ حفظ القرآن الكريم كاملاً.

قواعد حفظ القرآن الكريم

هناك عددٌ من القواعد المهمة التي ينبغي مراعاتها عند البدء بحفظ القرآن الكريم، وفيما يأتي بيانها:[5][6]

  • الإخلاص والعزيمة الصادقة: تُعدّ مهمّة حفظ القرآن الكريم مهمّة كبيرة وعظيمة، ولذلك ينبغي التحلّي بصدق العزيمة وقوّة الإرادة والرغبة التي تبعث على الاهتمام، ثم السرعة في تنفيذ تلك الرغبة قدر المستطاع، فقد قال الله تعالى: (وَمَن أَرادَ الآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعيَها وَهُوَ مُؤمِنٌ فَأُولـئِكَ كانَ سَعيُهُم مَشكورًا)،[7] وكل ذلك لا يكون إلا بعد إخلاص النية لله تعالى، لأنه -عز وجل- لا يقبل عملاً فيه رياء أو شرك، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ).[8]
  • تصحيح القراءة والنطق: ينبغي ضبط الحفظ من الأخطاء واللحن من خلال عرضه على مقرئ، أو الالتزام مع شيخٍ ينظّم الحفظ، إذ إن القرآن الكريم لا يؤخذ إلا بالتلقّي، فقد أخذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتلقّي من جبريل عليه السلام، وأخذه الصحابة -رضي الله عنهم- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- بالتلقّي أيضاً.
  • تنظيم الوقت: حيث إن تنظيم وقت الحفظ وتوزيعه بما يناسب مع النهار والليلل يمنع الملل، ويجدّد النشاط والهمة.
  • التسميع الدائم: ينبغي الاستمرار بتسميع ما تمّ حفظه من القرآن الكريم لقارئٍ متقنٍ، حتى يصحّح الأخطاء في حال وجودها، وحتى لا يتفلّت الحفظ، لا سيّما أن القرآن الكريم سريع الهروب من الذهن، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (تَعاهَدُوا هذا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها).[9]
  • إيجاد الحوافز والمرغّبات: لا شك أن الملهيات عن ذكر الله -تعالى- كثيرةً ومتنوعةً، ولذلك ينبغي على الأسر والجمعيات توفير الجوائز المادية والمعنوية التي تحفّز الطلاب على الحفظ.
  • قواعد أخرى تساعد على الحفظ: ثمّة العديد من القواعد التي تساعد على الحفظ، ولم يتّسع المقام لذكرها، كاختيار الوقت والمكان المناسب للحفظ والمراجعة، والالتزام بنسخةٍ واحدةٍ من المصحف الشريف، والاستمرار في الحفظ دون انقطاع، وعدم تجاوز السورة إلا بعد ضبط حفظها، وتحديد نسبة الحفظ في كل مرةٍ.

مكانة القرآن الكريم

ميّز الله -تعالى- القرآن الكريم بالعديد من الخصائص، ومن أعظمها أنه تكفّل بحفظه، مصداقاً لقوله عز وجل: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)،[10] وقد بيّن علماء التفسير أن المقصود من الآية الكريمة أن الله -تعالى- حفظ القرآن الكريم من الزيادة فيه أو النقصان منه،[3] ولا بُد من الإشارة إلى أن الله -تعالى- قد هيّأ أسباب حفظ القرآن الكريم من التحريف، والنقصان، والزيادة، حيث أنزله على أمّةٍ معتادة على الحفظ، فقد كان العرب يحفظون القصائد الطويلة بمجرّد سماعها للمرّة الأولى، وجعله سهلاً يسيراً للحفظ، وسخّر له من هذه الأمة علماء مجتهدين يقومون بحفظه وتعليمه لطلابهم والأجيال التي تليهم.[11]

المراجع

  1. ↑ سورة القيامة، آية: 17-18.
  2. ↑ "تعريف و معنى القرآن في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب " قرآن "، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2019. بتصرّف.
  4. ↑ عبد المحسن القاسم (18-8-2015)، "أسهل طريقة لحفظ القرآن الكريم"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2019. بتصرّف.
  5. ↑ "طريقة حفظ القرآن الكريم"، www.islamqa.info، 2000-02-24، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2019. بتصرّف.
  6. ↑ د. محمد سيد شحاته (19-9-2018)، "طريقة حفظ القرآن الكريم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2019. بتصرّف.
  7. ↑ سورة الإسراء، آية: 19.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2985، صحيح.
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 791، صحيح.
  10. ↑ سورة الحجر، آية: 9.
  11. ↑ علي بن عبدالعزيز الراجحي، "خصائص القرآن الكريم وحقوقه"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2019. بتصرّف.