أثر الاستغفار في استجابة الدعاء
الدعاء
جعل الله سبحانه وتعالى الدّعاء وسيلةً من وسائل التّواصل معه سبحانه، فالعبد يدعو الله عزّ وجلّ في السّرّاء والضّراء يرجو رحمته ودوام فضله ونعمته، ويخشى عاقبة ذنبه وحلول نقمة الله عليه، فالدّعاء هو حصنٌ مكين للمسلم يكون سبباً لحفظه من شرور النّاس وتقّلبات الدّنيا وفتنها، وتثبيته على الطّاعات والطّريق المستقيم، وتجنيبه الفواحش وطريق الزّلل ووساوس الشّيطان.
الاستغفار
لا شكّ بأنّ هناك عدداً من الأمور التي تؤدّي إلى صحّة الدّعاء وقبوله عند الله تعالى ومنها الاستغفار، فالاستغفار هو سمة من سمات الصّالحين والأولياء والمتّقين، وهو طريق التّوبة وسبب الغفران، ونزول الرّزق الطّيّب، وسببٌ من أسباب درء العذاب عن الأمم، قال تعالى ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) { الأنفال: 33 }، كما أنّ الاستغفار هو سببٌ من أسباب نيل رضا الله سبحانه وتعالى والجنّة.
أثر الاستغفار في استجابة الدّعاء
إنّ للاستغفار أثراً كبيراً في استجابة الدّعاء، ويتجلّى هذا الأثر فيما يلي:
- أنّ المستغفر من الذّنب كمن لا ذنب له، كما في الحديث الصّحيح عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، ولا شكّ بأنّ المسلم الذي لا ذنب له يكون دعاؤه مقبولاً عند الله تعالى، بينما لا يتقبّل الله تعالى دعاء الظّالمين والعاصين لأنّهم بعيدون عن الاستغفار والتّوبة الصّحيحة في حياتهم.
- أنّ المسلم الذي يستغفر ربّه دائماً يكون حريصاً على اجتناب الكسب الخبيث والمال الحرام، الّذي هو سببٌ من أسباب عدم استجابة الدّعاء، ففي الحديث الشّريف نعيٌ لحال من يدعو الله تعالى وملبسه حرام ومأكله حرام، وعذّي بالحرام، فالاستغفار واستجابة الدّعاء أمران متلازمان فحيثما يكون الاستغفار والتّوبة يكون الدّعاء المستجاب، وإذا غاب الاستغفار ولم تصدق التّوبة غابت أسباب استجابة الدّعاء.
- أنّ الله سبحانه وتعالى يعطي الرّزق لمن أدام الاستغفار وحرص عليه، قال تعالى: (فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً*يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً ) { نوح: 10، 11، 12 }، وهذا الرّزق من الله تعالى يأتي كذلك من خلال الدّعاء الصّادق حينما يقف العبد بين يدي الله تعالى يسأله الرّزق الحلال الطّيب في الدّنيا، كما أنّ من مظانّ استجابة الدّعاء تحيّن أوقات معيّنة للدّعاء ومنها وقت نزول المطر.
- إن لزوم الاستغفار هو سبب لتفريج الهمّ وإزالة الكرب.
- أن الإستغفار والحرص عليه يجعل المسلم من أولياء الله الصالحين وعباده المتّقين، الذين لا يرد الله دعاءهم ولا يخيب رجاءهم، كما جاءوفي الحديث القدسي الشّريف: (لئِن سألَني لأعطينَّهُ ولئنِ استعاذني لأعيذنَّهُ).